الذائقة الغنائية بين إيقاع متسارع وآخر تأملي

الذائقة الغنائية بين إيقاع متسارع وآخر تأملي
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة أخبار العراق- وزعت الذائقة الغنائية، برأي الإعلامية سناء النقاش، بين إيقاع متسارع، وآخر تأملي، كل منهما يعبر عـن معطيات زمنه، مؤطـرا البنـية الاجتماعية، والفئـة العمريـة، التي يمثلها. “فالشباب يجرون وراء الغناء السريع، بينمـا البعض يصغون للغناء التطريبي” مشيرة الى مشتركـات، مثـل فيروز التـي تلتقي عنها الاذواق كافة.. وقال الزميل ثائر القيسي، مـن إعلام دائرة السينمـا والمسرح: “تتمفصل الذائقـة الغنائيـة، مع المرحلة العمرية، وتلـك متأتية من مـباعـث نفسية وربما حيويـة،  فكبار السن يميلون للهـدوء وتتصاعـد وتيرة التـذوق وفقا للاستـعداد البدنـي”.نسبية الجمال القاص عامر حمزة، قال: “لكل عمر وانحدار اجتماعي تكوينه الذي يفرض نمط الغناء الذي يهواه، فيما قال الشاعر عامرعاصي: “الجمال نسبي، بالقياس الى عموم المجتمع وقياسا بالفرد في كل مرحلة سنية، في حياته، لذا ما لا يطيقه في زمن ما يقبل عليه، بشغف في زمن تال، وهكذا يتغير الانسان باستمرار”.الفنان طه وهيب، استشهد بفن النحت الذي يحترفه، قائلا: “قبل ان اتحدث عن الغناء، أقول بانني على طول مراحل فني التشكيلي تنقلت بين مدارس واساليب عمل، في انجاز منحوتاتي، الى حد أولى نتاجاتي لا تشبه آخرها، وكأن شخصا غيري اشتغلها، ولـو عـدنا للبحث النفسي الدقيق، ففعلا تجدنـي في بداياتي، غيري الآن وانـا في هذه المرحلة، وهـذا يشمل درجة تلقـي الاغاني في حياتي، فما كنت انشد اليه ويشجيني لم يعد كذلك، وما كنت اسمعه صغيرا، اجدني قد كبرت عليه”.حقائق بحثية الباحثة سعاد حسين قالت: “أملت علينا الدراسات الميدانية ان الانسان كائن يجمع النقائض؛ لذا في كل مرحلة تطفق حقيقة على حساب اخـرى تنطمس، مـا يعني انهـمـا كلاهما موجـودتان لكن تتجلى الاولـى فتغيـب الاخريات” مطبقـة على الغناء: “مـن يحـب المقـام البغـدادي، تجد فـي اعماقـه مطربـا ريفيـا كامنـا، بعـد تشبع عقـله الواعي بالمقامـات، تأتي الفرصـة للريفـي، وهكــذا مـن يطـرب لأم كلثـوم، ينطمـر غنـاء مصري شعبـي. كأننـي بمحمد عدوية يخبئ رأسه بانتظار ان يسأم المرء مـن تكـرار سيدة الغنـاء العربي؛ كـي يظهر للسطح”. الباحث الموسيقي د. حبيب ظاهر العباس، قال: “لا نتحرج كموسيقيين مـن تناقض الذائقة، في مرحلـة عمرية واحدة، وليس فـي مراحـل متلاحقة فـقط” موضحا: “أحيانـا يستنكر الناس مــن شخص عهـدوه محبـا للغـناء الغربي، وإذا بـه يتراقـص على أغنـية شرقية؛ فيتهمونـه بتناقض الـذوق وهجنـة البنـاء النفسـي، والحقيـقـة هـي ليس فيـه اي تناقض، انمـا كلاهما.الغربي والشرقي متسقان، فالفطـرة  الشرقية تملـي عليـه ام كلثـوم وناظـم الغزالي وكاظم الساهر، لكن الاخـتلاط والتفاعـل الثقافي، ينبهـه الى مكامن جمال فـي غنـاء غربـي او سواه” مستخلصا: “انهـا ليسـت تناقضـات، انمـا ذوق يسير وفـق تـواز إنسانـي محسوب نفسيا، وهـذا مـا يجعل المشاعر تخـضـع لتحـولات مـع مـرور السنين”. 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *