الموت ( مزعج)!! بقلم د حميد عبد الله

آخر تحديث:
لم يخن القاموس رئيس حكومتنا حين وصف التفجيرات التي تحصد ارواح العراقيين بانها ( مزعجة) بل اراد ان يخفف من هول مايحدث، ويتعاطى معه على انه سياق علينا ان نألفه ونعتاد عليه !
الموت مزعج لكن الحياة باطلة ، وعلينا ان لانتذمر من المنية اذا دنت فالاعمار بيد الله وليس بيد المالكي، علينا ايضا ان نتأقلم على لملمة الاشلاء ، وغسل الارض من بقايا الدم المسفوح بعد كل انفجار!
المالكي يفسر مايحدث في العراق من قتل يومي بانه جزء من العاصفة التي تضرب المنطقة ، بمعنى آخر فان المسؤول الاول عن امن الناس في بلادنا يرى ان القضية لاتحتاج الى تهويل ومبالغات فالعراق ليس وحده من يسبح بالدم بل انه جزء من محيط غارق بفوضى الخراب والموت!
اتساءل هنا : هل توجد دولة في العالم ،وليس الاقليم حسب ، تشبه العراق من حيث اعداد من يقتلون يوميا ،واعداد من يتخمون بالمال الحرام يوميا ، واعداد من يتكرشون ومن يموتون جوعا وكمدا يوميا !!
في سوريا حرب اهلية طاحنة تدور رحاها منذ ثلاث سنوات لكن اعداد القتلى هناك لم يرتق الى اعداد من يذبحون في العراق ، وحتى ضحايا الحروب العبثية التي خاضها صدام في عقد الثمانينات وما تلاها لم تكن اعدادهم يفوق عدد من يذبحون يوميا بآلة الموت البشعة ، وامام عجز حكومي كامل!
ابشع تزييف نسمعه هو محاولات تجميل الموت او التخفيف من طعمه وقسوته!
لاتستغربوا اذا ارتقى المالكي منصة الخطابة ذات يوم ليقول لنا: الموت حق فلماذا تهربون منه ؟ انه ملاقيكم فلماذا تحملوننا مسؤوليته؟
اما صديقي وابن مدينتي الشاعر الذي كتب اعذب شعره متغزلا باحدى زميلاته في هندسة السليمانية في مطلع السبعينات من القرن الماضي حسن السنيد ، والذي لم اعرف عنه انه مقاتل شرس، بل لم اتصور للحظة انه يمكن ان يحمل بندقية ذات يوم… اقول ان الشاعر والمهندس ورئيس لجنة الامن والدفاع حسن السنيد قد تولى ترجمة احاسيس رفيق دربه ازاء الموت المجاني في العراق فقال: : ان التفجيرات لم تحرك شعره عند المالكي .
السلام عليكم وعليهم اذا شئتم!!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *