نواب يحتقرون الشعب

نواب يحتقرون الشعب
آخر تحديث:

بقلم: علي حسين

يملأ السياسيون حياتنا بالأكاذيب وبيانات التهريج، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لإنتخاب ” من يمثله طائفياً، لاوطنياً. وبكل صلافة يتحول الكثير منهم إلى محللين اقتصاديين وخبراء في شؤون الطاقة الذرية، وأحيانا فقهاء في لباس المرأة ومكياجها الكثير من هؤلاء يضحكون علينا في مواقف غير مضحكة، من عيّنة ما أخبرنا به الناطق الرسمي لائتلاف إرادة، إن:” حركة إرادة تملك إرادة الحركة نحو الحقوق والدفاع عن الثروات الوطنية وتنمية البلد الذي خربهُ التكالب والصنمية “.

إذن علينا أن نصدّق شعار تيار الحكمة ” تمكين العقول “، والدليل الذي يثبت صدق نوايا السياسيين تجاه الشعب، هو القرار التاريخي الذي اتخذه مجلس النواب بتأسيس اتحاد يَضُمْ اعضاء مجلس الحكم والجمعية الوطنية والدورات النيابية اللاحقة،، مهمته الدفاع عن امتيازات النواب المتقاعدين وحقوقهم المالية، وهذا القانون هو الوحيد الذي اتفقت عليه جميع الكتل السياسية.

تحولت الانتخابات في هذه البلاد من منافسة على العمل الخدمي الى صراع على البقاء. وبدل ان تقرر مثل هذه الانتخابات مدى تطور ثقافة الحكم وقدرة المواطن على الإختيار، فانها ستقرر مدى إستمرار زعامة نوري المالكي عند الشيعة ، ومدى اهمية أسامة النجيفي في المناطق السنية .

لا نعرف ان كان السياسيون مضحكين ام لا. لكن الأكيد ان هذا التهافت للحصول على كرسي البرلمان ، لا علاقة له بالديمقراطية ، ولا بأهم ما فيها، اي العمل من اجل خدمة المواطن.

للاسف اليوم معظم الذين يجلسون على كراسي مجلس النواب، ينظرون إلى الشعب، كمجموعة من التابعين، أنت مواطن صالح، ما دمت تهتف للطائفة وتنتخب ” عقال الرأس “، وتمنح صوتك لمثيري الطائفية، وتهتف بإسمهم طوال الوقت، وتبتلع خطبهم الملوثة بالجهل والكراهية. لم يكن أحد يتخيّل أن يخرج نائب مثل موفق الربيعي يهدد العراقيين إنْ هم امتنعوا عن الذهاب الى صناديق الإنتخابات، هل توقع العراقي يوماً أن يقطع رزقه بأوامر حكومية، لأنه لايريد اصدار هوية الناخب.

في كل دول العالم، الموقف من الإنتخابات حق للشعوب، تكفله الدساتير والقوانين، من دون أن يُهان المقاطعون، فالتصويت في الإنتخابات حق للمواطن، وليس وظيفة يؤديها. وبالتالي، لا إجبار عليه في ممارسة هذا الحق، أو الامتناع، إن رأى ذلك، إلا في هذه البلاد، يجد مقاطِع الانتخابات نفسه محاصراً بالفتاوى وخطب التخوين.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *