بلد الأزمات!!

آخر تحديث:

 

  شاكر الجبوري 

يواصل السياسيون في العراق مهنة افتعال المشاكل داخليا وخارجيا للتغطية على فشل غير مسبوق بادارة الحكم، بحيث تحول العراق الى ساحة للصراعات الدولية و كأن داعش ليست كافية لاشاعة أجواء الفتنة و اغتصاب السيادة على مرآى و مسمع الجميع، حيث وعود التحرير مؤجلة بارادة دولية.

 

نستغرب لغة التصعيد و الوعيد التي تؤسس لمعركة دولية جديدة، بينما يحتاج العراق الى دعم الجميع للتخلص من وباء الارهاب الجاثم على العقول و النفوس، حيث عدم معرفة غالبية السياسيين لأصول العلاقات الدولية و الاتفاقات المعمول بها، والتي يجب فرضها على الجميع بلا انتقائية، على تركيا و ايران و سواهما، مقابل عدم المبالغة في المطالبة باغلاق السفارة الأمريكية و تدمير قواعد جيشها في العراق، الذي بدونه وصل المسؤولون الحاليون الى سدة الحكم في العراق بطرق مختلفة!!

 

نحن مع أي جهد حكومي يدافع عن وحدة و سيادة العراق، لكننا نقف عاجزين عن فهم التلاعب بالألفاظ و المواقف، فمرة يؤكدون الحاجة الى جميع المساعدات و في آخرى يعلنون امتلاك القدرة على طرد داعش، بينما الصحيح غير ذلك وان كل ما يجري في العراق صراع نفوذ بمزاج طائفي و ترهيب نفسي لرئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي يحاول مسك العصا من الوسط لكن الضغوط تجبره على الانحناء بوجه العاصفة.

 

لقد خسر العراق معركة تحقيق الأمن قبل داعش ، حيث التفجيرات و عمليات الخطف و الاعتقالات العشوائية كانت حاضرة و بقوة قبل حزيران 2014 بسبب سياسات أعتمدت الطائفية سبيلا للبقاء على حساب المواطنة، لذلك ظهرت داعش كنتيجة طبيعية لكن بمولود مشوه جدا، تم زرعه في مختبرات مخابرات اقليمية و دولية، بدليل تقرير بريطاني يقول ان نجم داعش بزغ برعاية الرئيس السوري من أجل اجبار الغرب على قبول بقائه في السلطة.

 

ونحن في العراق دائما ندفع الثمن، الخلاف الروسي التركي يضعنا في تخندقات جديدة، صراع النفوذ بين ايران و السعودية و البحرين و الامارات يدفعنا الى صف الأولى ليزعزع المتبقي من الثقة العربية، والموقف من اليمن شاهدا إضافيا فكلما ” تنحنحت” ايران انطلق لسان الرفض العراقي للمواقف، وكأن العراق أصبح حديقة خلفية لتسوية صراعات ايران بالنيابة، ما يستدعي عقلانية أكثر في الدفاع عن سيادة العراق، ولو أن ذلك مستبعدا لأن 90 بالمئة من سياسيي الصدفة ولدوا بعد 2003، بمفاهيم تغلب عليها المصلحة الشخصية و الفكر الطائفي أكثر بعشرات المرات من الاحتماء بالمواطنة و

 

الآخوة العراقية و العيش المشترك، لذلك تحتقن النفوس من أي راي يرفض تقسيم العراق أو المساس بآخوة شعبه، لأن سياسيي البلاد وعكس بوصلة المتعارف عليه ينحتون في الصخر للابقاء على الأزمات بوصفها الممر الآمن للبقاء في الكرسي ولو على جماجم الأبرياء، لذلك تختلف المعايير في التعامل مع الأزمات حسب درجة ” القرب السياسي و الطائفي” ، بينما من المفروض حماية سيادة الوطن لا مصالح الآخرين فيه.

[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *