لهذه الأسباب أنا لا انتخب علاوي وقائمته “الوطنية” بقلم عمر الجميلي

لهذه الأسباب أنا لا انتخب علاوي وقائمته “الوطنية” بقلم عمر الجميلي
آخر تحديث:

عمر الجميلي

 الكل يتذكر ان “القائمة العراقية” دخلت الانتخابات السابقة بأربع مكونات أساسية وهي حركة “الوفاق” بزعامة علاوي، وحركة “تجديد” بزعامة طارق الهاشمي، وقائمة “عراقيون” بزعامة النجيفي وقائمة “الحل” بقيادة جمال الكربولي.وعلى الرغم من فوزها في الانتخابات لعام 2010، لكنها خسرت منصب رئاسة الوزراء ليس لتشكيل  الكتلة  الأكبر “التحالف الوطني” بل لان علاوي  كان موقفه ضعيفا لدرجة لم يستطيع استثمار فوزه  وبعثر  جهده وجهد الاخرين من استلام  رئاسة الوزراء  وخيب أمال  ناخبيه  آنذاك .وراح يهيم  في كل وادي واعتمد  في فعله المضاد على إطلاق التصريحات وكثرة السفرات  “السياحية”  هذا السلوك  وضعف القيادة  ادت الى  انشقاقات في القائمة العراقية بسبب قيادة علاوي الغير متماسكة  وبيع وشراء المناصب اضافة الى ان مكونات قائمته في وقتها غير متجانسة أصلا .وكانت النتيجة  هي  الاستقطاب الطائفي أساسا للعمل السياسي .وعلى الصعيد نفسه  تاريخ اياد علاوي غير مشجع اصلا فهو  جاء مع الاحتلال الأمريكي وتآمر على العراق من خلال حضوره العديد من مؤتمرات “المعارضة”تحت الوصاية البريطانية والأمريكية  . وأذا كنت متابعا لما يجري في العراق حول الانتخابات البرلمانية  القادمة وما يدور حولها والموقف منها، سنصاب بالدهشة والذهول. ففي الوقت الذي تزداد فيه حدة الاستياء في صفوف الناس تجاه الانتخابات  خاصة بعد اقرار التقاعد لكبار المسؤولين والنواب والخدمة “الجهادية” .تحاول الوطنية العراقية بقيادة علاوي ان تعتبر قائمتها هي صاحبة “المشروع الوطني” ولانعرف اي مشروع هذا  يتحدث عنه علاوي وقائمته في الوقت الحاضر .ثمة أمر آخر متعلق بالموضوع، فأنصار وأتباع علاوي نشطوا بالترويج لعلاوي وتسويقه كوطني ذو امتيازات خارقة، “داهية”، “رجل دولة”، علماني، يتحدث لغات عديدة، ولا ندري إذا كانت اللغة العبرية من بينها أم لا.؟!. في حين نرى مقام آخر، يخص الأوساط الشعبية  التي ليس من السهل عليها قبول علاوي بحلته الجديدة،  هذه الجوقة وضعت علاوي بمكانة “القائد العام للمقاومة السياسية داخل البرلمان القادم “.!وهو لم يحضر اجتماع واحد في كل جلسات المجلس للدورة الحالية خلال الـ 4 سنوات !.” ولتنشيط ذاكرة العراقيين وتحذيرهم من الوقوع في فخ علاوي الجديد ، لابد من النزول إلى مستوى التفاصيل .لقد ارتبط علاوي  بخمسة عشر جهاز مخابرات في العالم وليس بجهاز واحد كما تتخيلون”. هذا ما قاله علاوي على الهواء مباشرة في رده على سؤال حول ارتباطه بالمخابرات البريطانية في وقت سابق . بالتأكيد، علاوي، لم يكن من بين هذه الأجهزة مخابرات الصومال أو جيبوتي أو جزر القمر ، وإنما مخابرات دول يفترض أن لها القدرة على المساهمة بـ”احتلال العراق”. وهي في هذه الحالة لا تخرج عن المخابرات الأمريكية والبريطانية و”الموساد” الصهيوني. أليس كذلك؟.واعترف علاوي  أيضا لمحطة الـ “بي بي سي” البريطانية، بأنه صاحب الكذبة الكبرى حول “قدرة الجيش العراقي على استخدام أسلحة الدمار الشامل خلال 45 دقيقة من صدور الأوامر بذلك”، وهي الكذبة التي اعتمدت عليها الحكومة البريطانية للحصول على تفويض من البرلمان للمشاركة في الحرب، بحجة “أن النظام العراقي يشكل خطرا وشيكا على بريطانيا”. وهذا يعني بأن علاوي شريك في العدوان على العراق وما حل به من دمار وخراب وقتل أكثر من مليون عراقي وتهجير أكثر من أربعة ملايين.واعترف علاوي بأنه “سعى لدى بريطانيا وأمريكا لاستمرار الحصار كوسيلة فعالة لتحريض العراقيين على القيام بثورة ضد صدام حسين “، بينما راح ضحية الحصار أكثر من مليوني عراقي، أي أن علاوي شريك في قتل مليوني عراقي خلال أعوام الحصار، علما أن القانون في كل بلدان العالم ينص على أن الشريك كالفاعل الأصلي.أما شهود الإثبات ومن أهل البيت، فنقتطف ما قالته جريدة “الواشنطن بوست” و”الاندبندبت” البريطانية فالأولى ذكرت، “وفي ظل فشل المخابرات الأمريكية في خلق مواطئ قدم ثابتة داخل النظام أو الجيش العراقي، فأنه لم يكن أمام المخابرات الأمريكية سوى الاستمرار في الاعتماد على علاوي والجلبي.”أما صحيفة “الاندبنديت” فقد أشارت إلى “دخل إياد علاوي خلال الأشهر التي سبقت “احتلال العراق” في منافسة شرسة مع احمد الجلبي من أجل الحصول على موضع الحظوة والثقة لدي مسؤولي المخابرات في بريطانيا والولايات المتحدة”. ومن أخطر ما تسرب من مواقف الأميركيين تجاه علاوي حديث كينيث بولاك عن علاقة أميركا بعلاوي حين قال “إننا كمن يقوم بإرسال لص للإمساك بلص”. وقرأت مرة مقال  للكاتب الامريكي جويل برنكلي في نيويورك تايمز، أن ضباطا سابقين في وكالة المخابرات المركزية الأميركية قالوا إن إياد علاوي، “كان يقود منظمة في المنفى سعت للإطاحة بصدام حسين، وأرسلت عملاء لها إلى بغداد في أوائل التسعينات لزرع قنابل وتخريب مؤسسات حكومية تحت توجيه المخابرات المركزية الأميركية” وتؤكد المعلومات التي أوردها ضباط “السي آي إيه”، تلك التفجيرات التي وقعت بين عامي 1992 و1995، وأشار روبرت باير، الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية والذي كان يعمل في المنطقة عندئذ إلى أن عملية في ذلك الوقت أدت إلى “تفجير حافلة ركاب تقل طلاب مدرسة أدى إلى مقتلهم”، فأن علاوي بأسلوبه وبعده عن وسائل الإعلام ظل العميل المفضل لدى الحكومة والمخابرات البريطانية.” وفي تلك الفترة وبالتعاون مع جورج تينيت مدير المخابرات المركزية الأميركية، باشرا ببناء جهاز سري لفرق الموت الخاصة ضمن برنامج خاص شبيه بالجهاز الذي بني في فيتنام في العام 1968، والذي أنشئ حينها ضمن برنامج يسمى فينيكس، وقد أعطيت لعلاوي تغطية مالية، وبالتعاون مع بريمر تصل إلى حدود 3 مليارات من مجموع 87 مليار دولار وضعت في خدمة إعمار العراق، وقد تم تبرير صرف أموال هذا الجهاز الخاص ضمن لائحة الاعتماد المالية للقوات الجوية الخاصة الأميركية في العراق.وعندما اصبح رئيسا للوزراء  افتخر علاوي ولم يزل بما قام به ضد “الإرهابيين” وكيف ثأر لقوات الاحتلال انذاك . كان ذلك في عهده كرئيس للوزراء وعلى وجه التحديد في بداية شهر تشرين الثاني من عام 2004، وهو شهر الهجوم على مدينة الفلوجة والتي سميت بـ(معركة الفلوجة الثانية)، حيث قرر علاوي على “إنهاء المقاومة بيد عراقية” على حد تعبيره، “حتى إذا تتطلب الأمر محو المدينة بكاملها”،وبين فترة واخرى يحاول علاوي ايصال رسائل للشعب العراقي ان “الامن كان مستقرا عندما كان رئيسا للوزراء ” وتناسى علاوي ان القوات الامريكية ومعها  القوات المتحالفة هي كانت تقود الأمن في العراق وليس هو .وهناك ملفات فساد عليه من ضمنها سرقة قطع من الآثار العراقية وهذا الملف موجود لدى إحدى المؤسسات الأمنية الحساسة  واغلق لاسباب سياسية “صفقة”.وإحدى إشكاليات علاوي  أيضا ظهوره ، بين الحين والآخر، مطلا بتصريحات إعلامية  ومن ضمنها صفحته على الفيسبوك ، أو تعليقات على الأحداث، دون أن يكون لتلك المداخلات أي تأثير مباشر وقوي على ما يحدث في العراق . لهذه الأسباب وغيرها أنا لا أنتخب علاوي وقائمته “الوطنية العراقية”.

 

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *