حرب الانتخابات بدأت !بقلم د. هاني عاشور

حرب الانتخابات بدأت !بقلم د. هاني عاشور
آخر تحديث:

 

حرب الانتخابات بدأت !

 

  هاني عاشور

ملامح الانتخابات المقبلة بدأت منذ الان ، واولها اتفاق الجميع عبر تصريحاتهم خلال الايام الماضية على ضرورة اجراء الانتخابات في موعدها ، وتصاعدت التصريحات بهذا الشأن بعد تصريحات الرئيس الامريكي اوباما خلال لقائه رئيس الوزراء نوري المالكي .فالانتخابات قادمة وفي موعدها وتوجه الجميع لتسجيل كياناتهم رغم ارتفاع المبلغ المطلوب من 25 مليون دينار عراقي ، الى 50 مليون دينار عراقي ما دفع الكثير من الكتل إلى التراجع عن التسجيل والتوجه لتشكيل ائتلافات سياسية تجنب الكثير من الكيانات دفع المبلغ الكبير  ، ولعل ذلك يتيح ان تخرج الائتلافات الجديدة برؤى مشتركة وتدعم التوجهات بإطارها العام وتمنع نزعات بعض الاشخاص من الدخول في الانتخابات كزعماء كتل صغيرة وهو لا يملكون من كتلهم سوى الاسم .حوارات تشكيل الكتل بدأت وستنتهي يوم 15 من الشهر الجاري وربما يتم تمديدها قليل لبضعة ايام لمصادفة الموعد مع ذكرى العاشر من محرم ذكرى استشهاد امام الهدى والتضحية والفداء ومحاربة الطغيان والفساد الامام  الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ، ومن ثم ستبدا بعد ذلك حوارات تشكيل الائتلافات مع بداية الشهر المقبل .حوارات الكتل هذه المرة تأخذ طابعا خجولا ، فجملة من النواب لا يريدون التصريح علنا باتجاهاتهم الجديدة خوفا من فقدان بعض المكاسب من كتلهم المتنفذة ، ولكنهم يفتحون حوارات جانبية ويمارسون سياسة القفز من السفينة التي تقلهم بهدوء وصمت .وبعض اخر اعلن صراحة عن رغبته في تشكيل كتلة او التحالف مع كتلة اخرى وهؤلاء النواب بعضهم من كتلة كبيرة ولكنها انشطرت وتشرذمت ولم يعد لهم صالح في البقاء تحت العنوان نفسه فراحوا يبحثون عن جديد مضمون بدل قديم متربك منتشطر ولكن بهدوء ومن وراء كواليس .سياسيون ليسوا نوابا من زعماء كتل صغيرة او متوسطة ، ومن مجربين في انتخابات ماضية ولم يحققوا نجاحا ، يقفون على التل ينظرون اتجاه السفينة المقبلة  لكي يلقوا بشباكهم في اللحظات الاخيرة الى جانب الكتلة المدعومة ماديا ومعنويا ، ولكن ربما ستفوتهم السفينة لان السفن المحملة جيدا لا تبحر على الشواطيء وانما تخوض المياه العميقة لتمخر العباب بسرعة وتصل الى الهدف المنشود وهي ليست بانتظار احد .الانتخابات المقبلة لا يختلف كثير بانها ستكون ساحة حرب رؤوس اموال كبيرة ، ولكن طالما شارك الاثرياء ولم يفوزوا ، فالكلمة الصادقة ولو ظن البعض بانها بضاعة كاسدة في موسم الانتخابات ، لكنها تبقى كحبه انبتت سبع سنابل ، لانها تتوالد وتنمو وتصبح شيئا عظيما وهي التي تنتصر في النهاية .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *