سليم الجبوري .. يعلم الناس الصلاة وهو لا يصلي

سليم الجبوري .. يعلم الناس الصلاة وهو لا يصلي
آخر تحديث:

 

بقلم: صبحي ساله يي

المزايدات السياسية غير الواقعية لبعض الساسة السنة، ومنهم السيد سليم الجبوري، وتوزعهم بعد العام 2003 بين مؤيد ومعارض للتغييرفي العراق والعملية السياسية والدستور والسير في إتجاهات مختلفة، كدعم الإرهاب بزعم المقاومة، والإرتماء في إحضان المخابرات الأجنبية بحجة الحصول على المساندة والتأييد والتمويل، والتوقيع على مساومات تخاذلية وخيانية بهدف الفوز بالمناصب وحصد الإمتيازات والكسب الشخصي، وإثارة الفتن وشق الصفوف وإثارة الخلافات وإضاعتهم للفرص. واضحة كوضوح الشمس، وتلك المزايدات حرمت أبناء المكون السني من الأمن والأمان والإستقرار وخيرات البلاد، وهلكتهم ودمرتهم وشردتهم وحرمتهم من حقوقهم بالعيش الكريم، كما أهدرت مواردهم وكرامتهم، وعرضتهم الى الإعتقال واليتم والترمل والنزوح والهجرة واللجوء والتغييب والتعذيب.

هذه الأيام نسمع أنباءً تشير الى عقد مؤتمر للسنة في بغداد، بالتأكيد لايعقد مثل هذا المؤتمر دون موافقة نوري المالكي، البطل في خرق وإنتهاك ومخالفة الدستور وإثارة الفتن والنعرات الطائفية والقومية، ودون أن تكون له مصلحة فيها.

المثير للريبة والشك حول المؤتمر هو أن السيد سليم الجبوري الذي أوقد العديد من النيران على أسس طائفية وقومية خلال فترة رئاسته للبرلمان العراقي والذي يعتبر كل ما لا يعجبه وما لايعجب الذين وافقوا على تبرئته من تهم الارهاب الستة، مخالفاً للدستور والقانون، هو المتصدي الأكثر حماساً واندفاعاً لعقد هذا المؤتمر، وأنه ووفق تصريحات مضللة ومثيرة يحاول أن يخلط الاوراق ويريد أن يفرض نفسه على السنة كأمر واقع، ويريد أن يتبرع بدماء الشهداء وخراب المدن والتوزيع بين مهجر ومشرد ومقتول إكراما للموافقة على عقد المؤتمر في بغداد، فالجبوري الذي إمتهن السياسة دون عقيدة، تآمر على أبناء جلدته ونسق مع الذين إتهموه بالإرهاب، وسمسر مع الذين ضمنوا تبرئته ووصوله الى رئاسة البرلمان حتى غدت أوراقه مكشوفه، وورقة التوت المنخورة التي يلوذ بها لاتستر عوراته.

السيد الجبوري والمالكي والأطراف المتنفذة وأجهزة المخابرات الإقليمية التي وافقت على إنعقاد المؤتمر في بغداد، على علم مسبق بأن هذا المؤتمر وعشرات المؤتمرات لاتستطيع أن تضع حداً للإنقسام الحاصل في الساحة السنية، ولا تتمكن من الخروج بمرجعية سنية أو قيادة سياسية موحدة للمكون السني، ومتأكدة من أن الساسة السنة يكسرون عظام بعضهم ويتخاصمون فيما بينهم بشكل سافر وعلني،  ويتحالفون مع الخصوم ضد بعضهم البعض، ومنهم من يريدون التحالف مع الامريكان لأخراج ايران من العراق، ومنهم من يريد التحالف مع إيران لطرد الامريكان، ومنهم من يريد طرد الاثنين معاً لإعادة ضباط الجيش السابق والدوائر الأمنية المنحلة ورفع الاجتثاث وإلغاء المساءلة والعدالة وإقرار قانون للعفو العام وبالتالي عودة حزب البعث الى الحكم. لذلك ومن أجل ذر الرماد في العيون من جهة، وافقت تلك الجهات وهيأة لعقد هذا المؤتمر لتضعهم في مواجهة مصيرهم وكشف وزنهم الحقيقي وموقفهم الواقعي، ولتكون على علم ودراية بما يتقرر وما يتخذ فيه من قرارات من جهة أخرى، وتريد من خلاله :

1-    الإعلان عن أن الشيعة لا يقفون ضد المشروع الوطني السني. مقابل كسب إعتراف القيادات السنية المؤيدة والمعارضة بشرعية العملية السياسية، وبأن الشيعة هم المكوّن الأساس في البلاد.

2-    إزاحة المنافسين الأقوياء للجبوري من الساحة السياسية السياسية السنية، ومنحه دورا مهما لأنه الأشد قرباً من الشيعة في العراق وإيران، ورافض متعصب لمشروع الاستقلال الكوردستاني والسني. مقابل إرسال رسالة اطمئنان و إعتذار الى الشيعة وخاصة قادة الحشد الشعبي، يقولون فيها لقد أخطأنا في المرحلة الماضية ونعدكم بعدم تكرارها..

3-    دعم وجمع الموقف السني تحت رئاسة سليم الجبوري وتقوية نفوذه ونفوذ من معه ليستفردوا ويهيمنوا على الساحة السياسية السنية، ويهمشوا الآخرين ويختزلوا السنة بأناس معينين ليتحدثوا باسمهم.

4-     إقصاء الجناح السني الرافض للهيمنة الشيعية، من خلال استبعاد الشخصيات  المتهمة بالإرهاب من المشاركة في مؤتمر القوى السنية، وإثارة الفتن داخل المكون السني من جديد، وإعادة الطائفية التي تثير الاحقاد والضغينة.

5-    إحراج المشاركين في المؤتمر، وهذا هو الأهم وربما القصد الأول من وراء الموافقة على عقده، وذلك عبر بيان صريح أو حتى تلميح الى رفض الإستفتاء المزمع إجرائه في كوردستان في أيلول المقبل، بحجة الحفاظ على وحدة الاراضي العراقية، ودق الأسفين بين الكورد والسنة..

وأخيراً نقول أن الشكوك تجاه المؤتمر ونوايا سليم الجبوري ومؤامرة نوري المالكي تحولت الى حقائق بعد أن إجتمع الإثنان في مكتب الأخير، قبل أيام، وحذرا من فشل مؤتمر السنة، وحثا على اختيار قيادات سياسية مؤمنة بالتجربة الديمقراطية ولديها القدرة والاستعداد للمساهمة الفاعلة في طي صفحة الأفكار والممارسات الطائفية وغيرالوطنية.

ولكن السؤال هو: هل تنطلي على السنة العرب تصريحات الجبوري (الذي يدعو الى الصلاة وهو لا يصلي)، وشعاراته الرنانة الفارغة التي يريد بها الباطل خصوصاً إنهم قد شبعوا من إنقلاباته على الإجماع السني وعدم إعترافه بالحقائق وممارساته وقراراته الخاطئة التي أهلكتهم وتسببت بفشلهم السياسي وتشتيت صفوفهم، وهم على يقين بإنه جزء أساس من البلاء؟.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *