فلسفة الرفض لدى الرافضة !

فلسفة الرفض لدى الرافضة !
آخر تحديث:

  سعد السامرائي 

قد يظن البعض أن في مقالي اليوم طرحا طائفيا لكنه بالتأكيد سيتفاجىء إن علم انه إعجابا !, ومحاولة لفك رموز هذا الرفض للحقيقة والفهم من قبل من اطلقوا على انفسهم أو اطلق عليهم بالرافضة .وقد يعجب البعض ويسأل كيف لي ان أعجب بشيء يظن الكثير انه باطل تسبب بمقتل مئات الالاف من عموم الشعب العراقي على اختلاف أطيافهم ?.سأبدأ مقالي محاولا و بأشد الاختصار ان أحلل ادعاء المظلومية التي تعايشت مع الرفض منذ مئات السنين ,لان الاسئلة كثيرة تلك التي تدور حول فلك مفهوم المظلومية وكيف انها عاشت اكثر من الف سنة من غير ان يعمد اصحابها على مسامحة من ظلمهم حسب اعتقادهم أو بأقل تقدير نسيان تلك المظلومية لا سيما وانها قد مضى عليها  طوال تلك المدة الطويلة كما وان اجيالا قد تبدلت تلو اجيال واختلطت اجيال مع بعضها البعض فلا يمكن ان تضمن انني او انت وريث لفلان عاش  قبل الف وثلاثمائة سنة من غير أن يكون بيننا نسب ! ..فماذا هو السر وكيف توارث الرافضة هذا الحقد والكراهية وهذه الفكرة بالذات ولماذا ؟!وهل أيضا حمل الفكر الرافضي مفهوم يصبح التخلص من المظلومية بان يكونوا هم ظالمين ؟! 

او ان تنتقل لمظلومية اخرى كالتخلص من ظلم السنة لهم كما يطرحون ومن ثم الانتقال لظلم الفرس المجوس ؟! ولماذا هذا القبول والرضوخ الاختياري كما يبدوا؟.حاولت وحاول بالتأكيد كثيرون تنويرهذا الامر بمسائل العلم  والتأمل بمفهوم المظلومية لكني كنت اتعرض لردود اغضاب ناس المظلومية! او محاولتهم على تغيير الموضوع بأي اسلوب فوجدت انهم يخشون مناقشة مثل هذه الامور خوفا من ان تتكشف لهم حقائق كانوا يجهلوها او انهم قد تربوا على رفض الاستماع لأي رأي يخالف تعاليمهم وهذه واحدة من سمات استمرار عقيدة الرفض لديهم ..ثم حاولت ان اتعمق في فكر هؤلاء ولماذا يعشعش هذا المفهوم لدى الكثير .ولأني لن أستطيع بمقال واحد ان القي الضوء على كل شيء لذلك سأتبع مبدأ الانتقائية لبعض جوانبه.. وجدت من هذه الناحية ان صانع, صانعوا فكر الرافضة وما لحقهم من تغذية وانماء هذا الفكر طوال السنين الماضية لا بد وان يكونوا علماء فلسفة  وعلم نفس وان كانوا لا يعلمون انفسهم ذلك !,لذلك  اسطر إعجابي هنا واعتبرها النظرية الحقيقية للرفض _  فأنهم لمجرد الباسهم ومحافظتهم على التناسق الوظيفي المترابط بين الوعي واللا وعي وجعل الرافضي يقبل ذلك كحزمة متكاملة باعتبارها من الثوابت وان كسر احداها او اهمالها يعد تأملا مرفوضا عليهم مقاومته فيكفي هنا انهم وضعونا في موقف محرج وصعب حين نحاول اختراق عقل الرافضي وتغيير مفاهيمه الغير سوية

 أو مهاجمة التماسك الذاتي لديه لانه عند شعوره بخطر مهاجمة التماسك الذاتي لديه فانه سيشعر بانه مقبلا على رفض جزء او اجزاء مما يؤمن به, أي ان تماسك فكره ووحدته اصبح في خطر لذلك يهرب من أي نقاش يؤدي لهذه النهاية ويبدأ يتلون ويدخل مواضيع لا علاقة لها بالطرح خصوصا عندما تطلب براهين علمية او دامغة أو تناظرها على الفعاليات التناغمية للوظائف الطائفية التي يحملها فتتحول لديه نسبية القناعة المذهبية الى فكر محض بعيدا عن ملكوت الوقائع والمشاهدات ثم يقف عاجزا لايمكنه الاعراض عن مسائل التطبيق الفعلي .وعليه فأني أجد ان النواصب كما يسموهم قد فشلوا في اقتحام الفكر الرافضي لأنهم رضخوا لطرح الروافض بتأجيل أي بحث في مذهبهم بحجة وأد الخلاف وهذه جزئية ثانية يعتمد عليها الهرم العقائدي للرافضة , وبينما الحال انهم كانوا بذلك ينتظرون الفرصة المناسبة للبوح بما تخفيه صدورهم طيلة مئات السنين  وهذه هي الجزئية الثالثة التي اخفوها في صدورهم وجعلوا انفسهم ينتظرونها بفارغ الصبر بل بصبر لا مثيل له قلما نراه لدى البشر فلا يوجد مثل الرافضة من استطاع ان يحمل فكرة انتقام لمدة عشرات مئات السنين ..ثم قد يكون هذا السبب ل لا معقولية اعتقاد نشوء مثل هذه الفكرة لدى عقول البشر بينما يبدوا الينا ان هذه الفكرة لا تنطبق على العقل الرافضي لاسباب فلسفية نفسية عمدوا على تنميتها عقود طويلة ..

هذه المظلومية وهذا  الرفض هو مثال فريد قلما نجده لدى الفعاليات البشرية الاخرى ولذلك فلما تمحصت العجب والاعجاب بهذه العقيدة العجيبة التي عاشت كل تلك السنين قلت لا بد من وجود رابط وسبب يدعوا علماء او أئمة الرافضة يحافظون على عقيدة الرفض ورفض المسامحة أو نسيان شيء حدث منذ أمد طويل  وإبقاء الحقد قائما وطلب الثأر .. عندها ايقنت السبب وعملت الربط الذي لو تفكرتم به لربما ستجدون هذا الربط هو الصحيح وهو القاسم المشترك ومركز فكرة الرفض لديهم .. لذلك لم أجد مصلحة يتوارثها البشر تحافظ على هذا المعتقد إلا رغبة وجدتها لدى الفرس بامتياز ومعطوفة على مقولة ( يزدجر ) اخر قادة الفرس الذي خسر جيشه امام جيش عمر بن الخطاب رضى الله عنه حين ردد وهو يهرب من ايوان كسرى قائلا : أن لم أعد أنا فسيعود أحد أحفادي للانتقام ,ولهذا تشيعوا الفرس من أجل التسيد على الشيعة ثم استخدامهم وربطت ذلك الحقد بحقد الفرس الذي لم ينزع من صدورهم تجاه العرب سنة او شيعة فالعربي لديهم هو واحد مهما اعتنق من مذهب او دين ولا تزال تلك الجيوش التي قهرت الروم على عظمتهم تطأطأ رأسها حين تسمع كلمة عرب لانها مرادفة لنهاية دولتهم الفارسية وامبراطورية عاشت مثات السنين تتغنى باتصاراتها .. فما يحصل في العراق الآن هو قيام روافض انتقلوا من مظلومية السنة المزعومة لمظلومية الفرس بدرجة ادنى تجعلهم عبيد ايران لكي يحققوا مقولة يزدجر الفارسي! ولا أجد أنا أي صعوبة في تفسير ذلك كما ترون . فتعال انت ادخلها في عقول من تربوا على عقيدة الرفض لا سيما وان تفنيدها يأتي من عدو لهم (سني ) . دعيت ربي ان يلهم عقولهم ويتفقهوا بالذي قلته  .لذلك فطريق الخلاص من هذه المعضلة الذي لن يكون سهلا : يأتي من خلال تنمية وإظهار كره الفرس للعرب وإثبات انهم يستعملون الشيعة فقط من اجل تغذية جيوشهم لتحقيق هدف يزدجر الفارسي .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *