مستوى الجمال وتعدد الاشكال التجريدية

مستوى الجمال وتعدد الاشكال التجريدية
آخر تحديث:

خضير الزيدي 

كل ما حدث في الفن، تعجز اللغة عن إيضاحه، وكل محاولة لفتح منافذ رؤية الفنان،ستكون صعبة المنال دون مقومات ومعرفة مسبقة بتاريخه ونظام اشتغاله ،وأحسب أن خبرة الصديق الفنان محمد العامري تضعنا عند أدلة كثيرة مع الرسم وممارسة النقد معا.ولهذا لا نجد ثمة صعوبة تواجهنا في قراءة أعماله فهي حاضرة في ذاكرتنا جراء طاقتها التعبيرية ومحاولاته التقنية التي يفرضها في سطوح لوحاته ولكن الذي يهمنا من تركات تلك الأعمال ما تبديه من نزعة شكلية وما تتركه من آثار نفسية في وعي المتلقي وهما شرطان يبقيان الإيحاء قائما لتنتج لنا لوحاته سيلا من اللعبة البصرية في تصور اقرب للوجدان منه إلى عالم التجريد البحت وكأنه يضع لنا في موازاة بناء الفن رسالة إيمان تعكس ما يود بيانه وهو بالأخير انعكاس نفسي يتكرر في الألوان المبتهجة أو في تضادها التي تعمل عليه . ولكن بطاقة متكافئة وطريقة احتراف عالية ومع كل ذلك علينا أن نعي حقائق فن محمد العامري  فهي تروج للشكل دون حاجة للمدلول ..فأية نزعة بنائية تقصي المعنى لتتيح لنفسها كسب كل تلك المزايا ؟ 
التفكير بخطوة الفن 
في بدية الثمانينيات من القرن المنصرم وتحديدا عام 1983 كانت الخطوة الأولى لإقامة معرض فني  يجد فيه ذاته ويرسخ خطاً ذا نسق واضح في متعاليات الرسم ومع أن موجة تلك المرحلة (الثمانينيات ) بدت لنا صاخبة جراء الانفتاح على مدارس التعبيرية والتعبيرية التجريدية والموجات الأخرى إلا أن العامري وثّق صلاته الفنية ضمن حدود فن يحاكي الذات ليبعد لوحته عن أي غرض دعائي مما جعل لوحاته تجاري الانتماء لصوت جمالي خالص فكانت السمات البنائية تستثمر ما يريد أن يجعله محايدا بعيدا عن هشاشة من ركب مؤثرات الحداثة دون أن يعي خطورتها فعمل على الأخذ بوصايا أساتذته فأنجز منذ الثمانينيات ليومنا هذا العديد من المعارض جميعا تجتهد لبناء أسلوب يرسخ الشكل ويهتم به بنائيا بينما يترك للمعنى حرية  أن يذهب عميقا في ذات المتلقي ولهذا لن نجد صعوبة في قراءة لوحته ومعرفتها مما يميزها عن غيره (لوحة تجمع التضاد اللوني أو الانسجام في السطوح ) وهي  نتاج مخيلة تلتمس الشعر وتكتسب صياغة الإحساس بنمط له مرجعيته الحسية فمن يشاهد لوحاته يجدها تغرق في اثر نابض بالشعور الإنساني يدمج فيها عبر الخطوط والوحدات عوامل أساسية لمخاطبة ذهنية المتلقي وهذه الطريقة ليست مفارقة في أعماله إنما هي لمسات لخطاب صوري وأسلوبي معا فبواعث تجربة الرسم تتجه نحو التجريد إذ لا توجد علامة مبهمة ولا خطوط لم تستوفِ شرط تواجدها وليس أمام المتلقي أعمال مبالغ في رسمها ثمة تسامٍ واندماج بين منظومة الأشكال ورسالتها فكأننا نقرأ شعرا صوريا يلهب حماسنا البصري ولهذا أجد ترابطا لعلاقته كرسام وشاعر معا فما الذي تنتجه الأعمال من صدمة أو تشبث بموروثنا الإنساني ؟ 

طاقة الشعر في سطوح اللوحة 
لن تغيب آلية الاجتهاد في تحقيق الهدف المنشود وراء صناعة لوحة تحمل طابعا شعريا وهذا يجعل العامري غالبا ما يبتعد عن الانفعال في التعامل مع خطوطه وتكويناته وألوانه وفي موازاة تلك الطريقة نراه يبعد الشوائب عن السطوح التصويرية ويركز على تطوير بنية اللوحة في تركيب خالص بحيث نراه يزج كتلا لونية صارخة يتعذر علينا أن لا نجد لها أثرا وجدانيا فيمس العلاقة بين الشعر والرسم بما تفرضه مساحة اجتهاده وعليه نقرأ حركة اللون الداخلي وسريان مفعولها فينا واثر الخطوط أمامنا بما يجعل خطابه الصوري وكأنه رغبة لإحياء ما يجول في الشعر واستخراجه عبر الرسم وهذه الطريقة في جذب لمسات الشعر لمناطق التكوين الفني تكشف عن موهبة تجاري حقائق الفنان وستزداد ثباتا مع معارضه الأخيرة التي يسهم فيها لترسيخ أسلوب يجعل من اللوحة غطاء معرفيا لتوثيق الشعري مع الرسم ونعيد التذكير هنا في ما أنجزه قبل سنوات من معارض فنية كما حدث  (( في العام 1992 المركز الثقافي  الملكي . 
وأيضا مع الشاعر قاسم حداد غاليري الاورفلي  (2005) وتلاقيات مع الشاعر محمد القيسي غاليري الارورفلي 2001 وجاز صحراوي( الشاعر امجد ناصر )(Book art) كأنه ليل للشاعر الأردني طاهر رياض لا راحل يهتدي بالنجوم للشاعر الأردني امجد ناصر التفكير باليدين .ملاحة بصرية ورق يدوي ونباتات .
التفكير عبر الكولاج – مسارات اليد تجليات البصيرة ))فلو لم تكن طاقة الشعري مؤثرة في ذاته ووجدانه الفني لما تم التوظيف وهي آثار حيوية تصعّد من الحسيات وتعيد ملامح التعبير الوجداني بحمولات ودلائل تغمرنا بالبهجة ولقد كانت لحصيلة ذلك الانسجام أن تشير لوحاته إلى تحول بنائي مثمر ومثالية تقف في لحظة احتجاج ضد اللاشعر واللافن.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *