موجة عشق..

موجة عشق..
آخر تحديث:

ايمان الشمري

ان يتكلم الآخرون عني ويصورن حياتي كما يشاؤون .ليس كما ارويها أنا . ستدركون حينها أن في هذه الحياة رغبات مجنونة لا تستحق المجازفة. هي رغبةٌ للبوح عن أولِ لحظة تكوين لي وإدراجي على لائحةِ الوجود المليء بالأسرارِ والغموض.في نهارٍ مرتفع الرطوبة واحتدام سمائه الرحبة بديمٍ متقطعة. تدافعتُ برحم احدى تلك الغيمات. كرذاذ ثلجي لم يعرف معنى المطر. ولا يبالي بفكرة الهطول. فقط صعدت مع ابخرة العالم المجنون الى أول غيمة احتضنتني ,كانت شفافة ومتسامحة أكثر من العالم السفلي الذي غادرته ,ذلك العالم الممزوج بخطيئة آدم واغراء حواء ,كانت الطيور تمر من خلالها بينما تواصل سيرها الرتيب حاملة على أكتافها عبئي واجزائي المتناثرة حتى اودعتني ساحل البحر. مطرا غزيرا عذباً, لا أدري لماذا كان الساحل آخر محطاتها معي .لتذرفني في لجج البحر المالحة.بينما كان بمقدورها أن تفيض بي على ساحل جبل فأروي عطش أزهاره او أستقر في وديانه فأولد نبع صافي تشرب منه طيور الحب وعاملات العسل.لكنها ولدتني موجة, امتص عذوبتي البحر منذ اول لحظة مُزجت معه فيها بكل ضمئه وأغواني بزرقته واتساعه.للبحر قانون آخر كي تحافظ على ديمومتك يجب عليك الانحدار ومجابهة التيار والاتجاه عاليا . ارتفعي واحذري سحر البحر .صاحت موجة خلفي ثم اختفت, تلتها صيحات من اخريات. الخطر بانتظارك ثم ابتعدن عني.الخطر الوحيد الذي اخشاه هو ان اظل هائمة في ظلمة الاعماق دون جدوى يبدو أن الموج لاحظ عشقي وانحداري خلف زرقته وصوته العازف للحياة سحرني كما سحر كل الكائنات الهائمة في اعماقه التي تشتد ظلمة كلما اتجهت الى الاسفل . تجاهلت الموج وواصلت عومي الذي يشبه الغرق مُنساقة الى قدري موهومة بأني أملك روح المغامرة .رشقتني موجة , تناثرت حولي محاولة تحذيري من الانجراف لكن من يهوى البحر يبحث عن شطآنه , تخيلت ان قلبه عند شريط الحصى الممتد حيث يرقد رمل ابيض بضيائه النقية لمحت عن بُعد الأمواج وهي تسبقني لتقبل جسد الساحل وتذوب هناك بين ذراعيه . همت في بحري العميق مغرورة جدا كأني الموجة العذبة الوحيدة.صاحت موجة تراجعي ,لكني لم آبه لكل تحذيراتها, فحبيبي يُقبل سيقان الجميلات عند الضفة , انحدرت بشدة وصحتُ ببحري أعشقُك, أنا آتية ,لم يفصلني عنك سوى موجات ضئيلة متلاطمة , عزفت سمفونية مَوجية متناثرة تتراقص لها عرائس البحر , وعندما وصلت الساحل ,رأيت الموج يتراجع ويختفي ولا يوجد سوى كتل صخرية امامي ,ارتطمت بشدة تناثرت فوق الماء ,وبسرعة مذهلة تلاشى وجودي وخبا غروري واندثر عشقي. والبحر لم يزل مغرياً من خلفي لتسبح فيه آلاف الموجات.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *