المطلوب عربيا لمواجهة النفوذ الايراني

المطلوب عربيا لمواجهة النفوذ الايراني
آخر تحديث:

علاء کامل شبيب

الاحداث و التطورات الاخيرة الجارية في المنطقة و المتعلقة بالازمة السياسية مع قطر، لابد من التأکيد بأن أحد أهم عواملها و دوافعها الاساسية هو علاقة قطر”المشبوهة” بنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و إشتراکها في لعبة إشاعة التطرف الديني و الارهاب وهو الامر الذي صار يطرح علانية و من دون لف او دوران، والاهم من ذلك إن موقف طهران من هذه الازمة يميل لصالح قطر وهو مايدعم مواقف الدول التي بادرت لقطع علاقاتها مع قطر وخصوصا السعودية و مصر.

الموقف الخليجي ـ العربي ـ الاسلامي من قطر، مهما قيل او يقال بشأنه، لکنه يظل موقفا محدودا و مٶطرا بالعديد من المسائل و القضايا السياسية و الاقتصادية، خصوصا وإن العامل و الدافع لاساسي من وراء ذلك الموقف کان شذوذ قطر عن الاجماع الخليجي العربي تجاه إيران و سياساتها المشبوهة، والذي وکما أشرنا محدو التأثير عى طهران، ذلك إن الاخيرة قد تعودت مع هکذا سياسات و مواقف طالما کانت محصورة في الإطار النظري و لم يتجسد على أرض الواقع ضدها.

الرفض العربي تجاه الدور الايراني في المنطقة وخصوصا من حيث تدخلاتها السافرة و سعيها للتأثير على الترکيبة الديموغرافية لشعوب المنطقة و الاضرار بها کما حدث و يحدث في العراق و سوريا و اليمن، ولاسيما قيام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بتأسيس أحزاب و ميليشيات عميلة لها في دول المنطقة تکاد أن تکون بمثابة الحکومة البديلة في هذه الدول، ويبدو إن الدول العربية و بعد التي و اللتيا، وبعد أن تجاوزت طهران کل الحدود في تصرفاتها تجاه دول المنطقة، فإن بلدان المنطقة بدأت بالتحرك ضد النهج العدواني المشبوه لإيران في المنطقة، لکن السٶال الاهم هو: الى أي مدى يمکن لهذا التحرك أن يکون مثمرا و فعالا من حيث التأثير على إيران؟

التحرك و النشاط على الارض هو دأب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ضد دول المنطقة، في حين أن دول المنطقة ينحصر و يتحدد نشاطها و تحرکها على الورق أي نظري، وفي الوقت الذي باتت العديد من الاحزاب و الميليشيات العميلة تدعو لإستنساخ نظام ولاية الفقيه القمعي المعادي لکل ماهو إنساني و حضاري و تبعث بکل مابوسعها بالامن و الاستقرار و الاوضاع في دول المنطقة، فإن المواقف العربية تجاه إيران لاترقى أبدا الى مستوى الموقف الايراني ضدها، ومن هنا فإنه من الضروري إعادة النظر بهذا الموقف من الاساس و العمل على تفعيله و إخراجه من الاطار النظري و عدم الانتظار لما سيقوم المجتمع الدولي بإتخاذه من مواقف تجاه إيڕان وإنما عليها الاخذ بزمام المبادرة و العمل من أجل إتخاذ سياسة جديدة تمد قوتها و تأثيرها من دورها على أرض الواقع، وإن حجر الزاوية بهذا الصدد يکمن في دعم نضال الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من أجل الحرية و الديمقراطية و التغيير، حيث لاتزال دول المنطقة مقصرة کثيرا بهذا الاتجاه بل وحتى يمکن القول من إنها للأسف تکاد أن تراعي طهران و تحذر منها، ماکان يجب أن يتم بهذا الخصوص لحد الان هو قطع العلاقات مع إيران أولا وليس مع قطر و کذلك الاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية و إفتتاح مکاتب و مقرات لها في بلدان المنطقة، فذلك مايمکن أن يشکل تأثيرا استثنائيا على طهران.

في الاول من تموز القادم، ستشهد العاصمة الفرنسية التجمع السنوي للمقاومة الايرانية و الذي من المزمع حضور أکثر من 100 ألف مواطن إيران من مختلف دول العالم الى جانب مئات الشخصيات السياسية و الاعلامية و الثقافية، والذي يحظى بأهمية خاصة من جانب الشعب الايراني و يثير غيض و حنق و حساسية طهران، کما إنه يحظى أيضا بإهتمام عالمي، من الضروري جدا أن يتم تفعيل الدور العربي و الاعلان من هناك عن الاعتراف الرسمي بالمقاومة الايرانية فذلك مايمکن أن يکون بمثابة القنبلة و البرکان الذي يفجر بوجه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية.

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *