کلمة الفصل لميليشيات النظام الايراني

کلمة الفصل لميليشيات النظام الايراني
آخر تحديث:

بقلم:مثنى الجادرجي

لايبدو أن الدور والتأثير الکبير الذي تلعبه ميليشيات الحشد الشعبي وبشکل خاص تلك التابعة للنظام الايراني والمسيرة والموجهة من قبله، يمکن أن يوازيه أي دور أو تأثير آخر داخل العراق، وقد أثبتت الاحداث التطورات التي جرت خلال ولاية حيدر العبادي ذلك بوضوح ونفس الشئ مستمر خلال عهد خليفته عادل عبدالمهدي ولاسيما بعد أن صارت لهذه الميليشيات ممثلين وقوة ضاغطة في مجلس النواب العراقي وهي ظاهرة ملفتة للنظر بأن يتم شرعة وتقنين الميليشيات المسلحة التي تعتبر ماتقوله وتراه فوق القوانين وإيصال ممثلين عنها لمجلس النواب.

التصريحات الاخيرة للرئيس العراقي والتي قال فيها بأنه لايرى أي معارضة جادة لوجود القوات الامريکية في العراق. جاء الرد سريعا وفيه الکثير من التعنيف ضد الرئيس العراقي عندما إنتقدت کتلة”صادقون” في مجلس النواب العراقي والتي تمثل ميليشيا”عصائب أهل الحق” يوم الاثنين الماضي تلك التصريحات وقال النائب عن الکتلة حسن سالم في تصريح مکتوب وزعه على وسائل الاعلام إنه”لا يحق لأحد ان يصادر رأي الشعب العراقي وان البرلمان العراقي هو صاحب الكلمة الفصل في قرار بقاء القوات الاجنبية من عدمها كونه الممثل للشعب العراقي ولاسيما ان “الفتح” و”سائرون” متفقان على اخراج القوات الاجنبية من الاراضي العراقية وتصريح برهم صالح ببقاء القوات الامريكية مرفوض”، وبطبيعة الحال فإن هذا الموقف وإن کان هناك سعي لإظهاره في ثوب وحلة قانونية، لکنه مع ذلك يمثل ويعبر أولا وأخيرا عن رأي ميليشيات مسلحة تابعة لفيلق القدس الارهابي ولذلك فإن هذا الرأي هو رأي مشبوه لايمکن أبدا أن يعبر عن إرادة الشعب العراقي.

الحقيقة التي ليس هناك من أي إختلاف عليها هي إن الرأي والکلمة الفصل ستبقى لهذه الميليشيات طالما بقيت على وضعها ودورها الحالي ولم يتم إتخاذ الاجراءات المناسبة بحلها أو قطع علاقاتها وإرتباطاتها مع الحرس الثوري، إذ أن هکذا وضعية لو بقيت حالها، أي ميليشيات مسلحة مدعومة بنفوذ دولة أخرى ولها شرعية وتمثيل في برلمان ذلك البلد، فإن ذلك يعني دولة داخل دولة بل وحتى يمکن وصفها بالدولة العميقة لکونها هي التي تسير الامور ولها الکلمة الفصل والقرار الاخير.

ضرورة إنهاء الدور والنفوذ الايراني في بلدان المنطقة عموما وفي العراق خصوصا مع حتمية قطع أذرع النظام الايراني في بلدان المنطقة من خلال حل هذه الميليشيات، مطلب حيوي من أجل ضمان أوضاع صحية آمنة تهيأ الاجواء المناسبة لأمن وإستقرار حقيقيين، وهذا المطلب الذي طالبت به زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي وشددت عليه، فإنه لايوجد من بإمکانه إنکار ذلك اللهم سوى التابعين للنظام الايراني أو المنخدعين به.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *