شعيرة الحج أمام وباء ولاية الفقيه

شعيرة الحج أمام وباء ولاية الفقيه
آخر تحديث:

 

  منى سالم الجبوري

تأسيس نظام ولاية الفقيه في إيران، لم يکن حدثا إيرانيا خاصا وانما کان تطورا مهما على صعيد المنطقة و العالم أيضا، ولاسيما من حيث الآثار و التداعيات السلبية التي ترکها هذا النظام على عموم المنطقة لازالت تعاني منه بقوة لحد الان وکأنه وباء إنتشر فيها.

هذا النظام الذي بني على أساس نظرية دينية إستبدادية طارئة غريبة على الاسلام الوسطي المتسامح و مرفوضة و غير مقبولة من جانب أغلبية علماء و مراجع المسلمين من مختلف الطوائف الاسلامية، حاول دائما توظيف الدين و إستغلاله لأجل أهداف و غايات سياسية محضة، والملفت للنظر إنه أخضع العامل الديني للهدف السياسي و ليس العکس کما يفترض، وهو بهذا أراد أن يهيأ الارضية المناسبة لإنجاح مختلف مخططاته.

بعد أن شرع هذا النظام بتصدير التطرف الديني و الارهاب تحت ستار نصرة المستضعفين و الوحدة الاسلامية و غيرهما من الشعارات الاسلامية البراقة، قام الى جانب ذلك بالعمل من أجل بدعته الجديدة وهي مايسميه”مراسيم البراءة في الحج”، وهي بدعة لم يتسنى حدوثها في مواسم الحج و هي ظاهرة طارئة و غريبة و ليست من الاسلام بشئ، وقد کان الهدف الاساسي من ورائها، التأثير سلبا على موسم الحج و إيجاج الفتنة و المشاکل و الازمات فيها حتى يتم من بعدها إتهام السعودية بإنها قاصرة في توفير السلامة و الامن للحجاج وبالتالي تطرح مسألة تدويل الحج، أو بمعنى أدق کي يسيطر نظام ولاية الفقيه على الحج و يديرها بنفسه أو من خلال تابعين له کي يحقق أهداف و غايات له هناك.

طوال الاعوام الماضية، وفي کل موسم من مواسم الحج، بذل هذا النظام مابوسعه من أجل زرع الفوضى و الفتنة و إراقة و سفك الدماء ولإن السعودية کانت منتبهة و يقظة من هذه المساعي الخبيثة و المشبوهة، فإنها کانت و في کل مرة تلجم الفتنة و تسيطر عليها، وإن تيقن هذا النظام من عدم تمکنه من تنفيذ مخططه المشبوه لموسم الحج في هذا العام، فإنه و في بادرة غير مسبوقة على وجه الاطلاق، فقد منع الايرانيين من أداء الحج، رغم إننا نميل الى القول بأن هذا النظام على إستعداد لمنع جميع العبادات والمناسك والطقوس الدينية من أجل الحفاظ على اساس النظام.

منع الايرانيين من اداء فريضة الحج، بادرة غير مقبولة و تصرف غير منطقي لايتفق مع المباني الشرعية للإسلام وهو يأتي ليضيف المزيد من العزلة و الانطوائية لهذا النظام، لکن من المهم أن لاتسمح الدول الاسلامية لهذا النظام بالتمادي أکثر بهذا الخصوص و من الضروري إقامة مٶتمر إسلامي تحضره معظم الدول الاسلامية و يتم خلاله تسليط الاضواء على ممارسات هذا النظام في مواسم الحج وصولا الى منعه للإيرانيين من اداء الحج، ليصار الى إتخاذ موقف منه ولايسمح له بتسييس الحج وهو بإعتقادنا مطلب ملح.

 

 [email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *