فضيحة الفضائيين في العراق

فضيحة الفضائيين في العراق
آخر تحديث:

 

  عبد الجبار الجبوري

لم تكن هذه الفضيحة في حكومات الاحتلال الامريكي على العراق،اول الفضائح ،ولن تكن اخرها ابدا،طالما هناك من يتعامل مع العراقيين من الاحزاب الطائفية الحاكمة القادمة من ايران على انهم اعداء له،ويجب قتلهم ونهب ثرواتهم وتهجير ابنائهم ،وهدم جوامعهم ودورهم ،ارضاء لحكام طهران،بأسم العداء الفارسي التاريخي للعرب عامة وللعراق خاصة ،وتأجيج الفتنة الطائفية لاشعال الحرب الاهلية داخل النسيج العراقي المتماسك عبر التاريخ العراقي كله ،والذي يمتد الى الاف السنين،فالحرب في العراق الان سياسية-دينية طائفية مع الشعب ،وليس بين ابناء الشعب العراقي،لذلك ظهور فضيحة كبرى بحجم فضيحة حكومة نوري المالكي في ولايتين لها ،لم يفاجأ الشعب العراقي،لانه يعيش تفاصيل هذه الفضيحة وغيرها من الفضائح الاخرى ،التي رافقت حكوماته طوال ثماني سنين من القتل الطائفي ومحاربة الشعب وتهجيره سنة وشيعة وكرد ومسيحيين وتركمان ،واشعال الحرب الطائفية الاهلية في مكوناته ،وما اعلان فضيحة (الفضائيين) في وزارة الدفاع والداخلية ،الا ظهور الجزء الغاطس من فضائح اكبر وجرائم يندى لها جبين الانسانية قام بها المالكي وجلاوزته واعضاء حزبه وميليشياته ،وما تلا اعلان فضيحة خمسين الف فضائي في وزارة الدفاع لاربعة فرق عسكرية فقط من مجموع 18فرقة عسكرية  ،هو اعلان عن بداية كشف الحساب في الاجهزة الامنية ووزارة الداخلية (75 الف فضائي)كمرحلة اولى،والامن الوطني والاستخبارات ووزارات الحكومة وسفاراتها ومقرات الاحزاب الحاكمة وكل المؤسسات التي كان المالكي يسيطر عليها ويفرض سطوته وهيمنته عليها وما زال ،ومنها وفي مقدمتها  مجلس القضاء الاعلى، ومدحت المحمود على رأس الفاسدين فيه (اذا لم يحال الى القضاء النزيه سيظل القضاء العراقي فاقد العدالة وسيء السمعة عربيا وعراقيا ودوليا)،وهكذا ينسحب الامر على جميع المحافظات التي تسيطر عليها احزاب السلطة الحاكمة ،وما الجرائم التي تطال العراقيين في بغداد من خطف وقتل الضحايا بعد دفع الدية لذويهم الا دليل على فساد واجرام هذه الاحزاب التي تقود العراق منذ ايام الغزو الامريكي الوحشي على العراق ،واطلاق يد هذه الاحزاب وميليشياتها من قبل ادارة المجرم بوش واوباما لتعيث فسادا وقتلا وتهجيرا بالعراقيين،وما فضيحة وجريمة(ابناء شقيق باقر صولاغ وزير النقل الان ووزير الداخلية ايام الدريلات ورئيس حمايته بالخطف النصب والاحتيال وكذلك اتهام عضو مجلس النواب ورجل معمم شهير بالاشراف على نفس الجرائم ) الا دليل اخر على ان الفضائح الفضائية كانت ومستمرة بسبب تسلط هؤلاء القتلة والمجرمين من الاحزاب الطائفية التي تدير الحكومات على رقاب الشعب ،وما فضيحة وجريمة (مصرف الزوية ) التي نفذتها عصابات حماية عادل عبد المهدي وزير النفط الحالي بعيدة عن هذا المشهد الدامي ،لذلك نقول أن جميع الجرائم التي نفذتها هذه العصابات تعود للاحزاب الطائفية الحاكمة ،ويشرف عليها رموز هذه الاحزاب وقادتها ،وما نشهده اليوم من اصلاحات سريعة جدا في معالجة الفساد الكبير الذي لم يشهده تاريخ العراق الطويل ،في كشف عمليات الفساد المروعة في سرقة البنوك العراقية وغسيل الاموال فيها وفي دول الجوار(ماكشفته حكومة لبنان مؤخرا سرقة مليار ونصف في احد البيوت ببيروت تعود لابن رئيس الحكومة السابق احمد نوري المالكي حسبما توارت الاخبار وتوجيه الاتهامات له) ،وجريمة الفضائيين في الحكومات واجهزتها كلها ودوائرها، هي خطوة اولى في كشف فضائح اكبر واكبر وستطال رؤساء احزاب وشخصيات ورؤوس كبيرة جدا ،يصعب على ابو العبادي من محاسبتها واحالتها الى القضاء الذي يديره مدحت المحمود ،بدون ان تقوم ادارة اوباما وضمن استيراتيجيتها الجديدة في العراق واصرارها على انجاح مهمة رئيس الوزراء حيدر العبادي ،من فضح هؤلاء للرأي العام وتعريتهم واحالتهم بنفوذها الى القضاء بعد تغيير رئيس مجلس القضاء الفاسد واحالته معهم،وهي مرحلة التسقيط السياسي الجديد الذي تمارسه امريكا ضد حلفائها وعملائها في العراق بعد انتهاء فترة عمالتهم لها واصبحوا(اكسباير تماما)،لذلك فهناك فضائح اقوى من فضيحة صولاغ وعادل عبدالمهدي ورجل الدين المعمم وعضو مجلس النواب وغيرهم ،وستظهر في الايام المقبلة اسماء ترعب الشارع العراقي بكبر اسمائها واهمتيهم السياسية ،ولكن امريكا وكما يقول المثل العراقي(ماعدها جبير الا البعير )،ستتعامل معهم على هذا الاساس ،وان هذه التغييرات الكبيرة والفورية لاسماء ومناصب قيادية خطيرة ومهمة ،لايمكن للعبادي من التقرب منها ،لولا الدعم الكبيروالغطاء الذي تقدمه ادارة اوباما له وسفيرها في بغداد، اذن نحن مقبلون على تغييرات جذرية تشهدها الحكومة بقوة ونفوذ امريكي واضح ،يقابله انحسار نفوذ ايران في القرار السياسي ،بالرغم من التخادم العسكري في جبهات القتال بين امريكا وايران على اعتبار ان عدوهم واحد هو الدولة الاسلامية في العراق والشام،وهذه التغييرات هو جزء من السيناريو الامريكي في مواجهة خطر الدولة الاسلامية في العراق والشام،فهي تريد اعادة الحقوق والتوازن للمكون السني الذي يشعر بالغبن والتهميش والاقصاء ،بعد الاعتصاماتوالمظاهرات وتجاهل نوري المالكي لهم وقتلهم في ساحات العز والكرامة السلمية مما ادى هذا الى ظهور خطر الدولة الاسلامية على المصالح الامريكية في العراق والمنطقة عموما،لذلك هي تعمل على كسب ود السنة في العراق(استقبال اوباما لعشائر الانبار ونينوى)،لمواجهة خطر داهم تمثله الدولة الاسلامية في سيطرتها على محافظات سنية مهمة جدا ،لذلك الاصلاحات التي يقوم  بها العبادي هي تدخل في هذا السياق ،وسنرى اصلاحات مهمة اخرى لايتوقعها الرأي العراقي ،تدخل في صالح الادارة الامريكية وسياستها الجديدة ،ومنها الغاء قرارات بريمير لاجتثاث البعث الذي طالب بالغائه وتعديله الرئيس فؤاد معصوم قبل ايام ،اوز اطلاق سراح المعتقلين الابرياء وهذا اعلنه العبادي امس ،وغيرها من قرارات مصيرية تقف ورائها ادارة اوباما،وبغض النظر عن اننا نوافق او نؤيد او نرفض هذه الاجراءات او السياسات ،لكننا نحلل الوقائع على الارض ،وهنا لابد من القول ان هذه الخطوات الجريئة المفاجئة ،هي بالرغم من انها متأخرة جدا،ولكنها ربما تحقن دماءا عراقية كثيرة ،وهذا سبب توافقنا عليها ،وما مسلسل الفضائح الفضائية التي تعلنها حكومة العبادي وتعري بها حقبة سوداء فاسدة للمالكي وجلاوزته ،والاجراءات الفورية لاقالات بالجملة لرموز نظامه الاجرامي ،الا صحوة طال انتظارها ،بعد ان اريقت دماءا عراقية غزيرة عزيزة علينا،وبعد نهب منظم وسرقة منظمة لاموال العراقيين ، الان مهمة العبادي هي الاخطر لانه يواجه الخطر الارهابي  الاكبر الا وهو خطر الميليشيات الطائفية في بغداد التي تصول وتجول وتختطف وتقتل وتعتقل بدعم وحماية رؤوسا كبيرة في الاحزاب والحكومة ،وعلى العبادي ان يواجهها بحزم طالما بظهره امريكا في الوقت الحاضر ،لكي ينهي مهمته بنجاح ويحقن على الاقل دم العراقيين المهدور منذ اعوام على يد مجرمين وقتلة ونهاب وسراق وطائفيين ،في حكومة قائدهم الفضائي نوري المالكي….

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *