2015.. الثقافة أبرز ضحايا الأزمة المالية

2015.. الثقافة أبرز ضحايا الأزمة المالية
آخر تحديث:

 

 بغداد/شبكة اخبار العراق- يؤشّر متابعون للمشهد الثقافي «يباساً» واضح المعالم بالنسبة للجوائز والمشاركات الثقافية العراقية في الخارج للعام 2015.. عموماً لم تحقق الثقافة العراقيّة نقلة «نوعية»، وجميع المتابعين عزوا ذلك الى تأثر الثقافة، كحال بقية القطاعات، بالأزمة المالية وسياسة التقشف التي عصفت بالبلاد، وهذا ما يؤكده مراراً وزير الثقافة فرياد رواندزي خلال حديثه لوسائل الاعلام.روائياً حصل الروائي أحمد السعد على جائزة الإبداع العراقية عن روايته «وهن الحكايات»، فيما حصل الكاتب علي عدنان آل طعمة على الجائزة الثالثة في مسابقة الشارقة عن مسرحيته «يوسف ملك إسبانيا».لكن وزارة الثقافة، وللمرة الأولى، أطلقت جائزة رسمية وهي «جائزة الابداع العراقي»، وكانت الجائزة قد خصّصت في دورتها الأولى للحقول المعرفية والإبداعية الآتية: السرد، النقد الأدبي والتطبيقي، حقل التشكيل/ الرسم، حقل المسرح/ الإخراج المسرحي، العلوم الإنسانية/ علم الاجتماع. واشترطت اللجنة أن يكون المرشح للجائزة عراقياً، وألا يكون العمل المقدّم قد نال جائزة سابقة من أي جهة، فالجائزة تمنح لعمل أصيل ومبتكر أو مجمل أعمال المبدع. وخصصت الوزارة جائزة نقدية مقدارها (5000) خمسة آلاف دولار لكلّ فائز مع نحت تجريدي من مادة البرونز وشهادة تقديرية.وشهد العام 2015 اختيار العاصمة بغداد مدينة للإبداع الأدبي ضمن شبكة المدن الإبداعية لليونسكو أثر ترشيحها من بين 47 مدينة من 33 دولة كأعضاء جدد مثلت مختلف الحقول الابداعية.وقد جاء هذا الترشيح لما تمتلكه بغداد من إرث حضاري وثقافي وامتلاكها علاقات متميزة مع المحيط الخارجي الثقافي. وقد أشار بيان اليونسكو إلى أن وزارة الثقافة عملت بالتنسيق مع منظمات مجتمع مدني وجمعية المترجمين وعدد من الأدباء لإعداد ملف خاص بترشيح العاصمة بغداد كأول مدينة عربية للانضمام إلى شبكة المدن الإبداعية التابعة لليونسكو، لاسيما أن عضوية المدن للشبكة كان حكراً على الدول الأجنبية فقط.هذا الحدث أعطى نكهة خاصة للثقافة في بغداد تحديداً، فقد أقام عدد من المنظمات والمؤسسات الثقافية فعاليات احتفاءً بهذا الاختيار، ومن ثمَّ استعداداً لفعاليات أخرى بعد التتويج العام المقبل.في 2015 أيضاً اختارت الأمم المتحدة نصب كهرمانة كمعلم حضاري عالمي خلال احتفالها بالذكرى السبعين لتأسيسها.وجاء اختيار الأمم المتحدة لنصب كهرمانة، وقصتها في إحراق أربعين لصاً في زيتها الحار، إلى جانب 165 معلماً حضارياً لأكثر من 45 دولة حول العالم.ويعدّ نصب كهرمانة في وسط بغداد من أهم المعالم الحضارية في العراق، واكتسب النصب صيتاً وشهرة واسعة، ويمثل نصب كهرمانة للفنان الراحل النحات محمد غني حكمت تحفة فنية وجمالية وذائقة إبداعية تحكي قصص ألف ليلة وليلة التي عرّفت عن بغداد في العصر العباسي.إنّ اختيار نصب كهرمانة وحكاية ألف ليلة وليلة يمثل بعداً ثقافياً وحضارياً، ويعدّ من الأهمية لما للعاصمة بغداد من دور في شيوع ثقافة التسامح والسلام على مرّ العصور.في البصرة، كان هناك حدث مهم، تمثّل بافتتاح شارع الفراهيدي في المحافظة، على غرار شارع المتنبي ببغداد الذي استمرّ متوهّجاً بروّاده.شهد العام 2015 إطلاق الكثير من الشائعات «الثقافيّة»، في مقدمتها شائعتا هدم تمثال «أبو نواس» ونصب الشهيد، بينما بيّنت الأحداث ألا وجود لذلك على أرض الواقع. ونجحت المجموعة الوطنية للسياسات الثقافيّة في العراق في عقد «مؤتمر إدارة الثقافة في زمن الطوارئ» الذي خرج بتوصيات ومقرّرات تتعلّق بمراجعة التشريعات الثقافيّة والبحث في دعم القطاع الخاص للشأن الثقافيّ.منحت «منظّمة البصرة للثقافة» القاص محمّد خضير «القلادة الذهبيّة»، تكريماً لنتاجه الأدبيّ وريادته في القصة العراقيّة تحديداً، وذلك في حفلة كبيرة حضرته نخب وأسماء ثقافيّة وفنيّة بارزة. كما أعيد في هذا العام افتتاح «قاعة كولبنكيان للفنّ الحديث»، وقد أزيح عند مدخلها الستار عن تمثال للفنّان الراحل جواد سليم.أول الراحلين هو القاص محسن الخفاجي، وهو قاص وروائي ومترجم من الناصرية يكتب الأدب القصصي منذ العام 1967 وحصلت أعماله على تقدير نقدي كبير منذ الستينيات، ويؤكد العديد من الأدباء أنه كتب القصة والرواية في سن مبكرة، فاحتل بجدارة الصف الأول، وأصبح واحداً من الذين يشار إليهم بالبنان.الرحيل الآخر كان لأشهر معماريّي العراق عبر التاريخ، وهو الفنان والمهندس محمد مكية الذي رحل عن عمر تجاوز المئة عام في لندن، أنجز في حياته أعمالاً معمارية لا يمكن أن يتجاوزها الزمن، فمن أولها جامع الخلفاء في شارع الجمهورية في بغداد، الذي يعد تحفة معمارية أعادت بغداد لزمن كانت قد فارقته منذ مئات السنين، فضلاً عن تصميمه لجامعة الكوفة (1969) إلا أن نظام البعث حال دون تنفيذ هذا المشروع الكبير الذي استعد له مادياً ومعنوياً، فضلاً عن بوابة مدينة عيسى في البحرين، والمسجد الكبير في الكويت، وجامع إسلام آباد في باكستان، وجامع قابوس الكبير في عمان، وجامع تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية، وجامع روما في إيطاليا، ومكتبة ديوان الأوقاف العامة في بغداد1967، ومبنى مصرف الرافدين في الكوفة 1968، ومسجد الصديق في الدوحة 1978، وتصميم الجامعة العربية في تونس 1983.. وغيرها الكثير.الشاعر وليد جمعة رحل في منفاه الدنماركي بعد أن هجر كل شيء في الحياة وبقي قابعاً في غرفته وشعره الذي رفض أن ينشره على مدى سنوات طويلة، ومن ثمَّ كانت فاجعة رحيل الشاعر الذي يعد من أهم أعمدة جماعة كركوك مؤيد الراوي، الذي رحل في منفاه في مدينة برلين الألمانية، مساء الخميس، بعد أيام على وفاة صديقه الشاعر وليد جمعة، وبعد يومين فحسب، على صدور ديوانه «سرد المفرد» الذي صدر عن منشورات الجمل في بيروت. ليرحل بعدهم الشاعر محمد محمد صالح في مدينة البصرة.الكاتب والناقد العراقي الكبير محمد الجزائري وافاه الاجل في احد مستشفيات مغتربه البلجيكي أثر أزمة قلبية عن عمر 76 عاما.والراحل ولد في منطقة الخندق بالبصرة في العام 1939. اشتهر كشاعر ثم كناقد فني واستقر في بغداد بعد الستينيات قبل ان يغادر العراق اواخر التسعينيات ويحط الرحال في بلجيكا التي فيها تواصل مع النقد الروائي والفني بل انه دخل قسم الرسم المسائي في أكاديمية سانت لوكاس ورسم العديد من اللوحات لكنه كان يعد نفسه هاويا، وكان قد عانى كثيرا قبل هجرته في الثمانينيات وما بعدها.الروائي والفيلسوف خضير ميري رحل بهدوء في مستشفى مدينة الطب ببغداد بعد معاناة طويلة مع المرض والوحدة والاهمال عن عمر 53 عاما.ميري لفظ انفاسه الاخيرة مسجى على سرير المرض المزمن في مدينة الطب متأثرا بسقمه الذي رافقه لعدة سنوات. والراحل من مواليد العمارة 1962.

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *