سيدي الرئيس … اكتب اليك واعلم انك ضليع باللغة العربية وفنونها ومتخصص بالفلسفة والادب والشريعة الاسلامية ولذا فأنت تسهل كثيرا علي المهمة في ان اكتب مباشرة لو سمحت وعلنا امام الملأ لانني اجهل بريدك ومحل اقامتك ؟ فقد عرفت أنك تحمل اكثر من جنسية ولك اكثر من محل اقامة مابين لندن وبغداد والسليمانية ؟ . وانت العالم المتبحر في شرع الله , أفما قرأت قول النبي محمد عليه افضل الصلاة والسلام ( من ولاَّه الله شيئًا من أمور المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخَلَّتِهم وفقرِهم، احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة ) . ألا يعتبر غيابك المتواصل تهربا من المسؤولية الشرعية والاخلاقية تجاه ابناء شعبك الذين في امس الحاجة الى وجودك بينهم تواسيهم وتقيم اركان العدل بينهم وتأخذ بناصية الحق وتضرب بقوة القانون من يريد الفساد واشاعة الباطل ؟؟؟؟,
ألم تعلمك الشريعة السمحاء ان الرعية احوج ما تكون اليوم الى همتك وعدلك و وقارك وحنكتك وبأسك ؟؟؟ ألم تعلم ان الامام العادل لا ترد له دعوة ويظله الله في ظله يوم لا ظل الا ظله ؟؟؟؟ فأين عدلك وحزمك وانت الغائب عن البلد في احلك الظروف واكثرها حراجة ؟؟؟ سيدي الرئيس … انها امانة ثقيلة ,اثقل من السموات والارض , وبما انك المتبحر بفلسفة الاسلام فكيف ترضى لنفسك حمل هكذا امانة وانت عاجز عن حملها ؟ الم يكن من الافضل لك ان تتجنبها وتنزوي جانبا وتقضي ايامك بهدوء وتعطي الفرصة لمن هو اهل لها ؟ ألم تفرا قول رسولك الكريم (ما من أميرٍ يَلِي أمر المسلمين، ثم لا يجهد لهم وينصح، إلا لم يدخل معهم الجنة)).
كنا نأمل منك وقد استبشرنا خيرا انك راجح العقل بحكم عمرك وتخصصك في الفلسفة انك قارئ جيد للتاريخ وانك بالتاكيد ستتبع اثر الرجال العظام الذين قرانا وقرات عنهم وانك ستقلدهم في فترة حكمك لكننا صدمنا وانت تظهر بمظهر العاجز عن مواكبة الاحداث ونادر الظهور ولا نكاد نسمع صوتك الخافت وصورتك البائسة المتذبذبة ؟ كان الاجدى بك ان تراعى المظلومين وما اكثرهم فينا , وان تسابق الريح لتحتضن الايتام الذين صاروا مثل الدود في العراق , وان تذهب الى المقاتلين في ساحات القتال , تشحن هممهم وتضرب مثلا في الوطنية , كنا نأمل ان نراك تتقدم الصفوف التي تداري جراح الوطن وتمسح اثار الظلم والعدوان وتحضر مع عوائل الشهداء وتذهب الى الجرحى في المستشفيات وتتمشى الى اقرب مدرسة تطلع على سير العملية التربوية وتدخل مخيمات النازحين وتقضي وقتا في خيمهم لتشعر بمعاناتهم وكنا نامل منك ان تذهب الى مختلف الوزارات تراقب وتحاسب وان تدخل دوائر الدولة المختلفة لترى بام عينيك حجم الرشوة وفساد البعض , كنا نأمل منك ان تراقب الخطاب الطائفى وتكبح جماح السياسيين الفاشلين في العبث بمقدرات البلد وووو؟؟؟؟ . لكنك فضلت الانزواء والابتعاد وتركت دورك المهم واثرت ان تظهر فقط حاضرا في المحافل الدولية التي اعتبرتها نزهة لك ولعائلتك ولمحضيك خصوصا حينما يكون الاجتماع في عاصمة اوربية جميلة تصلح للاستجمام؟؟؟ .
سيدى الريس … كل ابناء البلد في ازمات ونكبات متتالية , اصابتهم محن وكوارث اهتزت لها الجبال الما وقهرا وما هزتك وما رق لها قلبك ,؟ مررنا بأوقات عصيبة , كئيبة, مريرة لكننا ما سمعناك . ولا رأيناك , ولا أحسسنا بوجودك ؟؟ انتظرناك معزيا فيما فقدناه من احبابنا الذين قضوا في التفجيرات وغيرها, تأملناك وانت تربت بيديك على رؤوس الايتام وانت تأخذ بيد الاف المشردين والمهجرين الذين هربوا من جحيم داعش وغيرها , حلمنا بك وانت تأخذ حقوقنا وتصون مقدراتنا وتحاسب مفسدينا وتداوى جراحنا , وتنصف مظلومينا ,وتضرب بقوة من ينادى بتقسيم بلادنا وتشتيت صفوفنا, ولكنك انسحبت ورضيت فقط ان تقاسم شلة الفساد في الراتب الخرافي والامتيازات والحمايات وتناسيت ان وظيفتك ان تراعي الله فينا وترعى مصالحنا لا ان تتركنا لأوجاعنا وتذهب بعيدا وكأنك لست منا وكأنك رئيس دولة مجاورة ؟؟؟ وكأنك لم تقرأ قول عمر بن الخطاب (والله لو أن بغلة بالعراق تعثَّرت، لسُئلت عنها يوم القيامة ). فما بالك وانت تعيش بوسطنا , كنا سنقبل حتى لو انك عاملتنا في الحد الادنى كبغال عمر؟ فما ستقول لربك ونحن ملايين البشر الذين تخليت عنهم وادرت ظهرك لنا وألتفت الى نفسك وعائلتك وهمومك ؟ كان الاجدر بك حتى ولو كذبا وتمثيلا ,ان تكون اول من يواسينا ويلملم جراحنا في كل شبر من العراق , كان عليك ان تحضر قبل الكل لتشارك حزن المحزونين وترفع هم المهمومين وترحم وتؤازر المنكوبين وتبكي مع الباكين, ولكن لندن وباريس اولى باهتماماتك , فلم تتعب قلبك بهموم الناس الذين بلاك الله بهم ؟؟
سيدي الرئيس … مصائبنا عظيمة وهمومنا كبيرة واحزاننا تهد الجبال وانت بعيد كل البعد , اهتم بصحتك جيدا وعليك بأكل المكسرات والروبيان وأدخل احلى الفنادق وتنزه بأجمل المنتجعات طالما ان الفاتورة مدفوعة مسيقا من حساب الشعب المسكين ,وشاهد من مقرك في لندن لعبة البيسبول والسكواش واقطع اتصالاتك معنا حتى لا تتعب اعصابك ويصعد ضغط دمك , وأدر قناة التلفاز لمشاهدة القناة التاسعة الانكليزية حتى لا تشاهد العراقيين وهم يذبحون في الكرادة وبلد وكل مناطق العراق وأدر ظهرك لالاف النازحين , وأنت تعبر جسور لندن لا تتذكر جسر بزيبز حتى لا تتخدش ذاكرتك الرقيقة ؟؟؟ كنا نأمل ان نراك قويا امينا ولكننا رأيناك مهزوما ,ضعيفا ,انانيا وتركت هذا المسكين العبادي تتقاذفه الامواج وحيدا حائرا دون سند ؟ وارجوا أن تتامل كثيرا في قول النبي (ص) لأبى ذر : ( يا أبا ذر، إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدَّى الذي عليه فيها ) .
سيدي الرئيس … لا تنس وأنت القريب من صناع القرار في لندن ان تشجب وتستنكر مافعله الانكليز ببلدنا من تدمير وخراب, رغم انك لم ولن تجرؤ على فعل ذلك ؟ وبالرغم من ان هم انفسهم خجلوا مما فعلوه بنا واعترفوا ولو بعد حين باخطائهم ؟؟
