ماذا تعني زيارة المالكي وبقية المذعورين للبيت الابيض؟ … بقلم عبدالواحد البصري

ماذا تعني زيارة المالكي وبقية المذعورين للبيت الابيض؟ … بقلم عبدالواحد البصري
آخر تحديث:

الكثير من الاساتذة السياسيين الكرام قاموا بتحليل اسباب الزيارة المفاجئة القادمة لشلل المحاصصة الطائفية المسيطره على الاوضاع السياسية والاقتصادية والامنية في العراق للبيت الابيض الامريكي ومع الاسف ان معظم ذلك التحليل ينصب في صالح الادارة الامريكية الوريثة الشرعية لجريمة غزو العراق حيث يصور بعض من المحللين ان الادارة ستطلب تنازل فلان لعلان اوتطلب من فلان تطهير بعض الوزارات اوتقديم بعض الخدمات او تحسين الاوضاع الامنية والمعيشية لابناء الوطن ولم يبقى امامهم الا ان يقولوا ان الولايات المتحدة غاضبة على شلل المحاصصة الطائفية وانها ستقوم بنفسها تحويل العراق الى فردوس وسرعان ما نسوا السياسيون ماهو اهداف الغزو ؟ وماهي نتائجه التي لم تكن بالحسبان ؟ وما هي الامور التي انبثقت في المنطقة العربية ولم تكن في حساب الولايات المتحدة قبل الاقدام على هذا الغزو ؟
فمن كان لا يعلم ان اهداف الغزو هو تدمير البلاد وابادة العباد ونهب الخيرات فقد علم بذلك خلال ماجرى في الاعوام العشرة الماضية واما نتائجه التي لم تكن بالحسبان فتلك الخسائر العالية في ارواح جنود الغزو والخسائر الجسيمة في الاقتصاد الامريكي وبالرغم من كل التعتيم الاعلامي من قبل الاعلام الامريكي واعلام الخونة في العراق وخارج العراق شعر العالم بتلك الخسائر العظيمة وعرف العالم من هم الذين سببوا تلك الخسائر لاعظم دول العالم في قوتها العسكرية واقتصادها المتين كما نعلم انه لم يكن احدا من الخونة واتباعهم وميليشياتهم وموءيديهم وراء هذه الكارثة التي اصابت الولايات المتحدة بل العكس هو الصحيح حيث ان هوءلاء كانوا وراء تقليل تلك الخسائر وان ارذل ما في الامر تلك الفتوى التي حرمت مقاتلة المحتل واما الامور التي انبثقت في المنطقة العربية قد اربكت السياسة الامريكية حيث كلها خرجت عن خارطة الطريق المحدد لها
كانت بريطانيا دولة مستعمرة لبعض الدول العربية وكانت الشركات الانكليزية تسير وفق الاهداف التي تسمح بها الحكومة البريطانية لتلك الشركات اما الاستعمار الامريكي فأنه يخضع لمشيئة الشركات الاحتكارية الامريكية العملاقة التي كانت وراء جريمة الغزو فعلى سبيل المثال ان دك جيني صاحب شركة نفط و وشركة امنية تضم مقاتلين كما ان بوش الاب يمتلك شركات نفط وشركات صناعة اسلحة وكذلك رايز وغيرها اي ان هذه الشركات هي التي تسير سياسة الدولة
لذا نرى ان الامن القومي الامريكي مبني على محافظة مصالح الرأسمالية وضمان ذلك ببناء اقوى قوة عسكرية مع مشروع للسيطرة الكاملة على مصادر الطاقة للحصول على اعظم قوة اقتصادية وتهيئة الرأي العام الامريكي عن طريق الاعلام المتصهين لقبول كل برامج الحكومة الامريكية
الا ان كل احلامهم باءت بالفشل عندما انهار الاقتصاد الامريكي فصعب على الادارة الامريكية وضع الميزانية المالية للسنة القادمة وهذا هو السبب الرئيسي في دعوة الشلل الطائفية العراقية كما ستدعوا مسئولين في دول عربية نفطية اخرى
فماذا نتوقع ان يقول سيادة الرئيس الامريكي لهذه الشلل ؟ فهل سيقول لهم ان الولايات المتحدة ستتنازل عن حقها في النفط العراقي لصالح بناء العراق وازدهاره ورفاه شعبه ؟ اني اتوقع ان يقول لهم ولغيرهم ان عليكم جميعا المجيئ بكلما سرقتموه فكما ساعدناكم واوصلناكم لمراكزكم فعليكم الوقوف الان بجانبنا في ازمتنا فمنهم العاقل الذي سيقبل بذلك ومنهم الذي يرفض فتكون شرطة الانتربول في انتظاره وقد ظهر من السنين الماضية ان السيد نوري المالكي اكثرهم حلما وانه سيعطي حتى الخردة في الجيب الصغير من بنطلونه وسيبقى على مكانته العزيزة في البيت الابيض حتى وان طلب منه التنازل عن رئاسة الوزراء فربما يعوض برئاسة الجمهورية كما ستطلب الادارة الامريكية تخفيض رواتب جميع المسئولين الى الحدود المعقولة ورفع جميع الامتيازات عنهم بما فيها المخصصات العالية ووضع حد للسرقات التي انهكت حياة المواطن العراقي واستغلال كل هذه الاموال في تطور حياة المواطن
اي بمعنى اخر اذا شاهدنا اي تحسن في حياتنا هو نتيجة التقشف الذي سيفرض على المسئولين وليس على حساب ما تجنيه شركات الاحتلال من ارباح
كما اتوقع ان يكون هناك نوع من التحسن الامني وحد من تدخلات النظام الايراني في المجتمع العراقي
فكلما سيجري ليس لعيون العراقيين بل لمصلحة الامن القومي الامريكي ولتتفرغ الولايات المتحدة لحل اعظم مشكلة سياسية واجهتها منذ نشأتها حتى اليوم الا وهي المشكلة السورية اذ ان الولايات المتحدة تتخبط بين مصالحها مع اسرائيل ومع ايران ومع روسيا ولقد صعب عليها ايجاد القاسم المشرك بينها وبين هوءلاء وعندما استجارت بحكمة كيسنجر فأنه عقدها اكثر مما كانت عليه

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *