مأزق الكاظمي والصدر في العراق..!!

مأزق الكاظمي والصدر في العراق..!!
آخر تحديث:

بقلم:عبد الجبار الجبوري

فجرّت التظاهرات الشعبية، التي يقودها شباب العراق في ساحة التحريرببغداد، وساحة الحبوبي بذي قار،صراعاً دموياً راح ضحيته( 7)شباب ابرياء ومائة جريح،بين جماعة التيار الصدري بقيادة السيد مقتدى نفسه، وبين شباب التظاهرات، الذين وصفهم التيار الصدر وزعيمه، بأبشع الاوصاف والاتهامات وحرق الخيام، مما إضطّر مصطفى الكاظمي على التدخل الفوري،وأرسل مستشار الامن الوطني ،ورئيس جهاز الامن الوطني ،وإرسال ألوية من الجيش لفرض الامن والاستقرار،والتفاوض مع المتظاهرين ،لانهاء الصراع مع التيار الصدري،ولكن ورغم توّقف الإشتباك، مازال الإحتقان قائماً، وزاد الطيّن بلّة ،قيام الأجهزة الأمنية للكاظمي، بإعتقال متظاهرين من بيوتهم، وملاحقة آخرين، مما أفشل مهمة( وفد الكاظمي)،في منع التظاهر وإقناع المتظاهرين بالعودة الى بيوتهم، حيث قام شباب التظاهرات بإعادة نصب الخيام في ساحة الحبوبي،وعلى العكس تماما، قام الشباب ببناء الساحة بالبلوكبدل الخيام،تأكيداً على إصرارهم على التظاهر السلمي، في هذا الوقت، ورداً على تصرفات جماعة الصدر ،في إستخدام العنف والقوة العسكرية ضد المتظاهرين، إعترض قسم كبير من مريدي (الصدر الاب) ،على تصرفات وتدخلات الصدر وجماعته، وخوضهم بدم شباب ذي قار، وحصل إنشقاقات، مع أكثر من طرف داخل التيار الصدر، ملقيّن اللوّم والمسؤولية الاولى على مقتدى الصدر نفسه، لأنه هو من يقود الحراك ضد التظاهرات ،وبالقوة العسكرية المفرطة،وهذا ما يتعارض سياسياً ودينياً مع مبادىء الصدرالأب، نحن نرى ان مقتدى الصدر، ورّط نفسه وورّط جماعته في دم العراقيين ،بل ورطه خصومه وحلفاؤه، حين اطلق التهّم والتهديدّات ضد المتظاهرين، وحّرض وسمح لمريديه، بالهجوم على خيم المتظاهرين في ساحة التحرير وساحة الحبوبي وحرقها، وسط تشفي( تحالف الفتح)، و(عراقيون)، وكأنهم أوقعوه في( فخ)،أعدّوه له لإسقاطه جماهيريا وهو ماحصل ،وسقطت هيبة الصدر في ساحة الحبوبي، وقادوا شباب ذي قار تظاهرات تحمل الصدر دماء شهداء التظاهرات، مرددين شعارات قاسية وهوسات ضد مقتدى الصدر، في وقت يتفرّج خصومه على المشهد، بتشف واضح ودون أي تدخل ،لإطفاء نار حرب شيعية – شيعية،تكاد تعلن بين ليلة وضحاها، وحطبها شباب العراق ،من كلا الطرفين، فلمصلحة مَنْ يقوم الصدر بإطفاء شعلة التظاهرات السلمية الاصلاحية، ووأدها في ساحات العراق،أعتقد وبعد جهود وفد الكاظمي الى ذي قار وفشله ،في ثني المتظاهرين عن إكمال مهمتهم في المطالبة بالحقوق الشرعية ،وعدم إستطاعة الجيش الوقوف بوجه جماعة الصدر المسلحة ،أصبحت مهمة الكاظمي مع المتظاهرين مستحيلة ،وتنبيء عن حرب لاتحمد عقباها،بين المتظاهرين وجماعة الصدر، وهناك من يؤجج ويغذي هذا الصراع للوصول الى صدام مسلح، ينتقل الى محافظات اخرى كالبصرة والمثنى وبغداد وغيرها، وهذا أخطر ما في الامر، وعلى الكاظمي تداركه، والخروج من مأزقه، الذي يغذّيه ويدعمه بقوة خصومه لإسقاطه،اليوم ينتظر الكاظمي الكثير، للخروج من عنق الزجاجة، أولها إكمال هيئة المحكمة الاتحادية، وتشكيلة المفوضية الخاصة بالانتخابات المسيّسة،وتعديل قانون الإنتخابات، بالتفاوض والتراضي مع البرلمان، وبغيرهذا لاتوجد إنتخابات برلمانية، ولاشرعية لحكومة مقبلة، وترك الأمورسائبة هكذا، لن يستقر البلد، على العكس تماماً هو ذاهب الى الحرب ،والصراع بين الكتل والاحزاب ،فحكومة الكاظمي تواجه أكبر التحديات وأخطرها، وهو الإنهيار الاقتصادي، الذي يسعى خصومه في الكتل البرلمانية ،من إثارته ودعمه لإسقاط حكومته وهي ورقة ضغط عليه،لهذا على الكاظمي إنهاء الصراع أولًا ،بين التظاهرات وتنفيذ مطاليبها، وبين مقتدى الصدر وجماعته، الذي يريدون خلط الاوراق عليه ،وإستخدام سلاح خارج القانون لتقتل المتظاهرين، بدعم أطراف لاتريد الاستقرار للعراق ،وتريد إسقاط مقتدى الصدر والكاظمي معاً، وهذا ماحصل كما اسلفنا،لذلك نرى أن الصدر والكاظمي في مأزقين متقابلين، وعليهما الخروج منهما، الصدر بالإعتذار من ساحات التحرير والحبوبي وغيرها ،والإلتحام معها، لإنتزاع الحقوق وتنفيذ إصلاحات يريدها الشعب ، والكاظمي تنفيذ الإصلاحات وتلبيّة المطالب ،وإجراء محاسبة لمن قتل الشهداء في ساحات التظاهرات،وبغير هذين الحليّن،فإن الأوضاع ستنقلب رأساً على عقب، فمَن يركب رأسه ويعادي الشعب، ويقتل ابناءه بدم بارد، ينتظره حسابٌ العسيرمن الشعب،وهكذا لابد من العودة الى منطق العقل والحكمة ، وممارسة صفة الاعتذارعن الخطأ،وتصحيّح المسار، في المقابل الإنسداد الحكومي، وصراع الكاظمي مع البرلمان وتصادمه معه، أربك الأوضاع كلها، وأنتج أزمات متوالدة، أبرزها (معركة الإقتراض الداخلي)، وتصريت البرلمان عليه، إضافة الى كشف رؤوس الفساد ،وحل ّالازمة مع اقليم كردستان العراق ، والذي ايضا دفعتْ بعض الكتل والاجنحة الايرانية الولاء، الى تأزيمه وتأجيجه، برفض التفاوض والتفاهم والتوصل الى حلول مقنعة مع الاقليم، لالتجويع شعبه وقطع أرزاق ناسه وموظفيه، لأهداف سياسية مغرضة، وخلافات مع حكومة الاقليم، نحن ننظر الى الامور بمنظار الحرص ،على عدم نشوب حروب متعدّدة الرؤوس، يستفيد منها أعداء العراق، ممّن يريد تفتيت وتجزئة وتقسيم العراق، وإشعال أكثر من حرب بين اقلياته وقومياته ومذاهبه، وصولا الى اقتتال (المذهب الواحد)، وهذا ماتعمل عليه أطراف داخل العملية السياسية بقوة، أطراف لاتريد إنتخابات عادلة ونزيهة مبكرة،كي لاتهمّش وتخرج من الحكومة، وتسقط في الانتخابات،وتفقد( السلطة)، فلا يعنيّها العراق، ولو يحترق (لاسامح الله) ،بقدر همها مسك زمام السلطة ،والتحكم فيها بالحديد والناربالترغيب والتهديد، كما هو الآن ،ومئات الآلاف من الابرياء في سجون السلطة بلا ذنب ،فمأزق الكاظمي لايستطيع حلّه لوحده أبداً،إن لم تدعمه إدارة ترمب أو بايدن فيما بعد، لآن طرف الصراع ،والخصم تدعمه بقوة إيران، التي تملك في العراق، السلاح والمال والسلطة والميليشيات،فماذا يملك الكاظمي؟، لكي يواجه السلاح المنفلّت الذي تمثله أذرع إيران في العراق، واالتي تتوالد يومياً بأعداد كبيرة( ربع الله واهل الكهف وعهد الله وبقية الله وانصار الله وغضب الله ووو)، أما مأزق السيد مقتدى الصدر، فقد خرج منه،ولكن كيف خرج، نعم خرج بفقدانه ثقة مريديه، وثقة وإحترام الخط الصدري المعتدل ،واقرب المقربين له ، وهذا ثمن دفعه مجبراً، بسبب فلتان جماعته وقيامهم بقتل شباب عزل سلميين، يخالفونهم الرأي فقط، فدفع الصدر ثمن رعونة جماعته، وتلطيخ اياديهم بدم شباب العراق، وثمن باهض جدا، شق صفوف تياره الواسع في العراق، إذن الصدر امام مفترق طرق بالنسبة لتياره، الذي اصبح محرجا اماه وامام العراقيين، ويقال ان مقتدى الصدر غادر العراق وترك وصية لجماعته ،أنكم ورطتمونني بدم العراقيين، لعنكم الله،إنها نهاية لم يكن يتوقعها أحد للصدر ،ورّطه فيها حلفاؤه قبل خصومه ، اما مأزق الكاظمي فهو أقسى وأعمق، من الصعوبة بمكان الخروج منه دون خسائر، توازي حجم ما خلفته التظاهرات من ضحايا لشهداء أبرياء قتلتهم فئةٌ مسلحة ،تعمل خارج القانون ،وبإسم القانون،مأزق الكاظمي لايمكن حلّه بليلةٍ وضحاها، يحتاج أولاً لتوافق سياسي(مستحيل)، ويحتاج تدخل دولي ممكن ، يدعم الأوضاع الاقتصادية ، ويواجه حيتان الفساد،ويضع حداً للسلاح المنفلّت، ويُهيء لإنتخابات برلمانية بإشراف دولي، وأممي وعربي،بعد إكمال شرعية المحكمة الاتحادية ،وتحويل قانون البرلمان الى رئاسي بصلاحيات واسعة،وإنهاء نظام المحاصصة البغيض، الذي بإستمراره سيظل العراق الى مئات السنين، يئن تحت وطأة الخراب والإقتتال المجتمعي المذهبي والعرقي والقومي،،والفشل والتدخل الخارجي…

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *