لاءان كبيرتان!!

لاءان كبيرتان!!
آخر تحديث:

 

  شاكر الجبوري  

معروف عن العراقيين المبالغة بالأوصاف و السلوكيات و وصف الأحداث، يبالغون بالسؤال عن صحة الأخر و في الكرم و الشهامة و التشبث بالمتوارث الاجتماعي، فعندما تشاهد مواطنا يُقبل قطع الخبز المرميه في الطريق ليضعها في مكان طاهرفتأكد أنه عراقي، وعندما يُسارع شاب لحمل أمتعة أو أغراض رجل مسن أو أمرأة كبيرة فأعرف أيضا أنه عراقي، لكن بالمقابل عندما يتم نقل اكثر من رواية عن حدث في مكان قريب فأعرف ان الراوي عراقي، لتكتمل الصورة في المبالغة بشقيها الايجاني و السلبي دون أن نغمط حق العراقي في الشهامة و الكرم و الفروسية في الدفاع عن الثوابت، لذلك هناك تجانسا عراقيا لا يختلف عن جغرافية الأرض و سحنة الوجوه.

 

كانت هذه المقدمة ضرورية لاعادة قراءة الأحداث بما لا يزيد الطين بلة، وبما يخفف من حدة القلق في العقول و العيون من تسريبات الانتقام الطائفي و كأن ما يجري من ممارسات خارج القانون هو سلوك جماعي سواء في الحشد الشعبي أو القوات المسلحة، فالاستثناءات يجب أن تكون حاضرة في التحليل و البحث و المتابعة الدقيقة، لأن رمي الناس بالشبهات بقضية مصيرية فيها من معول الفتنة ما هو كثير، نقول أن التعويل على القضية لتصفية حسابات فيه خروجا على حرمة الدم العراقي قبل غيره، فخسارة فلذة القلب لا تعادل شيئا أما الماديات عندما تصلح النوايا، و مع قناعتنا بأن جهات سياسية خاسرة تحاول خلط الأوراق في تكريت لتأجيل تحرير الموصل، نقول ان الاعتداء على ممتلكات المواطنين خطأ كتأجيل عودتهم الى مناطقهم المحررة بعيدا عن بهلوسة خلط الأوراق.

 

لا يختلف عاقلان على ادانة حرق منازل المواطنين أو تهجيرهم من تكريت أو غيرها ، لكن أليس من الحكمة عدم المقارنة بين التضحيات الجماعية بالأنفس، وهي أغلى حالة الجود و بين ممارسات فردية، تقترب من النزوات غير المبررة ، لكنها أقل خطرا على وحدة العراقيين من خناجر داعش، لذلك يجب تهدئة الأوضاع برسائل تطمين عراقية، لأن الزاحف من البصرة و العمارة و الانبار و ديالى لاعادة استعادة المدن لم يكن حالما بنهب غسالة أو تلفزيون وهو يحمل دمه في راحتيه، وهي قضية لا يجوز المرور عليها سريعا تحت ضغط الصور و التعليقات رغم خطورتها، فالمهم مسك الأرض بمزاج عراقي و حماية المواطنين برباطة جأش وطنية!!

 

نعم لسيادة القانون على الجميع و لا كبيرة بحجم طهارة الدم العراقي لاعتبار التضحيات ضد داعش طائفية، و لا ثانية لمن يتوهم أن آخوة العراقيية مزحة من الماضي، فما يجري من تلاحم شعبي باسم الطائفة أو الحزب و العشيرة هو تحول ايجابي سيقود حتما الى جلسة حوار بعد هدوء العاصفة، لذلك يتحدثون دائما عن استراحة محارب و اعادة جحفلة القوات حسب المتغيرات.

 

و لأن العراقيين اصحاب مشروع وطني فأن مرحلة طرد داعش ستشكل بداية لاعادة ترميم

 

الأخوة العراقية التي نعترف أن بعض الصدأ اصابها جوانبها بضغوط من كل الاتجاهات، لكن و الحمد لله ما زال قلبها خاليا من الأمراض المزمنة، وهو ما يدعو الى التفاؤل بمواصلة نبض الحياة بدم عراقي طاهر تضخه شرايين الى عقول الجميع لتخفف من ضغط التصورات العبثية و تعيد التوازن للجسد العراقي، حيث سيتباهى الجميع يدا بيد بشروق شمس الحرية.

 

يمكن للعراقيين أن يتفاهموا مع بعضهم بدليل عدم وجود ثارات عشائرية مستعصية، و صلات قربى تخفف الوجع النفسي المؤقت، لكن كيف للعراقي التحاور من موزمبيقي لا يعرف عن العراق

 

غير القتل و النهب و الدمار، أعتقد أن المعادلة الأولى هي المنطقية لذلك لا تبالغوا يا آهلنا الكرام بالمخاوف بل بالتفاؤل!! 

 

 

[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *