جورج كلوني يبحث عن اللحظات الجميلة في فيلم (الأميركي)

جورج كلوني يبحث عن اللحظات الجميلة في فيلم (الأميركي)
آخر تحديث:

نادية مراد:
يبدي السيناريست روان جوفي رأيه حول أوجه المادة التي تعامل معها: «حين طلب مني كل من أنتون وآن وغرانت كتابة فيلم (الأمريكي) كنت متحمساً للحصول على فرصة اقتباس مثل هذه الرواية غير الاعتيادية الغنية بالمواعظ والملفتة للنظر. وبالرغم من وجود عدة سيناريوهات سابقة، قررت البدء من الصفر، والعمل بإلهام فكرة أنتون العبقرية بإعادة تشكيل القصة كنوع من الويستيرن المعاصر.»
ويكمل: «إعجاب جورج كلوني بالمسودة الأولى من السيناريو شجعني على إضافة التحسينات على المسودات التالية وملاحظاته لا تزال تدور في ذهني، والأمر كان دفعة درامية كبيرة لصالح النص وفرصة نادرة لتحضير شخصية لأحد أهم الممثلين الحاليين بنفس الوقت».
ويضيف المنتج غرانت هيسلوف: «جاك يبحث عن بعض اللحظات الجميلة في حياته ليس إلا. لكن حتى وإن بات الآن يقوم بالخيارات الصائبة، فهل سيختار القدر طريقاً مختلفاً له؟ جورج يوفر ذلك الهدوء الساكن لدور جاك، وهو شخص يمضي الكثير من وقته في الصمت. وهو تحدي بالنسبة للمثل، أن يعبر عن حياته الداخلية على الشاشة».
غرين: «هذا الدور يذكرني بعمل جورج في فيلم (مايكل كليتون)، حيث ينقل لنا الكثير عبر عينيه لوحدهما». كاري: «الجمهور يضع ثقته بقدرات جورج على الفور، وهو أمر هام يفيد تحضيرنا الدرامي لشخصية جاك». وينغيت: «إنه دور أكثر شراً بالنسبة لجورج، ومع ذلك فهو يجسد الشخصية ببراعة. جميعنا كنا متحمسين لإقناعه لقبول الدور».
وفيما يتعلق باختيار الطاقم الإيطالي الذي يترك تأثير كبير على جاك، قرر صانعو الفيلم الاستعانة بممثلين معروفين في بلدهم الأصلية دون أن يكونوا ذوي شهرة عالمية بالضرورة. اختير الممثل القدير باولو بوناسيلي ليقوم بدور الراهب، الأب بينديتو. سواء كان الدور صغيراً أم كبيراً، فإن الممثل يشعر بأن: “كل مشهد مفيد للتعرف على الدور والشخصية. “المشاهد الصغيرة” مهمة، وعلى الممثل أن يدرسها جيداً. الأب بينديتو يريد أن يصاحب جاك، لكن الأخير حذر جداً. بالنسبة لي، فإن جورج كلوني كان زميل محترف ولطيف.”

الممثلة ثيكلا رويتن
تم اختيار الممثلة الإيطالية المعروفة فيولانتي بلاتشيدو للعب دور كلارا في فيلم (الامريكي)، المرأة التي تلمح لجاك عن إمكانية وجود حياة أخرى لهما في الأفق. يقول المخرج عنها: «فيولانتي تمتاز بجمال إيطالي كلاسيكي، وهي ممثلة ذكية أمام الشاشة. فهي لا تبالغ بأدائها بالإكثار من الإيماءات الزائدة، وهو أمر هام لأنها تمثل قلب الفيلم وعنصر الإثارة، وهو ما يتطلبه الدور، أضف إلى أنها تتمتع بميزات النجمات القديمات».
«والأمر نفسه طبعاً ينطبق على جورج كلوني، وهو سبب بلورة التفاهم الطبيعي بينهما. وهو الذي كان عنصراً مساعداً لحد كبير، لأن إخراج المشاهد الحميمة كان شيئاً جديداً بالنسبة لي. أردت نقلها بأسلوب قاسي نظراً لخصال شخصية جاك الداكنة. ففي مشهدهما الأول، صورته بالتركيز على كلارا؛ ومن خلال النظر إليها، ترى ما يراه جاك فيها وتشعر بالتغيير الذي يلامسهما معاً. أردت وصف الحدة والشهوة بينهما بشكل مركز».
وترى الممثلة بلاتشيدو أن جاك وكلارا: «شخصان يجتمعان معاً بسبب طبيعة عمليهما الغريبة التي تعزلهما عن المجتمع. فيرتبطان ببعضهما جسدياً في البداية، بغريزيتهما الحيوانية، لكن علاقاتهما تزداد حميمةً، مما يصيبهما بالخوف. لاسيما أن كلاهما لم يعتد الثقة بالناس، لكن كلارا تفصح لجاك عن حلمها بتغيير حياتها. كلاهما يشعر بأن هويته تتغير لأن أعين الآخرين مسلطة عليه. فيبحثان عن شيء ما في دخيلتهما وعن شيء آخر سطحي».
وقام صانعو الفيلم باختيار الممثلة ثيكلا رويتن للعب دور المرأة الأخرى التي تدخل حياة جاك، وهي العميلة الغامضة ماتيلدا. تتحدث الممثلة عدة لغات وظهرت في عدد من الأفلام حول العالم، لذا فهي تملك برأي المنتجة كاري: «ميزة التقلب، وهو أمر رائع لدورها. فثيكلا تختلف عن الممثلين الإيطاليين بتمتعها بأسلوب تمثيلي خاص، وبنية جسدية مغايرة عن فيولانتي، وكل ذلك يبرز بوضوح على الشاشة».
المخرج كوربين قال عنها: «قابلت عدة ممثلات يرغبن بلعب هذا الدور، بيد أن أداء ثيكلا كان الأبرز، فاحتوت غموض الشخصية ونالت الدور تلقائياً.»
وترى الممثلة شخصيتها بأنها: «امرأة تتمتع بنفس المهارات ونفس الرغبة بالإصلاح كما هو حال جاك في عالم يتمحور حول المال والأدرينالين. فاجتماعها مع جاك يعطي تلميحاً عن شكل مستقبلها، فقد تكون مثله بعد 10 أو 20 سنة. لا مكان للعواطف في مهنتها، بيد أنها تتعمد توخي الحذر منه قليلاً، لكن مشاهدهما معاً حتى وهما يتحدثان أمام بعضهما وجهاً لوجه، تبدو وكأنهما يتبارزان».
ويقول كوربن حول ممثله الرئيسي: «حقيقة أن جورج متواجد دائماً في موقع التصوير ولا يضيع وقتاً في مقصورته، هو أمر يفيد برنامج تصوير الذي يضعه المخرج لحد كبير. وهي إضافة كبيرة أن لا يفكر الممثل بدور فحسب، بل حول الفيلم ككل وبقية الممثلين. منهجية التواصل لدى كورج تدهشني، فحين نعلق عند شيء ما تجده يتطوع بالخروج بحل».
ويضيف: «إنه ممثل جاد وبنفس الوقت يضفي حسب من الفكاهة وراء الكواليس، لذا فإن الطاقم والممثلين يستمتعون بصحبته، وهو نفسه يستلذ بعمله. كما أنه بارع في تحفيز الآخرين، ويعرف كيف يتعامل مع الاهتمام الذي يحظى عليه من الجمهور بكل رقي وكياسة، مما ساعدنا جداً ونحن نصور في قرى صغيرة جداً».

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *