وهكذا نمرر رغباتنا الجنسية

وهكذا نمرر رغباتنا الجنسية
آخر تحديث:

 

هادي جلو مرعي

الطبيعة ترفض التعاطي مع السلوك المنحرف للأفراد والمجموعات البشرية التي تتصرف على هواها وتخالف أحكام الله في علاقة فيزيائية. في الغرب تمطر السماء كثيرا، وتورق الأشجار والأرض والجبال الشاهقة مخضرة على الدوام، أو مكسوة بالثلوج، ويقولون عندنا، إن الغربيين فاسدون فهم يمارسون الجنس بطريقة تتمرد على القانون ولايهتمون كثيرا للروابط الأسرية فكيف تنزل عليهم النعم؟، ثم يقولون، لو فرضنا إن هذه النعم تنزل بطريقة منظمة ولاتنقطع فهذا يعود لأن الرب يريد توفيرها لهم في الدنيا لكي لايكون لهم نصيب منها في الآخرة، ولايحتجون على الله بشئ في المحشر الأكبر والقيامة الكبرى.

 

يبدو إن الغربيين يتنعمون لأنهم يمسكون بتلابيب القانون، ولايتركونه في الصغيرة والكبيرة، ولم يستثنوا أحدا من سياسييهم وكبار فنانيهم وأبناء مجتمعاتهم سواء أكانوا مواطنين عاديين، أو مسؤولين كبارا، الجميع تحت ظل القانون يلتزمون به (غصبا عنهم وعن إلي خلفوهم) .

 

الجنس إذن ليس مشكلة فنحن المسلمين نشرع كيف نشاء لنمرر رغباتنا الجنسية، ونستهلك القوانين الشرعية كما نستهلك سندويشات الفلافل والهمبرغر وبقية الأكلات السريعة، ثم نشرب الكوكا كولا التي ندعي إنها غنية بالكحول، وهي محرمة لكننا نشربها في لحظة تجاهل وتغافل مقصودة وملعوبة. نفعل مانشاء ونبرر بطرق شتى سوقية ومبتذلة ونحاسب الذين يخطئون في العلن، لكننا نفعل مانريد في السر. ونضحك في السر.

 

الجنس لايصلح كمبرر لنعلن فساد الغرب. الفساد الأكبر هو سرقة المال العام وإستغلال السلطة، وهو أن تستخدم النساء للإستمتاع بهن بطرق غير أخلاقية ولا قانونية، ثم تهاجم غيرك وتدعي إنك شخص سوي، في الغرب يمارسون علاقاتهم الجنسية بطرق قانونية حتى خارج إطار الشريعة فلديهم قوانينهم التي تحفظ بعض التماسك، لكنهم نجحوا في السياسة والإقتصاد والعمل والصناعات المتقدمة، بينما نفشل في كل ذلك ونتحرك في طرق أخرى غير معبدة على الإطلاق، ونجحوا الى حد بعيد في مواجهة الفساد وتحجيمه والقضاء عليه في أحيان بل إنهم يخيفون بعضهم البعض ويمنعون الذين يتجاوزون ويحاسبونهم ويضعونهم في السجن. عندنا أول من يفلت من العقاب هو الحرامي والسارق، بينما نلاحق البسطاء بقوانين ماأنزل الله بها من سلطان. نطالب الفقراء بالتقشف حين تكبر أزماتنا الإقتصادية، ويسرف السياسيون في مصروفاتهم، ويسرقون ماتصل إليه الأيدي بلا تردد.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *