حقيقة استهداف شيوخ ديالى بقلم د. بشرى الحمداني

حقيقة استهداف شيوخ ديالى  بقلم د. بشرى الحمداني
آخر تحديث:

بغداد / شبكة اخبار العراق : في مسرحية طائفية واضحة المعالم , في محاولة جديدة لزعزعة الوضع الأمني  والسياسي وخلق فتنة طائفية بين المكونات المختلفة في محافظة ديالى  يستمر مسلسل استهداف شيوخ العشائر.شخصيات عشائرية واجتماعية حذرت من سعي الميليشيات الشيعية المرتبطة بوزير النقل هادي العامري ومثنى التميمي وعدي الخدران، لجر القبائل والعشائر العربية إلى القتال والفتنة، وعدوا اغتيال الشيخ خالد اللهيبي، أحد شيوخ عشيرة الـ(لهيب) جزءاً من مخطط لإثارة الحرب الأهلية في ديالى وقضاء الخالص بنحو خاص، وهو القضاء الذي يتولى مسؤولية القائمقام فيه احد كبار رجال الميليشيات الشيعية في العراق المدعو عدي الخدران.واغتالت ميليشيات شيعية ترتبط بقائمقام الخالص عدي الخدران أحد شيوخ عشيرة اللهيب في قضاء الخالص خالد اللهيبي في منطقة كصب وأمام أفراد الشرطة.وذكر شهود عيان  أن الخدران توعد الشيخ اللهيبي قبل أيام من اغتياله لمواقفه المشهودة في مواجهة المليشيات الشيعية الطائفية في القضاء وحذر الشيخ سلمان العبيدي من استهداف شيوخ العشائر في ديالى لما لهم من دور في اعادة اللحمة الوطنية وانهاء التوترات التي تشهدها بعض المناطق على اساس طائفي فضلاً عن حل النزاعات العشائرية، مؤكداً ان صمت القادة الأمنيين عن تنامي نشاطات الميليشيات في قضاء الخالص مستهجن ومرفوض، بعد عمليات الإغتيال المنظمة التي طاولت شيوخ عشائر ورجال دين».هذا وتتعرض محافظة ديالى أقرب المحافظات العراقية إلى العاصمة بغداد إلى حملة منظمة تقودها الأحزاب والمليشيات الشيعية والقوات العسكرية والأجهزة الأمنية المرتبطة بمكتب القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الحكومة نوري المالكي تستهدف تغيير طبيعتها السنية العربية وتغليب الأقلية الشيعية فيها وفق مخطط مرسوم تبدو الأصابع الإيرانية واضحة فيه.ومما زاد من استهداف محافظة ديالى شيعياً وإيرانيا، أنها الأقرب أيضا إلى إيران، حيث تمتد حدود المحافظة معها أكثر من 200 كيلو متر تبدأ من خانقين ونفط خانة نزولاً الى مندلي وقزانية، إضافة الى أنها تضم قرابة مليون ومائتي ألف سني عربي من سكانها البالغ عددهم مليون وخمسمائة وخمسين ألف نسمة حسب الإحصائيات الرسمية وسجلات البطاقة التموينية في وزارة التجارة. وتحتل محافظة ديالى المرتبة الثانية بعد محافظة الموصل في عدد الضباط والجنود والمراتب العسكرية في الجيش العراقي السابق، وكانت تشكل القاطع الأوسط من العمليات العسكرية التي شهدتها سنوات الحرب الإيرانية العراقية التي استمرت ثماني سنوات، حيث اتخذ الفيلق الثاني من الجيش مقره في إحدى نواحيها (منصورية الجبل) التي تتوسط الطريق الدولي الذي يربط العراق وإيران بين قضائي المقدادية وخانقين.ويقدر عدد العسكريين من منتسبي الجيش والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية في العهد السابق بأكثر من نصف مليون تم تسريح أغلبهم من قبل الحاكم الأمريكي الأول بول برايمر، وحرمهم من حقوهم التقاعدية وشملهم أيضا بإجراءات قانون الاجتثاث رغم إن الأكثرية الساحقة منهم كانوا عسكريين مهنيين اتخذوا الجندية عملاً ووظيفة.وقد حرصت السلطات الحكومية ومنذ اندلاع التظاهرات الشعبية والاعتصامات المدنية في المحافظات الست المنتفضة على اتخاذ إجراءات أمنية غير مسبوقة في منع تنظيم التظاهرات والاعتصامات فيها وحظر صلوات الجمعة الموحدة في مدنها وقصباتها، وصلت الى حد قيام قوات الجيش الحكومي والشرطة، بزرع العبوات الناسفة على المصلين وحرق خيام المعتصمين واعتقال العديد منهم، في حين بدأت قيادة عمليات دجلة التي مقرها في بعقوبة مركز محافظة ديالى بسحب قطعاتها من كركوك وطوزخورماتو وداقوق المحاذية لحدود إقليم كردستان، ونشرها في مدن المحافظة وقطع الشوارع فيها وإقامة نقاط السيطرة والتفتيش في أغلب مدنها حيث تخضع أقضية بعقوبة والمقدادية وبهرز وبلدروز وخان بني سعد ونواحي كنعان وشفته والحديد والعظيم وأبي جسره والمنصورية وجلولاء والوجيهية والكاطون الى إجراءات حظر التجول ليلاً، ويمنع تنقل المواطنين فيما بينها ليلاً.وضمن إجراءات حكومة نوري المالكي في إضفاء الصبغة الشيعية على محافظة ديالى، فانها عمدت الى نقل ألاف العسكريين من محافظات العمارة والناصرية والنجف، ووزعتهم على قيادة عمليات دجلة وأفواج الفرقة الخامسة ومقرها في بعقوبة ايضاً، ونشر الالاف من عناصر الأجهزة الأمنية والجنائية في أقضية المحافظة ونواحيها، بينما يحتل أكثر من عشرين مسؤولاً شيعياً رئاسة الدوائر الحكومية والعسكرية والأمنية في المحافظة خلافاً للقانون، وبعض هذه القيادات من أصول إيرانية زورت أنسابها وألقابها وتَسمت بأسماء وعشائر وبيوتات عراقية عربية، علماً ان الشيعة في ديالى لا يشكلون غير (15%) من سكانها.ويسجل أبناء محافظة ديالى أعلى نسبة معتقلين بعد العاصمة بغداد، حيث ما زال أكثر من عشرة ألاف معتقل في غياهب السجون والمعتقلات بعد توجيه اتهامات إليهم وفق المادة (4 إرهاب) التي يطلق عليها عراقياً (4 سنة) وباتت سيفاً مسلطاً على رقاب السنة العرب ليس في محافظة ديالى فحسب وإنما في العراق.وتعرضت عشائر المحافظة العربية وخصوصاً في بعقوبة  والخالص الى هجمة شرسة من الحكومات الشيعية بسبب اتهامها بحماية منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة التي كانت تتخذ معسكرها الرئيسي (أشرف) بين المدنيتين، ولعب قائممقام الخالص عدي الخدران وهو قيادي في مليشيات (بدر) وعميل مفضوح للإيرانيين، دوراً تحريضياً ضد المئات من أبناء عشائر العُبيد والنعيم والعبللي والجبور وآل حمير والبيات الذين تمت تصفيتهم جسدياً خلال السنوات القليلة الماضية، ورغم صدور العشرات من مذكرات إلقاء القبض على الخدران لثبوت ارتكابه جرائم قتل وانتهاك إعراض، الا ان رئيس الحكومة نوري المالكي يصدر دائما أوامره الى مجلس القضاء الأعلى والمحاكم العراقية بعدم تنفيذها، حيث ما زال هذا القائمقام الطائفي يمارس سياسات الملاحقة والمطاردة ضد أبناء قضاء الخالص من السنة العرب.

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *