سياسة الإطار. والتيار من الممكن إلى الانتحار

سياسة الإطار. والتيار من الممكن إلى الانتحار
آخر تحديث:

بقلم:خليل ابراهيم العبيدي

السياسة قبل أن تكون وسيلة لتعقيد الأمور ، كانت ولا زالت حرفة لتعبيد طرق الوصول ، وهي علم يبحث في قيام وممارسة وانتهاء السلطة السياسية ، في العراق وخاصة بعد العام 2003 لم توظف كل الجهات المصدية للشأن العام السياسة لتحقيق الأهداف العامة ، إنما كانت ولا زالت لحد هذه اللحظة وسيلة لتحقيق مقاصد طائفية عند اغلبية القادة الشيعة وعشائرية عند اغلبية القادة السنة وانانية فومية عند الأغلبية الكردية ، وكل سخر الدولة لتحقيق هدفين لا ناقة للمواطن بهما ، الإول كسب المغانم المادية الصرفة من خلال الاستحواذ على المال العام ، والثاني تحقيق المكاسب الطائفية والعشائرية والقومية بالمال الحكومي وفقا لما جاء بالفقرة اولا ، لذلك تحول السياسيون دون استثناء إلى أباطرة بفعل غفلة شعب يخلق الرموز لكي يشتمهم في النهاية ، أما الرموز فقذ صدقوا أن مواليهم سيسرون معهم إلى النهاية متناسين ما قاله الدكتور علي الوردي (أن الشعب العراقي لا يحب حكوماته ، وأنه يشتم الحكومة إذا أثار الهواء التراب في الشوارع) لذا فإننا نرى السياسي يتمسك بالسلطة عارفا أن الناس لا تواليه مهما كان عمله جييدا فما بالكم إذا كان هذا السياسي فاشلا في السلطة أو المعارضة ، وفاسدا في السلطة والمعارضة ، وان هذا السياسي العراقي على ما يبدو لم يطلع على المقولة التي ترى (من الحكمة هي أن لا تدع الرجال بهرمون في مواقعهم ) والحق أن العراقيين اليوم ينفضون تدريجيا من حول الكتل وما حققته كل الكتل في انتخابات عام 2021 لا يشكل معيارا للموالاة بعد تفعيل المال والسلطة من أجل كسب الاصوات ، والدليل أن نسبة المقاطعة كانت عالية جدا ، فكل الكتل المتصارعة منعزلة عن الأغلبية الصامتة ، وان ما يقوم به الكرد من التحليق المستمر خارج السرب الاتحادي ، هو تصرف لا يليق بالفدرالية التي هم فرضوها علينا ، أما القادة السنة فلا زالت العشائرية تنخر عقولهم وسلوكهم لم يكن سياسيا إنما عشائريا سيكلف العراق غاليا ، أما الشيعة فقد اتفقوا ان لا يتفقوا ، فلا الإطار بقادر على تجاوز أطارهم المقييد لهم لأنهم يوهمون أنفسهم أنهم يمثلون الأغلبية الشيعية وهم يعلمون أن الشيعة ثاروا ضدهم وتخلوا عنهم في الانتخابات ، اما التيار فإنه يتوهم ان الأغلبية البرلمانية هي أغلبية شعبية ، أن التيار لم يكن مع التشرينيين ، وهم من صنع الأغلبية المقاطعة ، في النهاية إذا لم تتجاوز الكتل الشيعية الشرنقة التي حاكتها حول نفسها والتحول نحو الممكن السياسي فإنهم حتما سائرون نحو الانتحار . لأن السياسة لا تعرف الانسداد بل هي فن فتح الآفاق ، أعانك الله با عراق…

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *