وختامها لجنة تحقيقية

وختامها لجنة تحقيقية
آخر تحديث:

بقلم:ثامر الحجامي

آلاف من العناصر الأمنية التي تقف عن مداخل المدن، لديها سيطرات للتفتيش، يطول فيها الإنتظار لساعات، من أجل أن يأمر رجل الأمن بالمرور بعد التفتيش الدقيق أحيانا !، وأحيانا كثيرة تجد الأمر مجرد تعطيل لك ولآلاف غيرك.

شرطة محلية وأخرى إتحادية، جيش وقيادة عمليات، فرق التدخل السريع ومكافحة الإرهاب، مكافحة الشغب وحماية المنشآت، الأمن الوطني والاستخبارات، حمايات الشخصيات والشركات الأمنية، آلاف الكاميرات والسيطرات التي تقطع الطرق الرئيسية، وزارات أمنية لها الحصة الأكبر من موازنة البلاد، حتى إنها تعتبر من الوزارات السيادية، التي تتقاتل عليها الأحزاب للظفر بها، والتنعم بخيراتها وعقودها الكبيرة، وليس من أجل حماية المواطن.

قتل البشر أصبح أسهل من قتل دجاجة، والدماء أصبحت تسيل في الشوارع، كأنك في مجزرة للحيوانات، ولم يعد أحد يأمن على نفسه بالخروج وحيدا، في شوارع أصبحت أشبه بغابة لا تعلم متى تهاجمك الذئاب، فقد غاب القانون وأصبح كل من هب ودب يفسر الأمور على هواه، وعاثت مافيات الفساد والإجرام، تتاجر في أرواح المواطنين وممتلكاتهم.

حوادث أمنية وإغتيالات حدثت في بغداد، ، وباقي مدن العراق، تعبر عن هالة الموت والرعب التي تخيم عليها، حيث سيطر عليها السلاح والخوف بعد أن غاب القانون، وحماته يضعون رؤوسهم في الرمال، ووزارته نائمة في العسل، فصارت تزهق الأرواح لأتفه الأسباب، وتسرق الممتلكات بدون رادع، فيكفي أن تكون مختلفا تأتيك رصاصة في الرأس، أو تخرج على الأعراف والتقاليد الإجتماعية المعروفة، فهو سبب كاف لهدر دمك.

الكثير من التفجيرات الإرهابية والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة، أخذت أرواح الآلاف من المواطنين الأبرياء، مئات من الصراعات العشائرية في قلب العاصمة بغداد وبقية المدن العراقية، إستمرت أيام وأستخدم فيها أغلب الأسلحة، والقوات الأمنية تكتفي بنقل الجرحى من الطرفين، عشرات الإغتيالات بالأسلحة الكاتمة، والسطو على محلات الصاغة والصيرفة، إنتهت بتشكيل لجان تحقيقية لم تعلن نتائجها الى هذا اليوم، فهذا يعني أن القضية دفنت، كما دفن أهلها.

أنقذونا من اللجان التحقيقية التي لا تحقق، تخلصوا من الروتين والبيروقراطية في التعامل مع أمن المواطنين، أسعوا الى تطبيق القانون على الجميع دون إستثناء لأحد، إحصروا السلاح بيد الدولة ولا تجعلوه يباع في الشوارع كأنه لعب أطفال، إجعلونا نحلم أحلاما ورديا بدلا من كوابيس الرعب.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *