نقاد المنصة

نقاد المنصة
آخر تحديث:

د. حسين القاصد
 ظاهرة انتشرت بعد استسهال ممارسة النقد الادبي، وانتشارها صار مريبا وفيه من الخطر على سمعة النقد والادب في العراق ، ولقد مارس هذا الاستسهال نوعان من نقاد المنصة وهما بين اكاديمي لايملك سوى اطروحته او رسالة الماجستير لكنه نسي انها بحث وليس كتابا نقديا ، والبحث شيء والنقد شيء آخر.كما ان الدكتور علي جواد الطاهر – رحمه الله – يقول ان النقد هو جهد صحفي وليس اكاديميا، ذلك لأن الاكاديمي تفكيره بطيء جدا ما لم يمارس النقد الادبي خارج الدرس الجامعي، أما النوع الاخر من نقاد المنصة فهو ما نستطيع ان نسميهم نقاد السهو، وهؤلاء استغلوا الفراغ الذي هيمن على المشهد النقدي في العراق ، لاسيما في المهرجانات او الجلسات الاسبوعية في اتحاد الادباء وعشرات المنتديات التي انتشرت مؤخرا في بغداد وحدها ناهيك عن المحافظات.فاذا كانت صناعة ادباء السهو تتم في هذه المنتديات لاسيما ان كل منتدى متفق مع قناة فضائية او صحيفة لتغطية نشاطه ، فإن لكل منتدى ناقداً ثابتاً يتولى صناعة السهو ، وعملية النقد تكون ارتجالية دون اسس علمية او ربما دون اطلاع على المادة الادبية المنقودة ، وبهذه الصورة يخرج من اية قاعة من قاعات هذه المنتديات اسم جديد يسبقه كلمة المبدع او المبدعة مع صورة على المنصة ويظهر بجواره الناقد الثابت او المتكفل بعملية النقد الاسبوعية في هذا المنتدى ، ولقد حدث هذا ليس في منتديات السهو فقط ، انما في جلسات رسمية في اكبر المهرجانات في العراق؛ فبعد ان يتكرر اسم الشخص الذي صار ناقدا ويتكرر ظهوره في القنوات الفضائية يبدأ بالمطالبة بدعوات للمهرجانات وبسبب الفراغ النقدي سرعان مايلمع نجمه ويشار اليه بالبنان مع انه لايقرأ ولا يكتب كما هو الحال مع اغلبهم ؛ ولعلك تسألني عن سبب الفراغ النقدي الذي قد تراه تجنيا مني واساءة للمشهد النقدي ، فأقول لك ان اشهر المهرجانات في العراق هو مهرجان المربد ، وفي كل مربد محور نقدي ، لكن الجلسات النقدية (النيئة) لايحضرها حتى النقاد ، فبعد ان ينهي احدهم مقالته يترك القاعة وكأنه في مطعم وعليه مغادرة المكان بعد الانتهاء مما لديه.وقد تقول لي لايحدث هذا في كل الجلسات ، فاقول لك لو اكتظت كل الجلسات بالجمهور ستبقى هذه العملية اشبه بالارتجال، فنقد المنصة نقد شفاهي حتى وان كان مكتوبا ببعض الاوراق التي ترمى بعد المهرجان وتنسى ولايتذكرها غير الناقد المبدع الذي اعتلى المنصة ؛ ما اريد ان اقوله ان المهرجانات كانت سابقا توثق الشعر او الجنس الادبي الذي تحتفي به وتوثق جلساته النقدية في كتاب خاص بالمهرجان ، ومازلنا نحتفظ بمقالات نقدية وجدل نقدي عظيم في كتب خاصة في المربد ايام السبعينيات ، لكنها اختفت، وصار النقد اسهل من الشعر الذي اصبحت معاييره فيسبوكية وقيمته بعدد اللايكات !

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *