نعم غبيٌ هذا الذي يعتقد أنّ أمريكا بيدها القرار والحل لوحدها في العراق والمنطقة العربية ( سوريا، لبنان ، اليمن ، الخليج ) ؟نعم غبيٌ ذاك الذي يعتقد أنّ هُناك عداءً أمريكياً- إيرانياً حقيقياً خصوصاً في عهود كلنتون وبوش وأوباما؟نعم غبيٌ الذي يستهين بفعالية وقوة إيران ونجاح ساستها في التخطيط وإدارة الأزمات ؟لماذا هذا الكلام الآن وبهذا الوقت والظرف بالتحديد ؟أمريكا وإسرائيل وربما بعض الدول العربية شجعت السيد مسعود البرزاني لإجراء الإستفتاء ( كجس نبض ) وكخطوة لأعلان الدولة الكردية !!!
ماذا تلى ذلك ؟
أمريكا تناشد السيد مسعود البرزاني تأجيل الإستفتاء ، الإتحاد الأوربي يناشد البرزاني تأجيل الإستفتاء ، مبعوث الامم المتحدة وسفراء بريطانيا وفرنسا والمبعوث الامريكي يناشدون السيد البرزاني تأجيل الإستفتاء ، جامعة الدول العربية تحرص على وحدة العراق !!!!في الخفاء غير المُعلن ، وجبل الجليد السياسي رُبعَهُ فوق سطح الماء والثلاثة أرباع غاطسة !!!!الحكومة العراقية رفضت الاستفتاء وهددت بإجراءآت رادعة قوية .إيران هددت بقوة بإغلاق الحدود ومحاصرة الأقليم و ( بأنها لن تتدخل في إيقاف هجوم الحشد الشعبي والقوات العراقية على المناطق المُختلف عليها )؟
تركيا إتخذت نفس المواقف
المرجعيات الدينية والسياسية مُمثّلة بمرجعية النجف والبرلمان فوضوا بل طلبوا من السيد رئيس الوزراء إتخاذ كافة الإجراءآت للمحافظة على وحدة العراق وبسط السيطرة الإتحادية .جرى الإستفتاء وطلبت الحكومة العراقية إلغاء نتائجه وإلا ستباشر بالزحف ( الناعم ) لإعادة نشر القوات العراقية .حدثت اجتماعات القيادات السياسية الكردية بين الحزبين الكبيرين فأعلنوا ( لا لإلغاء نتائج الإستفتاء ، لا لإستخدام القوة ، نعم للحوار )؟سافرَ وتجولَ الجنرال قاسم سليماني في السليمانية والتقى عدد من القيادات وأوصل ( الرسالة واضحة مباشرة : إلغوا نتائج الإستفتاء وعودوا بالامور الى ما قبل ٢٠١٧/٩/٢٥، وإلا فالزحف على الأبواب ، ولن نطلب من الحكومة العراقية وقف الزحف ، القوات العراقية التي حررت الحويجة وجنوب وغرب كركوك هي على المشارف ، والسيد هادي العامري والسيد ابو مهدي المهندس في المُقدمة وأعلنها العامري : عودوا الى ما قبل ٢٠١٤/٦/١٠، أصدقائي امريكا لن تقف معكم ضد القوات العراقية )؟؟؟
إيران إذا قالت فعلت ، إيران تعلم علم اليقين النهايات التي يمكن ان تذهب لها امريكا في هكذا مواقف ؟؟؟كل الذين وقفوا ضد إجراء الإستفتاء ( غير صادقين بمضمنهم تركيا )، الوحيدون الذين أعلنوا رفضهم وصدقوا هم ( ايران والمرجعية الدينية والحكومة العراقية )؟؟؟تأسيس الدولة الكردية بالنسبة لإيران خط احمر ( قولاً وفعلاً ) ، وإيران لها تأثير وعلاقة استراتيجية مع قيادات الإتحاد الكردستاني.حسب رأيي المتواضع امريكا وإسرائيل وبعض العرب ورطوا السيد مسعود البرزاني وانسحبوا ( لاذوا متسللين )، لأن كفة إيران في هذا الملف هي الراجحة ، وهي تُدير الأمور بما يخدم أهدافها الاستراتيجية .سَتُعيد القوات إنتشارها وبكل هدوء وسيتم نزع فتيل الأزمة بأمان ؟؟؟نسأل الله أنْ يَمُن ّ بالعقل على الجميع ويكفيهم شرور التهور وأنْ يُجنب شعبنا شرور الحروب ليعيش الجميع أخوة وأحبة في عراقٍ واحدٍ فيه من الخير الكثير الذي يكفي ابناءه للعيش بعزٍ وفخرٍ .
وللبرهنة على الحضور الأمريكي وللتغطية على الاخفاق ، ربما ستوعز امريكا الى داعش للهجوم في مكان أو خاصرة ضعيفة تختارها بدقة من أجل إلهاء القيادة العراقية وإشغال القوات المسلحة أو ربما تُوْجَد لنا تنظيماً جديداً .اللَّهُمَّ إحفظْ العراق وشعبه ، كُرده وتركمانه قبل عربه ، ومسيحييه قبل مسلميه ،
