الضربة الامريكية والديك الروسي … بقلم هادي جلو مرعي

الضربة الامريكية والديك الروسي … بقلم هادي جلو مرعي
آخر تحديث:

أحد القادة الجمهوريين يقول في معرض تعليقه أثناء جلسة الإستماع الخاصة بالتحضيرات لتفويض الرئيس باراك أوباما للقيام بعمل عسكري ضد نظام الرئيس بشار الأسد ،والتي عقدت من يومين في مبنى الكونغرس ومثل فيها تشاك هيغل وزير الحربية وجون كيري وزير الدفاع أمام لجنة كان بطلها كالعادة العراب الجديد جون ماكين منافس أوباما في إنتخابات الرئاسة وأكثر المتحمسين لإحراق سوريا والشرق الأوسط وضرب إيران ،،يقول هذا القيادي في الكونغرس وهو عن الحزب الجمهوري ،إن عدم توجيه ضربة لسوريا في هذه المرحلة يمثل رسالة سيئة لإيران ..والمعنى واضح ويعني ،إن إيران لاتحتاج الكثير من الضعف والتردد الذي تبديه واشنطن في عهد الإدارة الحالية لتقوم بتنفيذ إستراتيجيتها في المنطقة العربية والشرق الأوسط ،وستكثف تعاونها مع حزب الله والعراق وسوريا خاصة إذا لم يستطع التحالف المزمع ضد سوريا القيام بعمل عسكري فاعل ويغير من المعطيات على الأرض ويؤثر في مسار الأحداث القادمة وقد يؤدي الى قلب معادلة الصراع بين الأسد وحلفائه من جهة ،وخصومه الكثر من جهة أخرى ،وهذا الأمر بالذات هو مايقلق الجمهوريين الذين يريدون أن تكون الضربة الجوية بقوة مضاعفة تحقق دعما حيويا لقوات المعارضة .
المجتمع الدولي متردد،هذا واضح، والديك الروسي ينفش ريشاته من حين لآخر ،وهذا واضح، والقيادة الإيرانية لديها أوراق على الأرض تلعبها متى ماشاءت ،وهذا واضح ،بينما يضغط حلفاء أمريكا عليها لتفعل شيئا بعد أن أرهقها صمود الرئيس بشار الأسد وتحقيقه إنتصارات عسكرية ،أمام تراجع الجيش الحر وظهور بوادر مثيرة للقلق عن صعود نجم التيارات الدينية المتشددة وتراجع الجيش الحر ،وكذلك إعلان الكورد عزمهم النهوض بأمرهم بعيدا عن الإقتتال في مناطق سوريا المختلفة ولديهم الرغبة الكاملة في تحييد كيانهم المزمع في الشمال والشرق عن صراع يرونه بين العرب أنفسهم كما فعل أكراد العراق حين تعكزوا على صراع السنة والشيعة ،كل ذلك لن يساعد في تسريع الخطوات نحو تنفيذ قرار أوباما القيام بالمهمة ،لكنه لن يعطل أيضا حركة الفعل الأمريكي التي تتصاعد هذه الأيام حيث لم يعد ممكنا التراجع ،فواشنطن لاتريد لهيبتها أن تكسر، ولاتفرح بالسعادة التي يبديها الأسد وحلفائه بتردد الرئيس أوباما وإدارته ،ولن يرضيها أن يمضي عليها كلام وموقف الروس والصينيون ،ولهذا فالعمل العسكري متوقع في أي لحظة وسيكون الروس بمعزل عن أي رد فعل يهدد مصالحهم وكذلك الإيرانيون الذين سينظرون الى المعركة من وجهة نظر خاصة بالمصالح الحيوية ،وربما يخططون لما بعد الأسد فالحلفاء على الأرض ليسوا كلهم مع الغرب والحلف المناوئ للأسد ، وقد يكون ممكنا لطهران أن تكون داعمة لفريق قوي فيما بعد يجعلها حاضرة ،برغم عدم وضوح الرؤية في هذا الشأن..
مانعرفه جميعا إن الضربة حتمية ولايمكن التراجع عنها وعلينا أن نستعد لما ستثيره العاصفة .
[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *