مأزق المحاصصة

مأزق المحاصصة
آخر تحديث:

  حمزة مصطفى

كل ما يجري الآن من حراك سياسيي من وجهة نظر طرف أو “عراك” من وجهة نظر طرف آخر ينتهي الى نتيجة واحدة وهي : أن المحاصصة السياسية والطائفية تعيش والحمد الله الذي لايحمد على مكروه سواه مأزقأ حقيقيأ. في الظاهر لم يعد أحد من السياسيين معها, أو يجرؤ على الدفاع عنها. فالشعب لم يعد يطيقها بعد كل الكوارث والمحن التي نتجت عنها أو كانت هي سببا فيها. فالمتحاصصون بلغ بهم  الخلاف حتى على شاعر  النشيد الوطني.. فماذا “تترجى” منهم إذن؟ لكن في الباطن لاتزال المحاصصة تشتغل عبر أساليب وصيغ مختلفة بإسم الوطنية تارة وبإسم المظلومية طورأ وبإسم الإقصاء والتهميش ثالثة وبإسم العراق الفيدالي رابعة وخامسة.  لم يعد مهما توجيه اللوم أو الإتهام لطرف دون طرف آخر.فمن الواضح هناك فرز  مجتمعي “سني ـ شيعي” وكردي بدرجة أقل يطال الكتل التي تمثل ولا أقول تدعي تمثيل الشيعة والسنة والكرد. السبب في ذلك أن هؤلاء السياسيين الذين يهاجمهم الشعب الغاضب هو من اوصلهم الى صناديق الإقتراع. وهذا بالتاكيد ليس ذنبأ بحد ذاته ولكن تكراره هو الذي يجعل الشعب في خانة الغفلة أو التغافل. صحيح أن منهم من وصل بالتزوير والبعض الآخر بتوزيع قطع الأراضي بينما إكتفى البعض الثالث بـ “الباطنيات” وهذه  بحد ذاتها إشكالية إجتماعية تستحق وقفات لا وقفة واحدة.مع ذلك ومثلما يبدو عليه الحراك الإجتماعي الغاضب بأشكال ومستويات مختلفة فإن الشعب عرف حقيقة الخديعة التي مورست ضده. فمن منحه قطعة أرض  مستغلأ منصبه نال بدلا منها إقطاعيات لاحصر لها ولا عد. ومن وعده بوظيفة بسيطة جعل من ابنائه والمقربين من خاصته وزراء وسفراء واقلهم مدراء عامين. ومن تلطف عليه ببطانية بنى بدلا منها الفلل والعمارات في دول الجوار وغير دول الجوار.الطبقة السياسية كلها بدات تدرك إنها الآن بحكم المتهمة إن لم تكن مدانة امام  الشعب. ولأن كل ما جرى من ويلات ومصائب كان بسبب المحاصصة فإن مما يثير الإنتباه هو ان أقطاب المحاصصة بداوا يتبارون في ذمها ومحاولات التخلص منها. وبصرف النظر عن النوايا فإن الشعب  لايريد أن يلدغ للمرة الخامسة من نفس الجحر.. جحر المحاصصة والتوازن والدفاع عن المذاهب والقوميات والطوائف والأقليات. الشعب يهتف ضد المحاصصة ويرمي أقطابها بشتى التهم بينما الأقطاب أنفسهم يذمون المحاصصة بل وبعضهم يزايد  على الشعب في الوقوف بوجهها ويطلق عليها “المقيتة”.هل هناك من ضوء في نهاية النفق؟ هنا يتفق الشعب الغاضب والطبقة السياسية المغضوب عليها على توصيف الحل والمتمثل بـ “التكنوقراط”. ماهي الآلية؟ حتى الآن عجيبة غريبة. الطبقة السياسية نفسها قالت للشعب .. “شتريد بعد تكنوقراط وراح نجيبلك”؟ أما كيف؟ إجتمعوا وشكلوا لجان داخل لجان.. لجان مستقلة واخرى ساندة وثالثة محاصصاتية لكن على مستوى آخر “ممثل لكل رئاسة”. بدأوا هم يرشحون الأسماء ويتبادلون المواعيد والمدد الزمنية. مرة يصعدون وأخرى يخففون. مرة يبتسمون وأخرى يعبسون. مرة يستقيلون وأخرى يعلقون. مرة يقبلون ومرة يرفضون. حقهم .. “أبيتهم ويلعبون بيه”؟ 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *