لماذا تَحَوّلتْ بلادنا لِجَحيم؟

لماذا تَحَوّلتْ بلادنا لِجَحيم؟
آخر تحديث:

بقلم:عزيز الخزرجي

بَعدَ آلسّقوط ألأخلاقيّ والتربوي والدّيني والسّياسي والأداريّ وبآلتّاليّ (ألمدنيّ) على يد الأحزاب في بلادنا وآلعالم بسبب المُهيمنين على منابع المال وألأقتصاد عن طريق آلحكومات ألمملوكة ألتي تتسابَق لبيع دولها للمستكبرين, يسألونك:

لماذا الأوضاع تتحول للأسوء ويزداد الفساد والسرقة والنهب والأمراض والسقوط الأخلاقي والأقتصادي والفكري؟

لماذا لا يتطور العراق الجديد (حضارياً) أو (مدنياً) على الأقل وهو أساساً بلد الثروات و “الحضارات” و القادسيات والأمجاد والأحزاب والمتحاصصين على كلّ شيئ من قبل 400 حزب سياسي إسلاميّ و غير إسلاميّ يبيعون كل شيئ لجيوبهم في بلد يعيش فيه 30 مليون نسمة معظهم عاطلين عن العمل لسوء الأدارة و فقدان حلقة الوصل بالقيم العليا و (الفلسفة الكونيّة)!؟

هذا واقع معاش لا يشك فيه عاقل, فحين لا يعرف الأعلاميّ فيهم معنى وتعريف و حقيقة (الثقافة) و الفكر ناهيك عن (الفلسفة الكونية) وإعتقاده بأنّ المتخرّج من دورة إعلاميّة أو الحاصل على شهادة تخصصيّة أو حوزوية؛ هو المثقّف, فأن الأوضاع ليس فقط تتحول نحو الأسوء؛ بل يزداد الهدم و الكوارث حتى يحلّ المسخ الكامل لتصبح دولنا كجهنم!؟

خصوصاَ حين يصبح (آلمُفكّر) الحقيقيّ ناهيك عن (ألفيلسوف) ليس فقط مجهولاً و مهمولاً في هذا الوسط؛ بل يُقتل ويُحارب و يتعرّض لانواع المظالم وآلحصار و التجويع و الأهانة وإبعاده وتشريده عندما يبرز لأنّ وجوده يصبح نشازاً و يُشوّه الوضع ويُقلب الأوضاع رأسا على عقب بإتجاه العدالة لغير صالح الرؤوساء والحكام و الأحزاب المفسدين, والمشكلة العويصة أن الشعب لتخلفه يساندهم في ذلك!

هذه المأساة الكارثية تُذكّرني بأيّام الحقبة الصّداميّة التي كان فيها المواطن و بسبب سياسة التجويع يتسابق لكتابة تقرير عن مؤمن أو إنتهاك حرمة الآخرين أو السّطو أو النفاق لأجل رتبة حزبيّة أو عسكريّة او مدنيّة, بحيث إتّصف الشعب معه بصفة الذئاب .. ينهش بعضهم بعضا! و لو صادف وجود شخصٍ يحملُ شيئاً من آلرّحمة في قلبه؛ فأنّ كل الذي كان يفعله هو إتّخاذ موقف محايد على مذهب عمر بن العاص (من باب … الوقوف على التل أسلم) معتقداً بأنّ موقفهُ المُحايد ذاك لم يساند به الظالم لكنه ما علم بأنّهُ قد خذل الحقّ ولم ينصره بآلتأكيد, و إن خذلان (الحقّ) يُمَهّدُّ بشكل طبيعي في توسيع رقعة الظلم و بآلتالي حلول (ألجّور) الذي هو أكثر عذاباً من الظلم نفسه بحسب تقرير سيد العدالة الكونيّة بعد الله الأمام عليّ(ع) حيث قال:[إذا ضاق عليكم الظلم فآلجّور عليكم أضيق], ولم يكن يحلّ ذلك الوضع و يستمرّ للآن لولا فساد الدِّين ألذي آمنت به الأحزاب و التيارات و المُدّعين لكونهِ هو العِرق ألحساس ألدَّساس في تشكيل المواقف خصوصاً لو جهل فلسفتنا الكونية!

بعد هذه (الأميّة الفكريّة) بل و حتى الأبجديّة الصّارخة وآلجّهل المركب للحُكّام؛ لماذا نتّهم الشّعب بآلجهل وآلتخلف وإنتخاب الفاسدين و عدم معرفته لحقّه وحقوقه و الضياع والفقر والعوز الذي يعيشوه, بسبب حيتان الأحزاب وتأريخ أسود وتربية وتعليم أكثر سواداً؟

خصوصا بعد ما فهم الناس و أخذوا عقائدهم من الأدعياء مباشرة بكون (آلدِّين) طقوس فرديّة وتقليد وإحياء مناسبات موسميّة وكفى! لذلك كان من الطبيعيّ سنّ ألقوانين المختلطة بعيداً عن العدالة والكرامة بحسب مقاس جيوب الحاكمين وأحزابهم و دون إعتراض أحد ليحصل ما حصل من الفساد والنهب والتخلف والتّبعية والدّيون المئات مليارية وتعميق الفوارق الحقوقيّة و آلطبقيّة و الأجتماعيّة في الرّواتب و الأمتيازات والمُخصصات و الفرص و في أغنى دولة, و سَيَستمرّ الوضع على هذا آلنمط لتزداد المحن ليس فقط في العراق بل كلّ العالم ليتحول الأرض إلى جحيم, ما لم يتمّ إنتخاب (ألمُفكر) أو (ألفيلسوف)ِ بدل الأحزاب التي ملأت الأرض ظلما و حرباً و قساوة وجوعاً .. هذا إن قبِل الفيلسوف بآلحكم عليكم!؟

و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *