٣٢ مليون دولار لكل مواطن عراقي

 بقلم:عمــر المنــصوري

ميزانيات انفجارية وبيوت الناس هاوية، بكاء على ” الحُسين ” في قصور فرعون، واحفاد ” علي ” من الصخر يلوكون . ملايين تزحفُ إلى كربلاء تأبيناً لسيد الشهداء، ومعدل الفقر في العراق بلغ عنان السماء .

سكان البصرة لا يعرفون من النفط سوى رائحته، وتطفو ٩٠ بالمائة من مساحتها فوق بحر من النفط . براثن الفقر والبطالة والمخدرات وقتال العشائر تغمر منازل الفيحاء، فيما تنتعش احزاب السلطة بنعيم الذهب الاسود .

النفط يقبع تحت أقدام العراقيين، بينما تعج شوارع بغداد بعربات ” الحمير ” التي يجرها خريجي الجامعات . خمس سكان العراق تحت خط الفقر وميزانيات الدولة تملأ جيوب الاحزاب الاسلامية .

اذا جمعنا ميزانيات العراق منذ 2003 ستكون على النحو التالي :  في سـنة 2003 بلغت 14 مليار دولار، وفي سـنة 2004 بلغت 18 مليار دولار، وفي سـنة 2005 بلغت 26 مليار دولار، وفي سـنة 2006 بلغت 34 مليار دولار، في سـنة 2007 بلغت 42 مليار دولار، وفي سـنة 2008 بلغت 80 مليار دولار، وفي سـنة 2009 بلغت موازنة العراق 74 مليار دولار ، وفي 2010 بلغت 75 مليار دولار ، وسنة 2011 بلغت 84 مليار دولار، وفي 2012 بلغت 101 مليار دولار، وفي سـنة 2013 بلغت 126 مليار دولار ، وفي سـنة 2014 بلغت 134 مليار دولار، وفي سـنة 2015 لا توجد موازنة [ راحت بطن نوري المالكي ] وسنة 2016 (في ظل التقشف) بلغت نحو 90 مليار دولار، اما سـنة 2017 فقد بلغت نحو 68 مليار دولار.

والآن نأتي إلى [ الحاسبة الالكترونية واليدوية وحتى حساب العرب ] فأن مجموع هذه الموازنات بلغت 960 مليار دولار أمريكي على مدى 14 سنة من القهر والسخط، واذا قدرنا عدد سكان العراق بـنحو 30 مليون نسمة فان حصة الفرد الواحد ستكون 32 مليون دولار أمريكي لا غير [ واقبض حسابك من دبش ] .

لماذا لا نسأل الحكومة العراقية أين اموالنا ؟ هل الحكومة معنية برواتب موظفي الدولة ؟ وماذا عن ستة ملايين “طفل يتيم” في العراق بما يعادل خمسة بالمئة من ايتام العالم ؟ وماذا عن الارامل فقد بلغن 2 مليون أرملة بحسب وزارة تخطيط العبادي ؟ أين هي الجامعات الرصينة ؟ وأين هي المستشفيات ؟ بل لماذا لا نسأل العبادي عن 30 ألف طبيب هاجروا من العراق بسبب الاغتيالات والتهديدات ؟