عجيب أمركم من أية طينة خلقتم؟!

عجيب أمركم من أية طينة خلقتم؟!
آخر تحديث:

بقلم:علاء كرم الله

لم يكن تقصير مسؤولة الشعبة في أحدى دوائر الدولة واضحا بقدر ما كان هناك تداخل بالعمل بين شعبتها وباقي الشعب والأقسام في الدائرة، ولكن في لحظة غضب مدير القسم ومن شدة حرصه على ضرورة أنجاز العمل بالسرعة الممكنة وبعصبية العراقي المعروفة! علا صوته وألقى باللائمة وتأخير أنجاز العمل على مسؤولة الشعبة رغم دفاعها الصادق عن نفسها، وحدث ذلك كله أمام أنظار وأسماع موظفي الشعبة. لم تنتظر مسؤولة الشعبة كثيرا وسرعان ما قدمت طلبا أليه بأعتباره مديرا للقسم تطلب فيه أعفائها من مسؤولية الشعبة على الرغم من حبها لعملها وحرصها الشديد، ولم تأبه بخسارة 100 ألف دينار في زمن صعبت العيشة فيه كثيرا والتي تتقاضاها كمخصصات كونها مسؤولة شعبة. ولم تنفع توسلات موظفي الشعبة ورجائهم لها بسحب الطلب لكونهم يحبونها ويكنون لها كل الأحترام والتقدير، أمام أصرارها على ترك مسؤولية الشعبة وهي تقول لهم: ما فائدة المنصب والمال فكرامة الأنسان فوق كل ذلك وفوق رغيف الخبز!.ثم قدمت أجازة لمدة شهر مستغلة قدوم شهر رمضان، وهي تتمتم مع نفسها كيف سأنظربوجوه موظفي الشعبة بعدما جرى؟، وقد سمع الجميع صدى كلماتها وشعورها بالألم الذي بان واضحا في عينيها وفي تقاسيم وجهها. أقول هذا مثال وحدث بسيط نقله لي أحد الاخوان في الدائرة التي يعمل بها يمثل مدى أعتزاز الشخص بكرامته. وبالأكيد هناك أمثلة كثيرة مثلها ليس في المجال الوظيفي فحسب بل في الكثير من مفاصل حياتنا اليومية، فالأنسان العربي والعراقي تحديدا معروف بأعتزازه بكرامته التي لا يمكن أن يفرط بها مهما بلغت الأمور التي يمكن أن يخسرها أمام كرامته ورد الأعتبار لها. أن جرح كرامة الأنسان سواء بالحق أو بالباطل تعد مسألة في غاية الصعوبة على كل أنسان مهما بلغ من البساطة ولا أدري كيف يتحمل البعض ذلك ويسكت؟!. والسؤال هنا ما هو التركيب الجيني لغالبية المسؤولين في عراقنا الحالي الذين يسمعون شتى الأوصاف بحقهم من سب وشتم وتعليق ورميهم بالقن.. وبالقناني الفارغة والبصق على صورهم وتمزيقها، ومن على شاشات الفضائيات وكل وسائل الأعلام وعلى لسان المواطنين، الذين يصفونهم بسراق المال العام وبالقتلة والأرهابيين وبعدم الوطنية والولاء لدول الجوار وغيرها من أوصاف ونعوت ما أنزل الله بها من سلطان!، ومسؤولينا صم بكم خرس لا تهتز لهم شعرة من كرامة وغيرة ، ومصرين أن يبقوا في صورة المشهد السياسي المشوه والفوضوي بالعراق؟!.فمسؤولة الشعبة رأت أن كرامتها أكبر من أن تتحمل تأنيب مديرها المباشر أمام (6) موظفين فقط! هم كل عدد موظفي الشعبة. والسؤال هنا: هل يستحق المال والمنصب لبعض مسؤولينا في عراق اليوم الى حد التفريط وفقدان كرامتهم ليس أمام 30 مليون عراقي فحسب بل أمام العالم أجمع؟!!،حقا عجيب أمركم من أية طينة خلقتم؟!.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *