متى يرجع العراق إلى ما كان عليه ؟!

متى يرجع العراق إلى ما كان عليه ؟!
آخر تحديث:

  احمد الملا 

لقد تفاعلت العديد من العوامل في العراق إفراز حالة غريبة ومزعجة من اللامبالاة وانعدام التفاعل مع الأحداث، تمخضت بشكل واضح بعدم وجود ردة الفعل عند الأفراد إزاء ما يحدث لغيرهم من إخوتهم في الوطن و الدين و المذهب, ومن هذه العوامل التي أفرزت لنا تلك الحالة هي الإبتعاد عن كتاب الله وسنته ومن يمثلها في الوقت الحاضر, الأجهزة القمعية للدولة وإستخدامها لغة العنف مع الناس خصوصاً في ما يتعلق بالمطالبة بالحقوق, تغييب القدوة الفعالة الصالحة وإنتشار القدوات الفاسدة الطالحة وعلى المستوى الديني والسياسي, عمل قادة المجتمع – دينياً وسياسياً – على كسب المصالح الشخصية الضيقة وهذه العوامل أنتجت اللامبالاة لتكون حالة إجتماعية سائدة, وأثرت في المجتمع العراقي وأثرت بأفراده فتحول كل فرد – إلا ما رحم ربي – في داخله إلى فرعون، إذا ما ساد القوم أو تولى منصباً شرفياً حاول بكل السبل قطع رقاب من حوله، والاستئثار بكل السلطات في يده لتعذيب من حوله وهذا الأمر نده واضحاً عند من إشتغل بالسياسة وعلى كافة المستويات السياسية كمناصب حكومية عالية أو مناصب بسيطة في الدولة.

الكل يريد ان يحقق أهدافه لكن ليس من خلاله وإنما من خلال غيره, وعلى سبيل المثال المطالبة بتحسين الواقع المرير الذي يعيشه الشعب وذلك من خلال التظاهرات, فتجد إن الأغلبية تتخذ جانب الصمت وعدم المشاركة في تلك التظاهرات التي مطالبها تحقق رغبات وأهداف ” الأغلبية الصامتة ” فهذه الأغلبية ترفع شعار ” ياروحي و يا جيبي ويا مصلحتي الشخصية ” وما يطمحون له فغيرهم من سيقوم به إن تحقق فبها وإن لم يتحقق فهم لم يمسسهم شيء !! وهذا هو عدم الشعور بالمسؤولية تجاه النفس وتجاه الآخرين, فتعاظمت حالة اللامبالاة في العراق بصورة مرضية، كما يقول المرجع الديني السيد الصرخي الحسني في المحاضرة العشرون من بحث (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) حيث قال…

{{… الآن تحصل السرقات ويحصل الفساد والانتهاك والاعتداء على الحرمات وعلى الناس وعلى الأراضي وعلى الزرع وعلى المياه وعلى الهواء، من الداخل ومن الخارج، من الدول والمنظمات ومن الأشخاص، وينتهي البلد ويفقر الناس وتفقر البلاد، وتدمر البلاد وتسبى العباد، وكل إنسان يقول: يا روحي يا نفسي يا جيبي، يا مصلحتي الخاصة، يا واجهتي، إلى أن وصل الحال إلى ما وصلنا إليه، فمن أين يأتي الفرج ومن أين يتحسن الحال ؟! وقد ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس، فمتى يرجع الناس إلى ما كانوا عليه ؟ إلى بعض ما كانوا عليه من الدين والإيمان والأخلاق ومن الرحمة والإنسانية ؟…}}.

وهذا الأمر إنعكس سلباً على الشعب نفسه قبل غيره, فصارت خيرات العراق وثرواته بين مسروقة ومسخرة لأشخاص وأحزاب وكتل سياسية وبين أجزاء منحت كهباة وهداية لدول إقليمية ومجاورة, هذا من جهة ون جهة أخرى أصبح الشعب مطحوناً في رحى الفساد حيث كثرة الرشا والسرقة بسبب البحث عن المصلحة الشخصية خصوصاً عند القيادات السياسية والدينية وعند الشعب عموماً, فالخلاصة التي نريد أن نصل إليها إن ما حصل وما يجري في العراق الآن من فقر وفاقة وجوع وقتل وتهجير وفساد أكل الأخضر واليابس سببه هو إبتعاد الناس عن الدين والإيمان وغياب الأخلاق والإنسانية وإنعدام الرحمة والتوادد فيما بينهم وتسليمهم زمام أمورهم بيد طبقة فاسدة مفسدة وتغييب القيادة الحقيقية الصالحة, وسيستمر هذا الحال إلا إن يعود الناس إلى ما تركوا, فبرجوعهم هذا سوف يعود وطنهم إلى ما كان عليه سابقاً بل وأفضل بكثير, وترجع تلك الأيام التي يحن لها الكثير من العراقيين ويعود العراق لمكان عليه وأفضل فيكون جمجمة العرب فعلاً ورمح الله في الأرض .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *