صهر الرئيس …

صهر الرئيس …
آخر تحديث:

بقلم:اياد السماوي

ذكرت وسائل إعلام إيرانية أنّ حملة انتقادات واتهامات لمسؤولي البلاد بالمحسوبية أثارها تعيين صهر الرئيس الإيراني حسن روحاني كرئيس لهيئة المسح الجيولوجي في وزارة الصناعات الإيرانية , حيث يواجه صهر الرئيس ( قمبيز مهدي زادة ) انتقادات واسعة من الإيرانيين على مواقع التواصل الاجتماعي , ومهدي زادة طالب دكتوراه في الهندسة البترولية ومستشار لوزير النفط الإيراني , وقد أدّى هذا التعيين لاستقالة جعفر سارغيني رئيس قسم التعدين في وزارة الصناعات الإيرانية الذي انتقد التعينات ( غير المهنية ) من دون الإشارة إلى صهر الرئيس مهدي زادة , المثير في هذا الخبر ليس التعيين ( غير المهني ) لصهر الرئيس روحاني على حد زعم جعفر سارغيني , بل هو السيد سارغيني نفسه الذي قدّم استقالته من منصبه كرئيس لقسم التعدين في وزارة الصناعات الإيرانية استنكارا واحتجاجا على هذا التعيين ( غير المهني ) .

فإذا كان صهر الرئيس وهو طالب دكتوراه في الهندسة البترولية ومستشارا لوزير النفط الإيراني , وهو بنظر السيد جعفر سارغيني تعيين ( غير مهني ) , فما هو موقف السيد سارغيني لو كان مسؤولا في العراق ؟ ويرى بأم عينيه زوجات وبنات وأبناء الرؤساء وأخوتهم وأبناء عمومتهم وأصهارهم وهم يتبوأون أعلى المناصب في وزارات الدولة ومؤسساتها وهيئاتها المستقلة وأجهزتها الأمنية والسفارات في الخارج من دون أي شهادة أو خبرة أو اختصاص فماذا سيفعل حينها ؟ هل سيكتفي بتقديم استقالته أم سيطلق النار على نفسه ؟ وهل يوجد مسؤول واحد في عراق ما بعد صدّام قد نأى بنفسه عن المحسوبية والمنسوبية ؟ هل ستستفز قصة استقالة السيد جعفر سارغيني من منصبه احتجاجا على تعيين صهر الرئيس الإيراني روحاني , شيء أو بعض من الكرامة عند قادة العراق الجديد ؟ ما الذي يميّز الآخرون عنّا في العراق ؟ هل يولد العراقي خال من قيم العدالة والمساواة ؟ ألم يكن في العراق زعيم مات ولم يستأثر من السلطة شيء له أو لأقاربه ؟ كم من المسؤولين في عراق ما بعد صدّام على سار على نهج الزعيم الوطني الراحل عبد الكريم قاسم ؟ هل سنعيش ذلك اليوم الذي تتحقق فيه قيم العدالة والمساواة في عراق ما بعد الديكتاتورية ؟ ليس لنا أن نقول سوى … لك الله يا عراق

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *