في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة:

في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة:
آخر تحديث:

 

بقلم:حميد الكفائي:

مئة واثنان وخمسون شخصية عراقية تحذر الأمم المتحدة ألا تكون “شاهد زور” على عملية سياسية فاسدة وتطالب بانخراط أكبر للمجتمع الدولي في مساعدة العراق للخروج من أزمته الحالية.

سعادة الأمين العام للأمم المتحدة

السيد انتونيو غوتيريش المحترم

تحية طيبة

الموضوع: دور الأمم المتحدة في العراق

نتابع باهتمام وتقديرمساعيكم الشخصية وجهود الأمم المتحدة لمساعدة العراق على النهوض وتحقيق الأمن والسلم الإجتماعي وإقامة الحكم الرشيد ليتمكن من التعافي ومواجهة الأزمات والتحديات المزمنة التي تواجهه وليستعيد دوره الإيجابي في خدمة الأمن والإستقرار إقليمياً ودولياً. ولكننا نود أن نعرب لسيادتكم عن قلقنا الشديد من تدهور الأوضاع في بلدنا إلى درجة تنذر بتفكك الدولة وتهدد باندلاع فوضى أو حرب أهلية من شأنها أن تربك المنطقة بأسرها، وتعرض للخطر كل الجهود الدولية المبذولة من أجل إقامة نظام سياسي ديمقراطي مستقر فيه. وأحد الأسباب الرئيسة لهذا التدهور ومعاناة الشعب العراقي هو الفساد السياسي والتزوير في الانتخابات المتعاقبة والتي أشرفت عليها الأمم المتحدة وراقبتها.

إن الوضع الحالي ينذر بحدوث كارثة من نواحٍ عدة، وهو يقلق العراقيين، ولا يمكن أن يرضي الأمم المتحدة أو ينعكس عليها إيجاباً خصوصا وأنها منخرطة في بناء النظام السياسي في العراق منذ عام 2003، وقدمت تضحيات في هذا الطريق، أبرزهم السفير سيرجيو دي ميلو، الذي قتل في تفجير إرهابي في بغداد في 19 آب عام 2003.

الحكومة المؤقتة الحالية، التي تشكلت بعد استقالة الحكومة السابقة تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية العارمة على فساد النظام السياسي وفشل الجماعات السياسية المشاركة فيه، التي انطلقت في الأول من تشرين الأول من عام 2019، ولم تهدأ حتى الآن، وراح ضحيتها آلاف الشبان والشابات العراقيين، بين قتلى وجرحى ومخطوفين، أعلنت عن موعد لإجراء انتخابات مبكرة في السادس من حزيران 2021. غير أن الشروط اللازمة لإجراء انتحابات حرة ونزيهة تعكس إرادة وتطلعات الشعب العراقي غير متوفرة الآن وليس هناك ما يبعث الثقة في أنها سوف تتحقق قبل ذلك الموعد، فلا القانون الانتخابي جاهز، ولا الدوائر الانتخابية محددة، بل حتى المحكمة الاتحادية التي يجب أن تصدِّق على النتائج النهائية للانتخابات معطلة، والهيئة الوطنية العليا للإنتخابات غير مستقلة كما ينص الدستور، وفي خرق آخر لأحكام الدستور، بعض الأحزاب القائمة لديها مليشيات مسلحة تمارس الترهيب، ما يعني أن الانتخابات، لو أجريت، لا يمكن أن تكون نتائجُها شرعية وملزِمة ولن تكون الخطوة المرتقبة نحو الاستقرار، بل سوف تعمق الأزمة السياسية وقد تؤدي إلى تفجيرها.

نحن نرى، ولا شك أنكم تشاركوننا الرأي، بأن الانتخابات الحرة والنزيهة بعيدا عن السلاح والتدخل الأجنبي هي الوسيلة الوحيدة للتغيير الديمقراطي السلمي. كما أن إجراء الانتخابات المبكرة مطلب جماهيري عراقي، ولكن يجب ألا تأتي السرعة على حساب سلامة الإجراءات ونزاهة العملية الانتخابية، وينبغي أن تتاح لقوى التجديد والمعارضة الفرصة الكاملة والبيئة الآمنة لأن تستعد تنظيميا للانتخابات وتخوض حملتها بلا خوف، وبخلاف ذلك فأن الخيارات المتاحة أمام الناخب العراقي ستكون محدودة. نحن نعتقد بأن أي انتخابات تجرى دون الاستعدادات المذكورة أعلاه، ستأتي بنتائج مماثلة للانتخابات الماضية، وبذلك نكون فوتنا فرصة للخروج من الأزمة التي يعيشها العراق وفاقمنا المخاطر التي تحدق به.

سيادة الأمين العام المحترم

نحن ثلة من العراقيين، الحريصين على مستقبل بلدهم وترسيخ النظام الديمقراطي ودولة القانون فيه، وتخليصه من التراجع وتدخل الدول الأخرى في شؤونه، من اجل خير الشعب العراقي أولا، واستقرار المنطقة وتحقيق السلام العالمي ثانيا، نرى أن على للأمم المتحدة دورا هاما في الإعداد للانتخابات المقبلة، يتمثل بإسداء النصح في تحديد الموعد المناسب لها، والإعداد لها بالشكل الذي يجعل من الممكن إجراءها وفق الشروط والمعايير الدولية، ومراقبتها عن كثب للتأكد من سلامة الإجراءات الديمقراطية، وخلوِّها من التزوير الذي شاب الانتخابات السابقة، ونرى ضرورة ضمان عدم تدخل الجماعات المسلحة التابعة للجماعات السياسية المدعومة من دول أخرى فيها. بل إن هذه الجماعات المسلحة يجب أن تُحل وتلغى أولا[1]، كي تتمكن الدولة من تطبيق القانون على جميع المواطنين دون تمييز، وتترسخ هيبتها كشرط ضروري للإستقرار الذي يفضي إلى العدالة والرخاء.

لقد انخرطت الأمم المتحدة في الشأن العراقي منذ عام 2003، لكن دورها لم يكن فاعلا بالقدر الكافي، للأسف، فلم تُدِن بوضوح التزوير الواسع النطاق الذي شهدته الانتخابات السابقة، ولم تنتقد تدخل القوى المسلحة، التابعة للجماعات السياسية المشاركة في السلطة، في العملية الانتخابية، والتي أرغمت الناخبين على التصويت لها بشتى الطرق، وساهمت في أعمال التزوير، ومنعت الإعلان عن الانتخابات لعدة أسابيع حتى اتفقت فيما بينها على الحصص التي ترضي كلا منها.  والأسوأ من ذلك أن مكتب بغداد للأمم المتحدة امتدح العملية الانتخابية وبارك جهود المفوضيات الحزبية وصدَّق على نتائج الانتخابات، مانحا إياها شرعية دولية غير مستحقة.

لا نريد للأمم المتحدة أن تكون شاهد زور في الانتخابات المقبلة، فتصادق على نتائجَ مشكوكٍ في نزاهتها وفي سلامة الإجراءات التي تمخضت عنها. لذلك ندعوها إلى متابعة تأسيس المفوضية الجديدة، بكل أقسامها ومنتسبيها ومديري مكاتبها في المحافظات، للتأكد من أن كل ما فيها متطابق مع المعايير الدولية، وأن كلَّ القائمين عليها مدركون لدورهم، ومستقلون في قراراتهم. وكذلك النظر في مسوَّدة قانون الانتخابات قبل إقراره وإبداء الرأى حول إمكانية تطبيقه وفق مبادئ الدستور والعدالة.

كما ندعو سيادتكم لأن تعززوا مكتبكم في بغداد بخبراء في شؤون الانتخابات والديمقراطية ومطلعين على الشأن العراقي، كي يتمكنوا من رصد ما يجري لكي تعكسوه في تقريركم الدوري الذي تقدمونه إلى مجلس الأمن وفق قراره رقم 2367 في عام 2017. ليس هذا انتقادا لممثلتكم الحالية، السيدة جنين بلاسخارت، التي تفاعلت مع مطالب العراقيين على مختلف المستويات، ولكن لمساعدتها في تحقيق الدور الإيجابي المنشود لمكتبكم.

إن لم تطمئن الأمم المتحدة إلى نزاهة الانتخابات وسلامة الإجراءات هذه المرة، فنأمل ألا تتستر على عملية سياسية مزورة تديم مأساة العراق والعراقيين وتمنح شرعية للمزورين والفاسدين. إنها فرصة العراق الأخيرة، لذا نرجو من الأمم المتحدة ومن خلالها المجتمع الدولي الأوسع أن يساعد العراقيين بجد في تأسيس دولة فاعلة، ومستقلة، ومنصفة لأبنائها جميعا، تشارك في الاستقرار والرخاء والسلام في العالم. إنها مَهمة مقدسة ومن صلب أهداف الأمم المتحدة، والشعب العراقي، كسائر شعوب العالم، يستحق تمثيلا حقيقيا بعد معاناة طويلة وتضحيات جسام.

تقبلوا، سعادة الأمين العام، وافر التقدير والإحترام.

الموقعون

1- د. غسان العطية – أكاديمي ودبلوماسي سابق

2- ميسون سالم الدملوجي – سياسية ونائب سابق

3- د. فريد أيار- خبير انتخابات

4- د. شيروان المفتي – أكاديمي

5- بتول الفكيكي – فنانة تشكيلية

6- سمير شاكر الصميدعي – وزير وسفير سابق

7- أفراح شوقي – إعلامية

8- موفق مهدي عبود – سفير متقاعد

9- البروفيسور نعمان حمود جبار –  أكاديمي

10- سلوى عدنان القزويني –  إعلامية وخبيرة علاقات عامة

11- سعد إبراهيم الجادر –  فنان وخبير في التأمين

12- د. ذكرى علوش – أمينة بغداد

13- د. موفق عبد الرحمن التكريتي- صيدلي

13- شروق العبايجي – سياسية ونائب سابق

14- د. علاء يحيى فائق – فنان مسرحي

 

15- شذى الجبوري – باحثة أكاديمية

 

16- د. رياض مضر الكفائي – استشاري طب نفسي

 

17- د. كفاح قاسم القيسي – استشاري إدارة مشاريع

 

18- فيحاء السامرائي – مدرسة وكاتبة ومترجمة

 

19- د. جميل مكي طاهر – استشاري أنظمة حاسبات

 

20- د. حميد الكفائي – باحث في شؤون الديمقراطية

 

21- د. ريزان شاويس- طبيبة استشارية

 

22- هاشم غانم – مهندس

 

23- خيرية العطار – مصممة أزياء

 

24- نجاتي قلنجي – مهندس طيران

 

25- عهود نعيم الجنابي – ناشطة اجتماعية

 

26- حسين قنبراغا – مستشار اقتصادي

 

27- د. علاء صبيح – خبير زراعي

 

28- د. قاسم حمودي العكايشي – مهندس كهرباء

 

29- د. سناء العمري – اكاديمية وباحثة

 

30- فاضل العزاوي – صحفي ومراقب لحقوق الإنسان

 

31- عروبة اديب المفتي – مديرة

 

32- د. مشحن زيد التميمي – اكاديمي

 

33- د.ضياء العزاوي – اكاديمي وناشط مدني

 

34- سمية سعيد السامرائي – صحفية وناشطة سياسية

 

35-  د. حميد الهاشمي – عالم اجتماع

 

36- زهراء عادل جابر – اكاديمية ومترجمة

 

37- علي عبد الحسن يونس – مهندس تكنولوجيا المعلومات

 

38- سالمة يونس خليل – اكاديمية

 

39- نوفل ال صياح الحمداني – كاتب وباحث

 

40- ايات ابراهيم حسين – إدارية

 

41- عبدالله خليل سالم الجبوري – مدرس وباحث أكاديمي

 

42- انعام ابراهيم الشيباني – محاسبة

 

43- الشيخ عدنان الحلفي – ناشط مدني

 

44- فادية جاسم علي – اكاديمية

 

45- داليا عبد الحسن يونس – اكاديمية ومترجمة

 

46- صباح نوري – ناشط إجتماعي

 

47- عذراء المفتي -مديرة مدرسة ورسامة

 

48- إبراهيم أحمد – روائي

 

49- د. همام الشماع – اكاديمي وخبير اقتصادي

 

50-  د. سيار الجميل – أستاذ  التاريخ الحديث

 

51-د. سحر الميالي اكاديمية وناشطة مدنية

 

52- د. ذاكر محمود – استاذ في كلية الهندسة

 

53- فلاح حسن المشعل – اعلامي وباحث سياسي

 

54- دكتور علاء صبيح سلوم – طبيب جراح

 

55- سعدون العيفان – ناشط مدني وطالب ماجستير

 

56- وليد توفيق عبد الرزاق – عميد متقاعد

 

57- صلاح العسكري – اعلامي

 

58- علي احمد حسين – مدرس

 

59- عديلة عاشور –  مساعدة صيدلي – متقاعدة

 

60- علي محمود الشهواني –  مهندس اتصالات استشاري.

 

61- ناصر البدر – مهندس مشاريع نفط وغاز

 

62- طلال العامري – صحفي

 

63- شذى غانم العقيدي – فيزيائية

 

64- فاروق السامرائي – محام ودبلوماسي سابق

 

65- اسماء السامرائي، موظفة في الامم المتحده

 

66- عمر السامرائي – ناشط حقوق الإنسان

 

67-  رعد خليل الحمداني – محام

 

68- ابراهيم جرار – مهندس متقاعد

 

69- عامر عبد الودود عبدالله – استاذ جامعي متقاعد

 

70- محمود ناجح فليح – طالب جامعي

 

71-  نادية حكمت البزاز – مهندسة

 

72- عبدالله يحيى عبدالجبار – مهندس كهرباء

 

73- عاتكة حسين موسى – متقاعدة

 

74- عماد عباس محمد- مهندس

 

75- ناهدة شيخ العرب – مهندسة برميجيات

 

76- غيث التميمي- رئيس المركز العراقي لادارة التنوع

 

77- د. علي الخفاجي – پروفيسور في العناية المركزة

 

78- سمر العزاوي – إدارية

 

79- اسامة القادري – مهندس

 

80- دنيا محمد علي –  مدرّسة

 

81- راسم قصاب – مهندس كهرباء

 

82- يسرى الركابي – علاقات عامة

83- الدكتور شاكر الجنابي – طبيب

 

84- علي ناصر عبدالرزاق السامرائي – رجل أعمال

 

85- بسام كريم – ناشط في الحراك الشعبي

 

86- دنيا محمد علي – مدرّسة

 

87- على محمد أمين العزاوي – محام

 

88- فياض موزان – ناشط مدني

 

89- ميسون ستار عبد الجبار-  رئيسة جمعية خير النساء للأغاثة والتنمية

 

90- عادل سلوم – اعلامي

 

91- د. هناء خزعل الفلوجي – استاذة جامعية

 

92- علي ظاهر . حقوقي

 

93- د. اثمار عبدالله العبيدي – طبيبة

 

94- بسام عبيد احمد – مهندس زراعي

 

95- ماجدة عباس حسن – اعلامية

 

96- د. مديحة محمد مهدي – اخصائية بالبكتريريا

 

97- عبدالكريم علي الحسيني – ناشط مدني

 

98- علي ظاهر – حقوقي

 

99- حسين الدايني – شاعر

 

100- أحمد البراك – محام

 

101- عاتكة حسين موسى – متقاعدة

 

102- طه جابر الفطن – مهندس

 

103- علي محمد أمين العزاوي – محام

 

104- مصطفى غازي الكروي-رئيس فريق (الخوة الزينة) للعمل التطوعي في العراق

 

105- د. حازم حكوش الدليمي – رئيس قسم اللغة الانجليزية في كلية المعارف الجامعة

 

106-ادهم ابراهيم – محام وكاتب

107-  صليوا كوركيس – مهندس

108- مهند عامر العطية – ناشط في الحراك الشعبي

109- ريا البرزنجي – ناشطة مدنية

110- د. فيصل لؤي قدري – مهندس متقاعد

111- حافظ الراوي – اعلامي112- علي احمد حسين – اعلامي

113- د. سالم الجبوري – استاذ جامعي

114- طارق مؤنس مدون – اجتماعي

115- د. مؤيد محمود موسى – مستشار متقاعد

116- رفعت صالح السعدي – رئيس مهندسين

117- اسماء السامرائي – إدارية

118- امل هادي عطيوي – مديرة مدرسة

119- سعيد الجنابي – دبلوماسي سابق

120– بسام عبيد احمد – مهندس زراعي

121- قيس ولي حيدر – معلم

122- رعد خليل الحمداني محام

123- عامر رؤوف العمار – رئيس مهندسين اقدم

124- رعد فاضل حمود – مهندس متقاعد

125- سافرة حسن حبيب – محاسبة قانونية

126-أحلام شفيق مصطفى – محاسبة

127- ليث عبد الهادي شريف – صحفي

128- مديحة محمد مهدي – خبيرة في علم الأحياء

129- الشيخ زياد الضاري – اكاديمي مختصص في العلوم سياسية

130- د. فارس عزالدين علي الخيرو – طبيب استشاري

131-  د. سمير حسن ليلو – مهندس كيميائي استشاري

132- دريد أحمد فاضل – معاون رئيس مهندسين تدريسي

133- د. فاضل الجنابي- مهندس واكاديمي

134- د.سالم حميد سالم – اكاديمي

135- سمية سعيد السامرائي – اعلامية

136- طارق مؤنس – ناشط مدني

137- الشيخ حامد طرفة – شيخ عشيرة

138- ابراهيم كشكول – حقوقي

139- امير محمد – ناشط مدني

140- ثامر هندي – مهندس

141- صالح كشكول – ناشط مدني

142- سوسن بقلي – ناشطة مدنية

143- زياد محمد – مهندس

144-عبد الله رعد – اكاديمي

145- مؤيد خلف عودة الجبوري – رجل أعمال

146- د. عبدالاله حميد محمد – استشاري زراعي

147- جواد الدلال – رجل أعمال

148-عبد القهار حسن علي – تربوي

149- ثناء صالح زكي- ناشطة مدنية

150- فرقد الحداد – ناشط اجتماعي

151-  زياد الزوبعي – موظف

152- سعد الكاني- كاتب وصحفي

 

 

 

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *