لماذا نجحت الأردن الفقيرة .. وفشل العراق الغني ؟

لماذا نجحت الأردن الفقيرة .. وفشل العراق الغني ؟
آخر تحديث:

بقلم:خضير طاهر

دعونا نجري مقارنة واقعية بين نجاح النظام السياسي في الأردن رغم الفقر المالي ، وفشل النظام السياسي العراقي بالرغم من وجود الثروات النفطية وغيرها .. زمنيا تبدأ المقارنة عند حصول الإنقلاب العسكري في العراق في 14 تموز عام 1958 على النظام الملكي ومجيء مجموعة من ضباط الجيش الذين سحقوا بجزماتهم على أمل نمو وبناء الدولة العراقية وتطورها وقتلوا النهج العملي الذي كان العراق يسير عليه ، وأصبح البلد بلا نهج تتقاذفه الفوضى والإنقلابات والإضطرابات الدموية والحروب وهدر المال العام ، وصولا الى إبتلاع إيران وتحكمها بالقرار السياسي والثروات العراقية وسقوط الدولة بيد الميليشيات !

بينما إستمر النظام السياسي الأردني في قيادة الدولة ، وتصاعد بناء البلد وتطوره الجيد قياسا الى موارده المالية القليلة ، والأهم هو الإستقرار الدائم الذي ساد البلد بالقياس الى المشاكل والإضطرابات التي عمت الدول العربية ، ماعدا أحداث أيلول عام 1970 التي تعامل معها الأردن بشحاعة وحكمة وإستطاع القضاء عليها ، وظلت الأردن دولة فيها نظام سياسي مستقر قوي ، وفيها قانون نافذ ، وأجهزة أمنية وإدارية متطورة .

كانت ولاتزال نقطة قوة الأردن في فكرها السياسي الواقعي ، فهي فصلت مابين ( السيادة والمصالح ) وحينما وجدت مصالح البلد تتطلب التحالف مع بريطانيا وأميركا أقدمت على التحالف دون الإلتفات الى غوغائية الشعارات القومية والإسلامية واليسارية في المنطقة العربية ، وحينما رأت ان إقامة العلاقات السرية والعلنية مع إسرائيل مفيدة لمصالحها أقدمت على تلك الخطوة الشجاعة والحكيمة ، وهكذا أصبحت الأردن جزءا من العالم الدولي الداعي للسلام .

لقد إرتبط الأردن منذ تأسيسه بالحضارة الأوروبية والأميركية ، وإختار الجانب العقلاني بعيدا عن العنتريات الثورية ومعاداة الغرب .. وأدركت العائلة المالكة ان حاضر ومستقبل البلد يتطلب الإرتباط بالغرب والإعتماد عليه في توفير الرعاية والدعم والمساعدات .

بينما مسيرة العراق توقفت وإنقطعت عند مجيء إنقلاب 1958 الذي أسس لخراب البلد ودماره ، فالنهج الناجح الذي تسير عليه حاليا دول الخليج والأردن .. كان العراق سباقا في تبنيه والسير عليه وهو نهج ( الفصل مابين السيادة والمصالح ) والإرتباط بتحالفات مع بريطانيا وأميركا والإستفادة منهما في بناء وتطوير البلد ، والنتيجة رغم ثروات العراق الهائلة لكنه يعاني شعبه الجوع والفقر والتخلف في كل شيء لدرجة المدن العراقية لايوجد فيها مجاري صرف صحي ، والمستشفيات تحولت الى مسالخ لقتل المرضى ، والدولة سقطت رهينة بيد الميليشيات الإيرانية !

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *