النفاق في العراق

النفاق في العراق
آخر تحديث:

  خالد العاني

جاء في محكم الكتاب الكريم ايات كثيرة عن النفاق والمنافقين منها بسم الله الرحمن الرحيم ( ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولم تجد لهم نصيرا – النساء 145 ) ( ان المنافقين اخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا -الاسراء 27 )  وعن سيدنا محمد (ص ) قال ( اية المنافق ثلاث اذا تحدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان ) وورد في تعريف النفاق هو اظهار المرء خلاف ما يبطن مثل اخفاء الكفر في الباطن والتظاهر بالايمان .. ان النفاق مرض اجتماعي خطير فمثلا ما يحدث الان في العراق حيث يتظاهر الكثير من الانتهازيين والوصوليين والنفعيين بالتدين ويقتلون المسلمين ويستبيحوا اموالهم واعراضهم ان التركيبة لمثل هذه المجاميع هم الجبناء الذين يستغلون غياب الحق والقانون للتنفيس عن جبنهم وخوارهم بالاعتداء على الفقراء والمسالمين بحجة الدفاع عن المذهب ونصرة  الدين كما تضم التركيبة الطماعين الذين  لايفرقون بين الحق والباطل ويستحلون كل ما ينفع مصالحهم ويزيد في ثرائهم متخذين من السواد العام وسيلة للصعود على اكتافهم بالخديعة والنفاق سائرين على منهج ميكافيلي الغاية تبرر الوسيلة وتراهم يتناغمون فيما بينهم ويتسترون على فضائحهم وسلوكياتهم الاجرامية …

هذه الظاهرة للاسف الشديد ظاهرة قديمة في العراق لقد تواردت الاخبار عن سيدنا علي كرم الله وجهه الكثير عن معاناته مع المنافقين ومن اراد الاستزاده فعليه بنهج البلاغة /السيد الشريف الرضي ونقل ان سيدنا الحسين حينما التقى الشاعر الفرزدق وهو في مسيره الى العراق وسأله كيف تركت اهل العراق ؟؟ فأجابه واوجز ( والله ياابن بنت رسول الله قلوبهم معك وسيوفهم عليك ) ولم يخص بكلامه طائفة او مذهب معين ؟؟؟ لقد تصدرت المشهد السياسي منذ ثورة تموز 1958 مجاميع من الانتهازيين والوصوليين والنفعيين التي اجادت التمثيل في التلبس حسب ما يتطلبه الدور من لبوس فتتقلب من شيوعي الى قومي وبعثي وديمقراطي ومتدين وحتى ضمن التنظيمات الميليشاوية تراهم يتنقلون وفق لمصالحهم ومنافعهم حتى ولو كان ذلك خيانة للشعب والوطن وترى من يمتهنون السياسة يوعدون الجماهير بالمستقبل الباهر والمكاسب الكبيرة ولكن ذلك كله يكون من حصتهم فقط تاركين الجماهير في همومها واّلامها وتدهورها المستمر في حياتها… لقد تجسدت هذه الظاهرة بشكل كبير بعد الاحتلال الامريكي للعراق حتى ان البعض من رجال الدين افتى بعدم مقاومة المحتل والامثال كثيرة مثل اخراج منظمة مجاهدي خلق من العراق والسماح لمنظمة بي كي كي لتعبث في شمال الوطن وتقوم في اعمال ارهابية في العراق وتركيا شبيهة لما تقوم به داعش والميليشيات..  قامت ايران بتحويل 28 نهر ورافد كانت تصب في الاراضي العراقية ولم تعترض حكومة الاكثرية على ذلك بل اكثر من ذلك تحول شط العرب مكبا للنفايات الصناعية ومياه البزل من ايران يقابله صمت مطبق ويهاجمون تركيا لانها تبني سدود لخزن الفائض من المياه ومن الذي يمنعكم ان تفعلوا مثلهم بدل ان يذهب ماء الفراتين الى البحر  ؟؟ ..

التصريحات التي يطلقها المسؤولين الايرانيين وقادت ميليشياتهم في العراق والحكومة تلتزم الصمت تجاه ذلك .. رئيس الجمهورية او رئيس الوزراء او الاخرين يجتمعون مع قادة المليشيات التي تعمل خارج نطاق الدستور والقانون .. هادي العامري يصرح ان منظمة بدر اصبحت اقوى من الجيش العراقي ولا نسمع من يرد على هذه الاهانة الموجهة الى درع العراق بل ذهب الى اكثر من ذلك بالقول لو نشبت حرب جديدة بين العراق وايران فسوف اقاتل الى جانب ايران ضد العراق ؟؟  .. رئيس الوزراء يصرح ان هناك  100 ميليشيات تعمل خارج نطاق الدولة وغير مجازة ولكن يغض الطرف عنها وعن افعالها في الوقت الذي يقضي اناس ابرياء لم يرتكبوا جريمة مشهودة في السجون منذ سنوات او اصبحوا تحت التراب .. حامد الجزائري المعمم والقائد  في الحشد الشعبي يقول نحن ورئيس الوزراء تحت امرة قاسم سليماني حتى جعل كل العراقيين فداء لهذا الصنم الاجوف ..  مشعان الجبوري يعترف امام الاعلام بأنه والجميع يتلقى الرشوة ولا اجراء ضده بل يتمتع بكامل الحرية والاحترام .. جلال الطلباني لا يتخابر مع اسرائيل والنجيفي يتخابر مع تركيا ؟؟.. جلال الطلباني غاب عن منصب الرئاسة منذ ان مرض ولحين انتهاء فترة الرئاسة خلافا للدستور وهذا في فكر البعض دستوري مادام  هو وحزبه يتناغم مع ماتريده ايران .. نصف مليون ايراني يدخلون العراق بدون فيزا ولا يخرجون والصمت الحكومي والحزبي وكأن شيئا لم يكن .. الحرس الثوري الايراني وقيادات ايرانية تجول وتصول في العراق شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وتصرح كما يحلوا لها حتى ان احدهم قال ان بغداد عاصمة الامبراطورية الفارسية واخر اعترف بأعدامه اكثر من 600 اسير عراقي في الحرب العراقية الايرانية للتخلص منهم ؟؟.. قامت القيامة ولم تقعد على قاعدة بعشيقة وهم سمحوا للاتراك بالدخول اليها لتدريب البيشمركة والمتطوعين من اهالي الموصل لمقاتله داعش وقد مضى على وجودهم سنين هناك ولم يحرك احدا ساكنا ولكنهم الان تذكروا ان قوات تركيا تتواجد فيها دون موافقة الحكومة العراقية ؟؟ ..

غض النظر عن من اصدر الاوامر للقوات العسكرية بالانسحاب من الموصل وحدث ما حدث لان ايران لا توافق على محاكمة الرأس الذي تسبب في هذه الكارثة ………… سيبقى شعبنا في النفق المظلم ولا امل في ان نرى النور ولو حتى في نهاية النفق مادمنا حكومة وشعبا  نرتضى بهذا السلوك المنحرف والعقيدة المريضة وننبش قبور التاريخ لنخلق مبررات الاقتتال والاحتراب والفرقة التي تصب في خدمة اعداء العراق والطامعين فيه فهل نحلم بصحوة الضمائر ونفض غبار الذل والمهانة ونعود الى رشدنا ونضع الوطن والشعب ومباديء الحق تاج على رؤوسنا ام نبقى نكته سمجه يتفكه بها اعداؤنا ويبقى النفاق ملازم لسلوكيتنا وننقله من جيل الى جيل من بعدنا  ؟؟؟

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *