قرأءة في الناصرية وجوه الإنبياء والفقراء

قرأءة في الناصرية وجوه الإنبياء والفقراء
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة أخبار العراق- الطائر السومري حملته رياح الهجرة ، من مدارج الذكريات وعطر تواريخ الزقورة السومرية بقيثارتها وبساتين النخيل ، حلق مع اسراب النوارس الى مدن أوربا البعيدة، بين الورق والقلم مساحة واسعة من حزن الوحدة وألم الفراق ، يجلس في واحده من المقاهي المطلة على نهر الراين في مدينة دوسلدروف الالمانية.يتأمل النهر الاكثر عراقة واسطورية من أي نهر في هذا العالم ، الفرات الذي يشطر مدينته الحبيبة ، يتابع خطى جلجامش في رحلة الخلود ليبدأ الكتابة .. الناصريّة خاطرة ألاشتياق لحلم جميل في نزهة من بستان الحاج عبود الى بستان زامل بمتعة تغريد البلابل الزاملية ، يعود الى عكد الهوى وسوق سعد ، ويستحث خطاه بحنين ليمخر في عباب الموج بين القصب والبردي ، تحيطه زوارق الصيد وهي تنشد مواويل ليل مقمر يأتي بالشبوط والكطان والكارب ليسرح في خياله بين تنانير الشواء ورائحة الخبز والخريط ، بجمال الطبيعة واحلام الفقراء ، ومرائي الاصدقاء الذين يرحلون الى السماء ، وهو أسير دائرة الحزن والدمعة ، دون اكتراث لحدائق الجنة ولا جمال الاناث الشقر ومباهج الحياة بعد أن أستوطنه القلق في مدينة دوسلدروف ، في ص 12 استذكر صديقه الشاعر كريم الزيدي ليقطع مقطع البروفايل من صفحته على فيس بوك .. ” كلكامش وقد انتابه الغضب من تفجيرات الناصريّة أيقظ صديقه انكيدو من نومه وحمل سيفه ووقف قرب القيثارة السومرية صارخا أيها الجبناء لا تقتلوا احفادي تعالوا للمبارزة الشريفة سيف بسيف …؛ ” الكاتب نعيم عبد مهلهل بروحه واحاسيسه حمل الناصرية في قلب عاشق مثلما حملته وانجبته ليكون من بين أبرز مثقفيها واوقدت شموع الفرح في عكد الهوى ليرى النور وابتسامات النساء ودموع الأمهات ، تحسس عمق كلمات صديقه الزيدي ، ليكتب من هناك بدموعه وحزنه العميق ، مأسي الحرب بين الفقراء العزل والارهابي المجهول المختبىء كما البكتريا لا ترى بالعين المجردة ، الوجع وألم الشوق والحنين لا تبعده مسافات الغربة ، إلا أن قدر المكان منذ خليقة أبوالانبياء ابراهيم (ع ) حتى دخول بسطال المحتل الامريكي ، هذه هي مرارة المحنة الحزينة في شكلها التراجيدي ، هو ما يجعل قلوب أهل المدينة تهتز هلعا ومطرا من الشوق والدموع ، لتودع ضحايا المفخخات في عولمة الموت ، وشهداء بخليط ملون ، طفل ، أمرأة ، شيخ ، وسقف منزل ، بسطية خضار في اسواق المدينة ، وبين برد أوربا المبكر وصوت داخل حسن ومشهد المبارزة الذي يريده صديقه الزيدي وعويل الامهات يمزق ثيابهن (لكودري) حزنا على ضحايا الحرب التي تدخل الموت الى بيوتنا ، لقد صور الكاتب من خلال نصوصه الشعرية ، شجن وجداني اتسع مداه بعمق الاحساس ليعم خريطة الوطن ويرسم دموع ونحيب فرات الناصرية الى نينوى بنت دجلة … ص36 .. ” الناصرية تبكي من أجل نينوى .. والسماء تمطر ضحايا .المعدان يفتحون مضائفهم لـــــكل الأديرة والجوامع وريـــــاض الاطفال ..؛ هــــي بهجة الجـــــنوب أيتها الـــــــمدينة التـــــي بــــناها سنحاريب بمــــــجد الخيــــــــول ، ومجــــــد الكـــــتب

هي اليوم محتلة .

افغان وشيشان ….

مغاربة وصوماليون …

متطرفون من الجزيرة والشــــام …

سيوفهم وسط خصرك..

ووسط خصر الناصرية الدموع …؛

ايتها البلاد ..

من لونك الكحلي ..

من عباءة أمي ..

من منارة في قبر يونس النـــبي.

أرسم الشوق قصائد للغرام العاطفي ..

فلا تجعلوا السيف متزق أحشائها … ؛

 

        ( 2  )

نينوى نحيب الرثاء اليك اقوى من القناصات …

أنت ايتها الثيران المجنحة …

الشامخة في كتب التاريخ وعاطفة الجنود …

سيصل الداعشي الى المعبد

سيحطم الاختام واواني البخور والمسلات ..

ولكنه لن يستطيع أن يحطم روحك …

من برلين حتى قبلة الحنين ..

من الناصرية حتى تلكيف

ثيرانك تنحب باللهجة البافارية:

أويلاه على الموصل أويلاه …؛

        ( 3  )

نينوى … الناصريّة

الجسد الذي تمزقه شظايا الجنون الافغاني …

من جلب الشيشان لوردة الاقحوان .

المحافظ المتقاعس …

والقدر السيء…

نينوى الناصريّة

هي الدمعة المتبادلة بين المدينتين والنائمة في منفى القلب …

مثل البوذي وصوفي آت من مكة …

مثل عامل طين من أهل قضاء السوق

تنهـــــمر الصــــــلاة مـــــن أجـلـــــك …

نينوى .. الناصريّة

آشور كان مجدها السيف …

فليكن هذا السيف طعنة في قلب الحجر ……؛ “

امتلك الكاتب القدرة على عزف موسيقى لغة الحب كفنان حقيقي داعبت انامله اوتار القيثارة السومرية واستطاع أن يمد خيطا من الحنان والذكريات ليكون وعاء يحمل ما في نفوسنا من هواجس واحاسيس ،وكعادة الكاتب أن يصور العشق والمحبة والانتماء الى الناصريّة الأم .. الناصرية وجوه الأنبياء والفقراء كتاب بطبعة انيقة صادرة عن دار ميزوبوتاميا ، يتضمن نصوص وذكريات أيقظت ابناء الناصرية من سكنة بغداد حيث أقاموا عرسا على حدائق القشلة يغمرهم الفرح بهذا المنجزالتاريخي والفكري والحضاري .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *