مبايعة السلطة .. نفاق الضعفاء !

مبايعة السلطة .. نفاق الضعفاء !
آخر تحديث:

 

 جلال النداوي

كثيرون من الشرفاء الملتزمين بمبدأهم وخطهم الوطني اعابوا على من جرفتهم ظروف الاحتلال الى هاوية لاتشرف تاريخهم وانتمائهم ، فاصطف بعضهم مع المحتل الامريكي وتعاون بعض اخر مع اجهزته ومؤسساته ، واخرين سحقوا انفسهم بانفسهم بانخراطهم في عمليته السياسية التي صنعها وزوق لها ..
كان ردنا في حينه على من يعيبون على هؤلاء ، ان نصبر عليهم ، فلربما يصحون بعد حين ، بعد ان هزتهم ” الصدمة والترويع ” وهو الشعار او الهدف الذي اطلقه الامريكان في حملة غزوهم للعراق .. وبالفعل فقد تراجع الكثير وعاد الى صوابه ، والله سبحانه خير من يغفر ويرحم .
وبعد ان مرت السنون والايام ، ظل منهم من ظل ، بل شهدت الفترات اللاحقة انخراط عدد ليس بالقليل من الاصدقاء وزملاء الدراسة والمهنة في متاهات “العهد الجديد” .. وكأنهم كانوا ينتظرون التغيير الذي حصل في البلاد !
تباهى بعضهم مفاخرا بنفسه ، واشاد اخرين بـ “التجربة الجديدة” بعد ان خلع ثوبه وارتدى ثوبا جديدا ، فاختار لقبا او مسمى غير الذي عرف به ، بأشارات اقل مايقال عنها ايغالا “طائفيا” ، مغازلا او متملقا للظواهر التي دخلت البلاد ..
واكثر من ذلك .. اتجه بعض اخر وبوقاحة لم نألفها ، بمهاجمة زملاءه او اصدقاءه ناشرا عنهم في مقالات او كتابات في صحف ومواقع الكترونية بعض من محطات حياتهم النقية ، محرفا ومتهما اياهم بقتل او ملاحقة الوطنيين من “المعارضة” في مرحلة الحكم السابق .. ونسي او تناسى انه كان جزءا من تلك الحقبة ، وهؤلاء ارادوا بذلك تبرئة ساحتهم من الماضي واعلان الولاء المطلق للزمن الطائفي الجديد ..
تسنى لي مرة ان اعاتب واحدا منهم ، بروح اخوية صافية ومذكرا له بحسنات نهل منها هو وعائلته وبمواقف اجتماعية شاركنا فيها بعضنا البعض فرحا وحزنا دون معرفة الانساب والطوائف والمذاهب ، ناصحا له ان لايركب الموجة الجديدة ، وان اسمه الذي حفر له على صفحات الجرائد مايزال عالقا في الاذهان ، فما كان منه الا ان يهاجمني بقسوة لم اعتدها منه من قبل .. وكأنه عدو حميم !!
تعمدت ان اطرق امر الذين انصرفوا الى مداهنة رهط السلطة الجديدة والتملق له ـ وهم كثر للاسف الشديد ـ حتى بات عدد منهم لايخجل من نشر صور بيعته على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ( الفيسبوك مثلا ) مع تعليقات يجاهر بها علنا .. لكني لم انسَ ان اذكٌر بأن صفحات بيضاء ناصعة يسجلها الزمن لاصدقاء وزملاء احبة بقوا يلزمون انفسهم بما امنوا به وثبتوا عليه بالرغم من المرارات التي اصابتهم وعائلاتهم الكريمة من الاحتلال الامريكي للعراق ومن السلطة التي خلفته من بعد ، فطوبا لهم ..

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *