لا شئ تحت قبة البرلمان بقلم حمزة مصطفى

لا شئ تحت قبة البرلمان بقلم حمزة مصطفى
آخر تحديث:

 

 

حمزة مصطفى

ثانية وربما ثالثة ورابعة وعاشرة وحتى “ينكطع النفس”  نستمر في محور الاسف والتاسف والمؤاسفة على ما يجري وما يحصل لكن هذه المرة على صعيد البرلمان وبالذات قبته التي ينبغي ان يكون كل امن البلاد والعباد خاضعا للنقاش والمداولة والتدقيق و”التجييك” داخلها وليس في أي مكان اخر. لكن هل واقع الحال هو ما نؤمن به او نتطلع اليه؟ الاجابة بالتاكيد لا.. واليكم المثالين الاتيين   .. نائب يصف زملاءه  النواب من الكتل الاخرى ممن يخالفونه الراي ولم يحضروا جلسات مناقشة الموازنة بانهم من جماعة “داعش”. في كل برلمانات العالم حتى الشكلية منها وليست تلك التي تنطبق عليها معايير الديمقراطية من حيث الانتخاب الحر والنزيه فيها مساحة من الراي والراي الاخر انسجاما مع قواعد اللعبة. اذن كيف يريد السيد النائب للنواب من كتل واطياف وقوميات ومذاهب مختلفة ان يرقصوا على حس طبله حتى لو كان اجوف ؟

ماذا لو حضر هؤلاء النواب واقروا الموازنة .. هل يصدر عنهم السيد النائب عفوا “داعشيا” فيصبحوا قوما صالحين او وطنيين ومن ابوين وطنيين بالولادة  ام تبقى تلاحقهم مذكرات القبض والاعتقال ورفع الحصانة والجرم المشهود وتلقي الاموال والاتصالات وتنفيذ الاجندات الخارجية؟ المشكلة لا تقف عند هذا الحد. فثمة نائب اخر وهو من المشهود لهم بالاعتدال  والحق يقال عبر عن مخاوف من نوع اخر. فحين اعلن رئيس البرلمان ان جلسة الاثنين سوف تناقش من بين ما تناقشه ازمة الانبار اعتبر ان مثل هذا الامر يعد تصعيدا للازمة لا حلا لها. وقبل ان نعبر عن المزيد من الاسف والتاسف والمؤاسفة لابد ان نطرح سؤالا بريئا للسيد النائب المعتدل.. اين يمكن اذن ان نناقش مشاكلنا وازماتنا ومصائبنا؟ هل في مقاهي الانترنت او عند الحلاقين او الجزارين او اللحامين او في حمام “حجي مهدي”؟ هناك من اقترح جنيف عراقي على غرار جنيف السوري دون ان يسال نفسه هذا الذي اقترح  ..هل الازمة السورية يمكن ان يحلها الف جنيف لا جنيف واحد او اثنان؟ وبصرف النظر عن هذه الرؤية او تلك فاننا تعودنا وطوال الدورتين البرلمانيتين الماضيتين على مناقشة اخطر القضايا خارج قبة البرلمان.. اعطوني قضية واحدة من تلك القضايا المختلف عليها تمت مناقشتها داخل البرلمان ووصلنا فيها الى نتيجة؟ هنا اتفق بالنتيجة مع رؤية السيد النائب لكني اختلف معه بوصفه منتخبا من قبلنا نحن الشعب وعليه بدلا من ابداء المخاوف مثلي ان يناقش مع زملائه “مالم يكونوا من داعش حسب توصيف زميله” لماذا اذن لدينا برلمان طالما كل شئ تجري مناقشته واقراره خارج قبته بينما كل برلمانات العالم حتى الشكلية او “الكلاوات” منها هي المكان الطبيعي للنقاش والجدل وحتى المشادات والعركات وربما حتى البوكسات؟ وهنا ربما قد يختلف معي “حجي مهدي” قائلا ان برلماننا نموذج للمشادات والعركات. ولكن دعوني اقول لكم وللحاج مهدي ان كل المشادات والعركات التي حصلت تحت قبة البرلمان لم تكن في صالح أي شئ يدخل في مصلحة الشعب. لا من قريب ولا من بعيد.. “مو حجي مهدي لو مو مو”؟

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *