في العراق شباب عاطل عن العمل ويتطلع الى الهروب من البلاد بسبب التردي الامني…. متابعة الدكتور احمد العامري

في العراق شباب عاطل عن العمل ويتطلع الى الهروب من البلاد بسبب التردي الامني…. متابعة الدكتور احمد العامري
آخر تحديث:

بغداد: شبكة اخبار العراق- تحول العراق الى حجيم بسبب التفجيرات التي اصبحت ملازمة لحياة العراقيين وخاصة فئة الشباب الذين لايجدون أي مستقبل لهم في البلاد التي تنتشر فيها البطالة وتنعدم فرص العمل  والتي اقتصر القليل منها على اصحاب ومعارف الاحزاب الحاكمة التي تمنح صكوك تزكية للمنتمين اليها من اجل اشغال الوظائف في الدوائر الحكومية والاجهزة الامنية  فبعد بعد ساعات من الانفجار الذي وقع بمقهى بمنطقة حي العامل ببغداد مساء الاثنين الماضي وأسفر عن مقتل وإصابة عشرات معظمهم من الشباب، علق سمسار ينشط في إيجاد فرص تهريب الشباب إلى الخارج قائلا إن فرصه في الحصول على زبائن جدد تزداد كلما اتسعت أعمال العنف في العراق.فيرى السمسار -الذي يدعى نائل ويقوم بهذا العمل مقابل مبالغ كبيرة تصل إلى 14 ألف دولار للشخص الواحد- أن الشباب يستطيعون ‘النجاة بأنفسهم من هذا الجحيم الذي يأكل الأخضر واليابس’ مضيفا ‘قلبي يؤلمني عندما أراهم يقتلون بهذه الطريقة دون أن تنجح الدولة في حمايتهم ويؤلمني أكثر أن أرى بعضهم غير قادر على توفير المبلغ المطلوب’.أما الشاب عباس حميد (27 عاما) فيقول إنه عاطل عن العمل ولا يملك المال لكي يهرب إلى الخارج و’مئات الآلاف غيري عاطلون عن العمل، ومثلنا أمامه طريقان إما الجريمة أو الهروب إلى الخارج لأن الحكومة عجزت عن أن تعالج البطالة والفقر الذي يعاني منه أكثر من 6 ملايين عراقي’.وفي مؤشر على اعتبار الهجرة هي المخرج لهؤلاء أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجراه مركز بابل لحقوق الإنسان والتطوير المدني على عينة من الشباب أعمارهم تتراوح بين 20 و30 عاما أن 89 % منهم اختاروا الرحيل عن الوطن حلا للمشاكل التي يعانون منها.وكان جورج بوستي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى العراق قد حذر الأسبوع الماضي من أن الهجمات الاخيرة على المقاهي وملاعب كرة القدم في العراق ستزيد من انعدام الأمن لدى جيل آخر من الشباب معتبرا أنه ‘من المحزن أن ينظر الشباب في العراق إلى تأشيرة الهجرة على أنها أفضل خيار لديهم من أجل حياة أفضل’.واستند المسؤول الدولي إلى مسح أجراه مكتب المنظمة الدولية على عينة من الشبان العراقيين أظهر رغبة كثير من المشاركين في العينة في الرحيل عن بلادهم.وحول سبب البطالة يرى الخبير الاقتصادي صائب العبيدي أن الاستيراد العشوائي للبضائع من المناشئ الرخيصة عطل أكثر من 150 مصنعا ومعملا حكوميا إضافة إلى أكثر من 450 معملا أهليا قبل وبعد عام 2003 مما تسبب في جعل أكثر من مليون ونصف مليون من الأيدي العاملة ومعظمهم من الشباب عاطلين عن العمل.أما عقيد الشرطة جعفر الدفاعي فيرى أن رغبة الشباب في الهجرة خارج الوطن ‘تقلصت خلال السنوات الأربع الأخيرة ولكنها ازدادت بعض الشيء منذ مطلع العام الحالي وذلك بسبب تردي الوضع الأمني حيث تشير التقديرات إلى أن العام الحالي شهد نحو 1500 انفجار بسيارات وأحزمة مفخخة وعبوات ناسفة وغيرها من أساليب الجماعات الإرهابية’.ويضيف أستاذ الاجتماع في الجامعة المستنصرية أنيس مارد الحسن سببا آخر يعتقد أنه يدفع الشباب إلى الهجرة قائلا ‘الشباب في العراق محاصر فكريا من قبل الجماعات الدينية المتشددة التي هاجمت خلال الشهور الماضية العشرات من المقاهي والنوادي ومحلات بيع الخمور وقتلت وجرحت العشرات من العاملين فيها ومرتاديها على مرأى ومسمع من رجال الشرطة ولذلك فإن انعدام الحريات ومحاصرتها وفرض نمط واحد من السلوك أمر يؤدي إلى هروب الشباب وتعطيل طاقاتهم وحرمان البلد من إمكانياتهم في البناء

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *