العملية السياسية أو … الدم العراقي؟؟

العملية السياسية أو … الدم العراقي؟؟
آخر تحديث:

 المحامي علي فليح البياتي

يبدو ان اغلب السياسيين انتهت عندهم آخر قطرة من الحياء والشعور الإنساني فبكل بجاحة ووقاحة يناقشون امتيازاتهم ومخصصاتهم وتقاعدهم ولا يفكرون بابسط متطلبات الشعب العراقي المسكين الذي فقد حتى الشعور بوطنيته وانسانيته، وعندما نشاهد جلسات البرلمان العراقي او تصريحات الوزراء والمسؤولين لا نرى سوى مشهد هزلي يبتعد عن الاتكيت القانوني الذي من المفترض اتباعه على الداخلين في السلك السياسي في أسلوب الكلام واعتماد الحل الأمثل للصراعات والايمان بمبدأ التعددية.

ان العراق في ظل هذه العملية السياسية الهشة بحاجة الى تغيير جذري من الأساس وعلى جميع المستويات من أسلوب نظام الحكم ومن كتل وتنظيمات سياسية، وهذا التغيير لن يقوم به السياسيون اذ انهم مستفيدين من الوضع القائم في البلد، بل لابد ان يأتي التغيير من الشعب وان يكون السياسيون الجدد من الحاملين للمشروع الوطني والمنبثقين من نفس الشارع العراق والحاملين لهمومه.

على مدى اكثر من ثلاثة عشر والدم العراقي ينزف والإرهاب ينهش بأبناء هذا البلد الجريح واكثر هذا النزيف جاء نتيجة التناحر بين السياسيين والذي ينعكس بدوره على الشارع، ونرى السياسيين غير مهتمين بذلك بل انهم يعتبرون هذه الدماء قربان للعملية السياسية البائسة فنجدهم يتكلمون ويهاجمون بكل شراسة كل من يهدد مواقعهم ومناصبهم ولا نجدهم يتكلمون بل ولا يهتمون ولو قليلا بالدماء النازفة والتي هي عند الله اشرف من الكعبة، فاين حقوق أبناء سبايكر وغيرهم من الضحايا وآخرهم الذين وقعوا شهداء في تفجير الكرادة وتفجير سيد محمد (سبع الدجيل)، كل هؤلاء الضحايا واكثر والسياسي لا يرف له جفن ومستعد ان يضحي بكل الشعب العراقي في سبيل منصبه ومصلحته، فلا تسأل أي سياسي عن ايهما اهم ( العملية السياسية او الدم العراقية..!) فبالتأكيد سيجيبك بانه مع العملية السياسية ولا يهمه نزيف الدم وارواح السباب، ولكن يقولها بطريقة سياسية دبلوماسية.

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *