قمة الكويت وتهدئة النفوس

قمة الكويت وتهدئة النفوس
آخر تحديث:

 

 

 

بغداد / شبكة أخبار العراق-  متابعة سعد الكناني…على مسافة يوم واحد من انطلاق أعمال الدورة الخامسة والعشرين لمؤتمر القمة العربية التي تستضيفها الكويت غدا, بدا أن “خرق الخلافات العربية يتسع على الراتق”,وأن”الكويت تواجه مهمة تبدو شبه مستحيلة ربما تفوق بمراحل قدرة أي طرف كان على إصلاحه وترميمه”, وأن”مطلب المصالحة بعيد المنال ويتجاوز حدود المستطاع”. هذه النتيجة تأكدت أمس عبر أكثر من لقاء, بما في ذلك الاجتماع المغلق لوزراء الخارجية العرب, الذي سادته”أجواء مشحونة ومتوترة”,وإن بقيت تحت السقف الديبلوماسي المتعارف عليه;إذ أكدت مصادر عربية وخليجية رفيعة المستوى أن”الأجواء في المنطقة ليست ايجابية والمؤشرات غير مطمئنة إلى نجاح أي مبادرة صلح”. وقالت المصادر :إن “سياسة الكويت معروفة وهي تعمل دائما على التوافق ولا تعادي أحدا وهذا موقفها من كل التطورات الأخيرة”. وأضافت:إن”الواقع يفرض على الكويت عمل شيء أو محاولة عمل شيء من أجل تهدئة النفوس فهذا قدر الكويت الأزلي”, مشيرة إلى أن”الكويت ستؤدي رسالتها وستختار الوقت المناسب حتى تضمن نجاح المبادرة لا يمكن أن تقدم على أمر وهي تعلم سلفا أنه سيفشل”. في هذا السياق شهد اجتماع المجلس الوزاري العربي الذي عقد صباح أمس حالة من التجاذب بين وزيري خارجية مصر د.نبيل فهمي وقطر خالد العطية,إذ وقف فهمي ليوجه كلامه إلى نظيره القطري بلهجة معاتبة قائلا:”شكرا أهل قطر على ما تقومون به تجاه القاهرة!”, بينما التزم العطية الصمت ولم يرد بأي كلمة. وفي كواليس اجتماع الوزراء, أن حالة الشد والجذب سادت الاجتماع خلال مناقشة الملف السوري, في حين تحفظت سلطنة عمان على البند الخاص بإنشاء محكمة عربية لحقوق الإنسان وفقا للمقترح الذي قدمته مملكة البحرين;فتم على إثر ذلك الاتفاق على تأجيل مناقشة هذا الموضوع لمزيد من الدراسة. وكان لافتا مغادرة الوفد السعودي الذي ترأسه نائب وزير الخارجية الأمير عبد العزيز بن عبدالله فور انتهاء الاجتماع ـ الذي غاب عنه وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ـ ومن دون حضور مأدبة الغداء المقامة للوزراء. وبينما نسبت وسائل إعلام إلى ديبلوماسي قطري قوله: إن “وزير الخارجية خالد العطية انسحب من اجتماع وزراء الخارجية” وذكرت مصادر مطلعة أن الوزير غادره متوجها إلى الدوحة للانضمام إلى الوفد الذي سيصل الكويت برئاسة الأمير تميم بن حمد. من جهته قال وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله :إن “الانطباعات حول الجلسات التي عقدت لوزراء الخارجية كانت “ممتازة”, وعما اذا كانت القمة ستشهد مصالحات عربية -عربية, قال: إن”الكويت حريصة على تنقية الأجواء في سماء وفضاء الدول العربية ونتمنى أن تتمكن من تقريب وجهات النظر ورأب الصدع, وأن تحقق شيئا في هذا الصدد”. لكن الجار الله نفى أن “تتضمن قمة الكويت مصالحات خليجية- خليجية”, موضحا أن “هذا الأمر يتم داخل البيت الخليجي”. وعن المصالحة القطرية- المصرية قال: إن “الكويت بذلت جهودا ومستعدة أن تواصل هذه الجهود خلال القمة وما بعدها, وفي جميع الأوقات”. وإذ وصف مستوى التمثيل العربي بـ”الجيد” أكد حضور العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين والرئيس التونسي المنصف المرزوقي والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والمصري عدلي منصور ورئيس وزراء المغرب عبد الإله بن كيران ورئيس المؤتمر العام الليبي,والرئيس السوداني عمر البشير ورئيس مجلس الأمة الجزائري عبد القادر بن صالح والرئيس الفلسطيني محمود عباس واللبناني ميشال سليمان. ونفى الجار الله وجود ممثل عن إيران في الاجتماعات, وأوضح أن قائمة المشاركين ستضم: رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا والمبعوث الاممي الخاص لسورية الأخضر الابراهيمي,وممثلا عن الاتحاد الافريقي. وفي ما يتعلق بمستوى التمثيل الخليجي قال الجارالله: إن”دولة الإمارات سيمثلها حاكم الفجيرة ونحن نقدر ظروف كل دولة ولكن نحن راضون على مستوى التمثيل الخليجي, فالمملكة العربية السعودية سيمثلها ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز,وسلطنة عمان يمثلها ممثل السلطان, وقطر يمثلها الأمير تميم بن حمد,والبحرين سيمثلها ولي العهد,وبالتالي المستوى جيد. وفي رده على سؤال حول بيان القمة قال الجارالله: إن “القمة لن يكون فيها بيان وإنما سيكون هناك إعلان من الدولة, مؤكدا أن إعلان الكويت جاهز وسيصدر في نهاية القمة وسيكون شاملا كل قضايا وهموم وشجون الوطن العربي ويعالجها لكنه لا يتضمن قرارات بل سيعبر عن توجهات الدولة المضيفة, وسيخرج باسم القادة”. وحول طلب الأردن إصدار قرار لتقديم مساعدات لها للاجئين السوريين قال:”هناك قرارات ستصدر للدول الحاضنة للاجئين وهي الأردن والعراق ومصر ولبنان,ويبقى أن تبادر الدول الأخرى لدعم الوضع الإنساني في سورية”. وبخصوص طلب فلسطين زيادة دعم صندوق الأقصى بـ 50%, بين الجار الله أن الاجتماع خلص إلى الاتفاق على أنه لا داعي لهذه الزيادة في الوقت الحالي, وإنما حث الدول على تسديد التزاماتها للصندوق, ومتى ما سددت الدول هذه الالتزامات, سيتحقق دعم أكثر”. في الإطار نفسه أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد يقوم بدور مهم للغاية.وأضاف في مقابلة مع تلفزيون الكويت:”أقولها بصوت عال إن سمو الأمير يقوم بدور مهم للغاية سواء فيما يتعلق بالعلاقات البينية بين الدول العربية أو في العلاقات بين الدول العربية ومناطق أخرى وعلى رأسها افريقيا”. وبشأن استضافة الكويت أربعة مؤتمرات في أقل من سنة قال العربي:”لابد أن أرفع القبعة أمام الكويت لإقدامها على هذه الخطوة خاصة أن معظم الدول تعقد قمة واحدة سنويا فقط فيما استضافت البلاد أربع قمم ما يدل بشكل حقيقي على اهتمامها بالشأن الدولي والعربي ورغبتها في فتح المجالات أمام الدول العربية لتتفاهم وتعمل معا في الطريق الصحيح”. 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *