احمد راضي يذكر ذكرياته

احمد راضي يذكر ذكرياته
آخر تحديث:

ذهبت الى نادي الرشيد.. متعب مهموم خائف من السابق واللاحق ..وصرت ادعوا الله ان ينقذني من هذا الموقف ويلطف بي وان يهديهم ويتفهموا امري …. وصلت باب نادي الرشيد وسالت الحرس الواقف على الباب …السيد عفيف كاظم موجود .. قال نعم موجود ..حمدت الله لعلي استطيع اقناع عفيف كي يتصل بعدي وان يوافق على مقابلتي … ركنت سيارتي وذهبت لادارة النادي كان هناك باب خاص للدخول لعدي وباب ثاني تتعتبر مدخل للسكرتاريه دخلت من باب السكرتارية وجدت عفيف جالس على مكتبه ..السلام عليكم ..عليكم السلام لكن بالطريقة العراقية ( من يكون ماعجبة المقابل ويرد من ورة خشمة ) المهم قلت له استاذ عفيف انتم فهمتوا الموضوع بطريقة خاطئة .. فقال لا انت قلت لرئيس نادي الزوراء باننا هددناك وانك لاتريد الانضمام لنادي الرشيد وطلبت خروج فاضل من الغرفة حتى لايسمع كلامك مع رئيس نادي الزوراء …فقلت لا صدقني وصلكم الكلام بطريقة غير مباشرة وفهمتم الموضوع غلط ..كل ما قلته لرئيس نادي الزوراء انا موافق والموضوع راجع لكم كادارة بالموافقة على الاستغناء …فقال لي رئيس النادي نحن لانوافق على اعطائك الاستغناء لاننا بحاجة لك في النادي… فقال هذا كلام غير صحيح ما نقله فاضل عن لسان رئيس نادي الزوراء مضمونه اننا قد هددناك وانك غير موافق ووضعت نفسك بموقف صعب وتعرف انت مع من تتعامل … ثم قال ما المطلوب لماذا انت هنا استاذ عدي لايريدك في نادي الرشيد بعد الان … فقلت له استاذ عفيف ارجوك ان تتفهم وضعي وساعدني دعني اقابل استاذ عدي واشرح له الامر لانكم فهمتم الموضوع خطأ .. تعاطف معي عفيف بعد ان شعر ما في داخلي من خوف وكان طلبي له بالرجاء في المساعده …فقال انتظر خارج الغرفة وساحاول على ان اساعدك بطلب المقابلة … خرجت من الغرفة وذهبت لمكان سيارتي واتكأت عليها وانظر لباب الغرفة استرقب خروج عفيف ليناديني .. وبعد حوالي ١٥ دقيقة من القلق والانتظار خرج عفيف وناداني …ثم قال لم يوافق الاستاذ على مقابلتك ولكني اقنعته وما كان ليوافق الا اني ترجيته ليسمع وجهة نظرك.. تعال معي في سيارتي لنذهب الان للقائه … وطبعا دار حديث طويل بيني وبين عفيف في السيارة اثناء ذهابنا الى اللقاء وقد لامني كثيرا على تصرفي.. والحقيقة انا كنت مصرا على روايتي للموضوع كي اتخلص من الاحراج … وصلنا باب القصر الجمهوري ومن جهة جسر المعلق وكان لديهم علم بمجيئنا ولم يتاخر الحرس بفتح الباب ودخلنا القصر وبعد مسافة بسيطة كان هنالك كراج جانبي للسيارات اوقف عفيف سيارته بجانب السيارة التي اتتني البارحة ونزلت من السيارة واذا بي اشاهد احد الاشخاص الذين ضربوني بالامس وهو ملازم احمد تعرفت على اسمه في وقت لاحق … فقال ( ها شجابك هنا ) فقلت له ( اجيت اقابل الاستاذ ) فقال ( اذا سالك عن البارحة كله موتوني كتل ) يريد ان يوصل لي مدا غضب عدي علي… وانهم قد تساهلوا معي البارحة بالضرب .. اخذني عفيف الى مبنى عبارة عن صاله كبيرة وعليها قبة ..وهذا المكان اليوم هو مقابل مقر السيد صالح المطلك نادي الحماية الخاصة هكذا كانت تسميته… وكلما ذهبت لمقر السيد صالح المطلك اتذكر الموقف .. دخل قبلي عفيف وبعد دقيقة طلب مني الدخول .. شاهدت عدي يرتدي الدشداشة لونها سمائي وواقف على طاولة السنوكر ( البليارد بالحجم الكبير ) وكان يحب هذه اللعبة ويقال انه يجديها بمستوى عال من المهارة ..ويلعب مع شخص ثاني ويضحك ومندمج مع صاحبه وفي اللعب واعتقد انه تقصد عدم اللامبالاه بي حيث تركني واقف قرب الباب الذي دخلت منه اكثر من عشر دقائق وهو يلعب ولم ينظر الي ولم يكلمني.
ثم قال ( ها احمد رايد تشوفني ) فقلت له نعم استاذ ( بالنسبة الى موضوع البارحه انتوا افتهمتوا غلط اني كلت لرئيس النادي اني موافق وانتوا القرار يمكم كادارة بالاستغناء عني ) ثم قال ( لا انت كايل احنا هددناك ومتريد تجي لنادي الرشيد وانت واحد مغرور وشايف نفسك واني اعلمك شلون تتقارش ويا الحكومة وخوش عيدية راح تجيك ) كان لعيد الاضحى اسبوع … ورمى مضرب السنوكر على الطاولة وغادر الغرفة منزعجا ويمشي بسرعة من امامي الى سيارته المارسيدس الواقفة امام المبنى ولونها سمائي والحمايات يركضون من امامه ومن خلفه وركبوا سياراتهم وانطلق الموكب وكانه رالي سيارات من شدة سرعة انطلاق السيارات والتشحيط …وهنا تجمدت في مكاني… وفي لحظات غبت عن الوعي ولكن بعينان مفتوحتان…والوم نفسي مالي ومال كرة القدم ..ما الذي فعلته بنفسي… ما الذي جعلني اتكلم بصراحة مع رئيس نادي الزوراء .. خرجت ومعي عفيف وذهبنا للسيارة ..وخرجنا من القصر الى نادي الرشيد واثناء الطريق بدات اندب حظي وبصوت مسموع حتى ادمعت عيناي ..فقال لي عفيف بعد ان حزن علي وعلي الموقف الذي انا فيه ( لا دير بال اكدر احجي ويا عدي وممكن نفض الموضوع بس بعد لتسوي هيج وشنكلك تسوي ) فقلت له ( والله بعد شتريدون اسوي ) فطمئنني عفيف ووصلنا نادي الرشيد وركبت سيارتي ورجعت الى البيت .. وعلى طول طريقي للوصول الى البيت وانا افكر بالعيدية التي توعدني بها … وصلت البيت وركنت سيارتي بمسافة تبعد ثلاث منازل عن منزلي حتى اذا جائوا جماعة عدي مرة اخرى لايشاهدوا سيارتي امام المنزل.. واذا سالوا عني ..واهلنا في البيت يقولون لهم احمد خارج المنزل.. واذا فتشوا الدار يكون هروبي عبر سطوح منازل الجيران.. وبقيت على هذا الحال من القلق اسبوع بساعاته وايامه بحيث عندما ادخل شارعنا الفه مرتين قبل ان اركن سيارتي خوفا من المراقبة ومفاجئتي من قبلهم …ومر العيد بسلام ..لم ياتي احد.. ولم يسال عني احد.. صارت لدي حالة اطمئنان تدريجي كل ما مر يوم ولم ياتي احد منهم ..وثم عدت للتدريب في نادي الزوراء بعد العيد .. ومر اسبوعين بعد العيد ولم يسال عني احد .. فتغلب على ظني انهم لايريدوني بعد كل هذه الفترة من عدم السؤال عني … وبعدها تحدد موعد مباراة ودية استعدادية للدوري بين نادي الزوراء ونادي النجف في النجف … التجمع في نادي الزوراء في الشالجيه الساعة التاسعة صباحا للذهاب الى النجف اوصلني للنادي اخي صالح واخذ سيارتي وعاد بها للبيت وانطلقنا بباص النادي ذهابا الى النجف الاشرف لملاقاة نادي النجف …وحقيقتا كانت متعة كبيرة عندما نذهب في سفرات خارج بغداد لاني كنت مشاغبا واعمل المقالب.. وكان نادي الزوراء عائلة كبيرة ولكن فيه من اللحمة والبساطة الرائعة …. وما ان وصلنا الدوار ( الفلكه) الذي عند بداية الدخول للنجف ..واذا بسيارة تصف بجانب الباص ويزمر بصوت متكرر.. ونظرت اليها واذا بها سيارتي واخي صالح يقودها .. ويؤشر الينا بالوقوف .. فوقفنا … ونزلت من الباص ومشيت نحوه ( ها صالح خو ماكو شي كال خابرو عليك من نادي الرشيد ويردوك الساعة ٤ العصر بالنادي ) وكان وقت وصول صالح الى النجف حوالي الساعه الواحدة ضهرا ..رجعت للباص لاخذ حقيبتي ..وهنا اعترض المدرب انور جسام على عودتي فقلت له لا اريد ان اضع نفسي في مازق اخر ..يجب ان اعود وانفذ طلبهم ..ركبت السيارة وعدنا الى بغداد وصالح كان يقود السيارة وكنا مسرعين نريد ان نصل في الوقت المحدد .. وما ان وصلنا الي البيت في الساعة ٣ والنصف… غيرت ملابسي وركبت سيارتي وذهبت الى نادي الرشيد مسرعا .. وانا في طريقي حصل لي حادث مروري امام معرض بغداد الدولي ..ولكن لم يكن ذنبي بل ذنب سائق التكسي ..حيث كنت مسرعا واجتزته واثناء اجتيازي لم يلاحظني فمال بسيارته على جهة اليسار فضربني في مؤخرة سيارتي …توقفت فقلت ان الحادث بسيط لايستحق طلب الشرطة …اصر الى ان تاتي الشرطة وتحكم بالحادث … وزاد اصراره على قدوم الشرطة عندما علم باني مستعجل للذهاب ولدي موعد مهم .. فاقنعته بان اعطيه بدل التصليح ..فطلب ٣٠ دينار فاعطيته عشرين دينار بعد اخذ ورد ..ركبت سيارتي وانطلقت لنادي الرشيد .. وصلت الساعة الرابعة والربع .. ودخلت لادارة النادي استقبلني عفيف بلطف وقال لي تاخرت ..فقلت له جئت من النجف و في طريقي للنادي صار لي حادث مروري … فقال لي الاستاذ يسلم عليك ويقول اذا احمد يريد ان ينضم للنادي عليه ان يكتب اقرار بخط يده ومضمونه ..اني الاعب احمد راضي ارغب بالانضمام الى نادي الرشيد وبكامل ارادتي وبدون اي اكراه.. وتاكيدا على صحة الطلب طلب مني كتابة رقم هاتفي تحت التوقيع .. فلم اتردد بالوافقة على كتابة الطلب… وسلمته الى عفيف وقال استمر بالتدريب مع نادي الزوراء الى حين اتصل بك واعطيك التوجيهات الاخرى ..فشكرته على موقفه معي ..في امان الله..هو في امان الله (بس دير بالك لتدعم سيارة ثانية ) فضحك واشار بيده للسلام

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *