شناشيل : مَنْ يذود عن البغادّة ..؟

شناشيل : مَنْ يذود عن البغادّة ..؟
آخر تحديث:

عدنان حسين

حتّى النصّابين والمشعوذين والدجّالين في هذي البلاد (العراق) لهم من يحميهم ويذود عنهم إذا ما أرادت الدولة أن تتّخذ، نيابة عن المجتمع، تدابير رادعة في حقهم. فقط عامة الناس، وبخاصة أهل الذمّة والضمير والخير والوطنية ما من حامٍ لهم ولا ذائد عنهم.

أحد أعضاء اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد،هو سعد المطلبي، انتقد أمس في تصريح صحافي قيادة بغداد ووزارة الداخلية لـ “تغاضيهما” عمّا يقوم به المشعوذون في مكاتب معلومة، ملمحاً إلى وجود “جهات سياسية وأمنية” توفّر الحماية لهم. قال المطلبي إن “هناك تغاضياً من قبل قيادة عمليات بغداد ووزارة الداخلية عن المشعوذين الذين يمارسون عمليات النصب والاحتيال في مكاتب معروفة ومعلنة في العاصمة”، مبيناً أن “الكثير من الاعمال المشينة والمخالفة للقوانين تُمارس في تلك المكاتب كالابتزاز وغيره”.

المكاتب المشار اليها تتستر بشعارات الطب النبوي والعلاجات الروحية وقراءة البخت والطالع وسواها لممارسة نشاطاتها. لكنّ هذه المكاتب ليست الميدان الوحيد لأعمال الشعوذة والدجل والابتزاز وغسل الأموال والتجارة بالمخدرات والبشر.

شوارع العاصمة وساحاتها، وحتى البعض من درابينها، أصبحت مُتخمة بالمتسوّلين من كل الاعمار، والجنسيات أيضاً، وعندما تستفهم عن سرّ هذه الظاهرة غير المسبوقة يقال لك أن ثمة عصابات، وحتى عناصر أمنية، توفّر الحماية لهؤلاء المتسوّلين الذين يؤكد البعض أنه قد رأى غير مرة بعيونه ” اللي ياكلها الدود” مَنْ يأتي بهم في الصباح ويوزّعهم على الزوايا والأركان وعند نقاط التفتيش، ثم يعود بعد الظهر أو في المساء ليجمعهم ويستحوذ على ما جمعوه من مال ولا يترك لهم إلا الأود الذي يحفظ الرمق.

وبغداد تضجّ الآن أيضاً بالمواخير وعلب الليل من الدرجة العاشرة أو العشرين .. إنها في الحقيقة مباءات وأوكار دعارة تتّخذ من الإعلام والصحافة والثقافة والديمقراطية (!) صفات كاذبة لها، ولم يعد معها البغادّة وزوار العاصمة التمتع بالمسير في أهم شارعين في قلب المدينة، هما أبو نواس والسعدون… هي ليست حانات أو نواد ليلية كالمتعارف عليها في العراق في ما مضى وفي سائر البلدان، ولا هي محال للتسلية البريئة.

تسأل عن السرّ الكامن وراء هذه الظاهرة فيقال لك أيضاً أن أكثرها غير مرخّص به وأن ثمة عصابات وميليشيات وعناصر أمنية توفّر الحماية لهذه المحال وأصحابها لقاء أموال طائلة، وأن ثمة نقابات ومنظمات متواطئة ..!

إذا كان ولابدّ من وجود هذه المحال، فلتكن في مناطق بعيدة عن قلب بغداد، وبخاصة شوارعه التي يمكن للناس أن تتمتع بالتمشي فيها كشارع أبو نواس.

كما توجّب توفير الحماية للنصابين والمشعوذين والدجالين والمتسوّلين وأصحاب المواخير والذود عنهم فإن أهالي بغداد من غير هؤلاء جديرون بالحماية والذود عنهم …. يا أمانة بغداد ويا قيادة عمليات بغداد ويا وزارة الداخلية !

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *