صحيفة:تخلي العبادي عن حزب الدعوة سيفتح باب الولاية الثانية

صحيفة:تخلي العبادي عن حزب الدعوة سيفتح باب الولاية الثانية
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة أخبار العراق- أفادت صحيفة “العرب” اللندنية، في تقرير لها نشرته اليوم، بأن رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، رفض زيارة النجف مؤخراً واللقاء بزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، فيما نقلت عن مقربين من المرجع الديني الأعلى علي السيستاني، بأنه لا يعارض استبعاد العبادي من منصب رئيس مجلس الوزراء.وقالت الصحيفة في تقريرها، إن “نتائج الانتخابات العراقية العامة، التي جرت في الـ 12 من الشهر الجاري، وأعلنت نتائجها النهائية السبت، تشير إلى تقلص حظوظ حزب الدعوة الإسلامية الحاكم، في الحفاظ على منصب رئيس الوزراء، الذي يحتكره منذ العام 2005”.وأضافت، أن “محللين يقولون إن رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي يحتاج إلى أن يحسم أمر بقائه في حزب الدعوة لتثبيت وضعه في التحالفات الجديدة، خاصة أن الحزب تأثرت سمعته بما ارتبط برئيس الوزراء السابق نوري المالكي من فساد ونزعة طائفية وتنفيذ أجندة إيران على حساب مصلحة العراقيين”.

ويشير المراقبون، وفق التقرير، إلى أن “هذه التحالفات تحتكم إلى قاعدة ثابتة، وهي وضوح موقف مقتدى الصدر الذي حققت قائمته (سائرون) المرتبة الأولى، فيما ستتحدد بقية المواقف على ضوء الصفقات والضغوط الخارجية سواء من إيران أو الولايات المتحدة للتوصل إلى رسم ملامح صفقة الحكم القادمة”.وسيطر حزب الدعوة على رئاسة الحكومة خلال أربع دورات متتالية، بدءا من إبراهيم الجعفري العام 2005، مرورا بولايتي المالكي 2006 و2010، وانتهاء بالعبادي 2014.ولأول مرة منذ عقد كامل، ينخفض عدد ممثلي الحزب الحاكم إلى هذا المستوى المتدني في البرلمان العراقي، بعدما حافظ على حضور قوي خلال الدورات السابقة.وأفادت الصحيفة، بأن “عدد أعضاء الحزب الفائزين في انتخابات 2018، لا يتجاوز أصابع اليد، موزعين على عدد من المحافظات، بالرغم من السماح لهم بالمشاركة في الانتخابات عبر قائمتين، الأولى بقيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي، والثانية بزعامة نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي”.

وأشارت الى أن “كلتا القائمتين احتكمتا على إمكانيات دعائية ضخمة، مكنتهما من تقديم مرشحيهما إلى الجمهور على نطاق واسع، لكن هذا لم يساعد قيادات حزب الدعوة في الوصول إلى البرلمان”.وتقول شخصيات سياسية شيعية مطلعة في بغداد، بحسب تقرير الصحيفة، إن “هذه النتائج تقلص فرصة حزب الدعوة، في الاحتفاظ بمنصب رئيس الوزراء”.ولفتت الى أنه “سيكون على العبادي، الثالث، أن يتفاهم مع الصدر، الأول، أو العامري الثاني، ولن يجد أي منهما ما يجبره على التنازل عن منصب رئيس الوزراء”.وأكمل قائلة: “ليس واضحا حتى الآن اتجاه التحالفات التي تلي الانتخابات. ويحتاج الفائزون إلى تشكيل كتل عدة تحت قبة البرلمان، تتولى الأكبر بينها مهمة ترشيح رئيس الوزراء القادم. ووفقا لهذا الواقع، يمكن أن يخسر الصدر صدارته الانتخابية بعدد المقاعد لأي قائمتين تأتلفان الآن، لكن حظوظه تبقى قوية لأنه الفائز الأول”.وتابعت، أنه “حتى أيام خلت، كان العبادي قريبا من الصدر. لكن مصادر في النجف تتحدث عن تغير مزاج الصدر إزاء العبادي، لصالح مرشح من خارج حزب الدعوة”.

ووفقا لمصادر عليمة، نقلت عنها الصحيفة، فقد “رفض العبادي الجمعة، السفر إلى النجف للقاء الصدر”، مشيرا إلى أنه “ما زال في موقع رئيس الوزراء وهو الذي يستقبل الزوار وليس العكس”.ومضت بالقول: “حتى الآن، فإن التفاهم الأولي الوحيد الذي حدث، هو بين الصدر وزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، إذ قرر الزعيمان بدء المشاورات مع الشركاء لتشكيل الكتلة الأكبر”.كما نقلت الصحيفة عن من وصفتهم بالـ “مقربين” من المرجع الشيعي الأعلى،علي السيستاني، إنه “لا يمانع استبدال العبادي، الذي أسهم العام 2014 في وصوله إلى منصب رئيس الوزراء على حساب المالكي”. لكن مصادر قريبة من العبادي تقول إنه “تلقى إشارات واضحة بأن حظوظه سترتفع في الولاية الثانية، في حال أعلن مغادرته لحزب الدعوة”.

ونوهت الصحيفة إلى أن العبادي “سبق أن تعرض لضغط شديد قبيل الانتخابات للخروج من حزب الدعوة، لكنه آثر البقاء فيه”.ويقول مراقبون، بحسب الصحيفة، إن “الحياة السياسية للزعماء في العراق من غير غطاء حزبي عادة ما تكون قصيرة”.وأشارت الصحيفة إلى أن “اعتقاداً يسود على نطاق واسع بأن العبادي فرط في فرصة كبيرة للتحول إلى زعيم وطني عابر للطوائف. ويأخذ المراقبون على رئيس الوزراء الحالي تمسكه بحزب الدعوة وإصراره على ترشيح رموز الحزب إلى جانبه في الانتخابات، وهو ما عرضه إلى هزيمة ساحقة أمام (سائرون)، التي سلّحها الصدر بنخبة من الوجوه الجديدة”.ويقول المراقبون، إن “سمعة حزب الدعوة ساءت بسبب سياسات نوري المالكي، معتبرين أن الرجل بنزعته الطائفية وسياساته الانعزالية وعقليته التآمرية قد قاد حزبه إلى الانكفاء على مصالحه ومكتسباته وامتيازات أفراده، وأن العراق قد خسر الكثير من وقته وثروته بسبب نزعة المالكي التسلطية”.

وأشار مراقب عراقي في تصريح لـ “العرب” إلى أن “التطابق بين شخص المالكي وحزب الدعوة الذي استثمر أعضاءه في عمليات فساد هائلة صنعت منهم أباطرة في عالم المال في وقت قياسي هو الذي يقف اليوم عقبة في طريق العبادي للوصول إلى ولاية ثانية”.وأضاف المراقب، أن “العبادي يمكنه أن يقلب الطاولة الطائفية ليبدأ العراق مرحلة جديدة تكون بداية لعهد تُستبعد منه الذكريات السيئة لسياسات المالكي التي أوجعت الشعب وبددت ثروته”، لافتا إلى أن “الخروج من ورطة الحزب مرتبط بطريقة تعامل العبادي مع المعادلة الصلبة التي يشكل العراق أحد طرفيها فيما يشكل حزب الدعوة الطرف الآخر”.وقال: “إذا أظهر العبادي نوعا من المرونة في مسألة موقعه رئيسا للوزراء في المرحلة المقبلة وانضم إلى تحالف يجمع قائمته بـ (سائرون) القائمة التي يتزعمها الصدر فإنه يكون مبشرا بنهاية حقبة حزب الدعوة الكارثية”.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *