رواية “الأشباح والأمكنة”..الحياة يجب ان تمضي إلى الامام

رواية “الأشباح والأمكنة”..الحياة يجب ان تمضي إلى الامام
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة أخبار العراق- تنتمي رواية “الأشباح والأمكنة” لذياب فهد الطائي، الذي أصدر من قبل عددا من الروايات منها “الصبّار الأزرق”، و”ورد الدفلى”، و”ظل بلا ضوء” و”دائرة النسيان” التي فازت بالجائزة الثالثة في مسابقة الإبداع الأدبي في العراق عام 1988، إلى نمط الروايات الكلاسيكية الرصينة التي تراهن على المضمون أكثر من مراهنتها على الشكل، على الرغم من قدرة الأشكال الحداثية على توليد معانٍ وصياغات جديدة لم نألفها من قبل.وبحسب تقرير نشرته “الشرق الاوسط”  مع ذلك فإنّ النص الكلاسيكي لما يزل حيًا ومؤثرًا مثلهُ مثل أي نص ميتا سردي معاصر. وتأكيدا لصحة ما نذهب إليه فإن رواية «الأشباح والأمكنة» تقوم على بناء معماري متين وشخصيات مدروسة بعناية فائقة منحت النص بُعدًا واقعيًا لا مغالاة فيه، بل إننا، كقرّاء، نشهد نمو الشخصية الرئيسية، وهي تحقق أحلامها العاطفية والفكرية والاجتماعية على الرغم من بعض العقبات التي كانت تعترضها هنا وهناك.لا بد من الأخذ بعين الاعتبار أن شخصيات هذه الرواية متنوعة في انحدارها الطبقي، فبعضها ينتمي إلى الطبقة الفقيرة، وخصوصًا البطل سمير قاسم وحبيبته وداد، وبعضها الآخر ينتمي إلى الطبقة المتوسطة التي يمثلها مهندس الميكانيك فوزي فائق الحمداني، أو مدرسة الرياضيات السيدة تماضر وسواهما من الشخصيات الأخرى التي تتحرك على مدار النص الروائي ببعده الزمكاني الذي يتمثل بمدينة الموصل قبل سقوطها بأيدي القوات الأميركية بعد عام 2003.ربّ سائل يسأل الروائي ذياب الطائي عن السبب الذي دفعه لكتابة رواية كاملة تدور مجمل أحداثها في مدينة الموصل وهو المولود في محافظة واسط التي يعرفها عن كثب! والجواب ببساطة شديدة يكمن في تحدي الكتابة عن شيء لا يعرفه تمامًا، على الرغم من أن الطائي قد عمل في منشأة كبريت المشراق لبضع سنوات، لكنه يظل «طارئًا» بمعنى من المعاني على هذه المدينة الكبيرة التي تختلف إلى حد ما في مرجعياتها الثقافية والفكرية والاجتماعية عن بقية المدن العراقية، وإن الغوص في عاداتها وتقاليدها «ولغتها الخاصة» يحتاج إلى جهود مضاعفة لسبر أغوارها والتعرف على شبكة أنساغ هذه المدينة المترامية الأطراف.تنطوي رواية «الأشباح والأمكنة» على إدانة صريحة وقوية للإرهاب الفكري للحركات الدينية المتطرفة التي ابتُلي بها العراق والشرق الأوسط عمومًا، لكن الرؤية العميقة والثاقبة للروائي ذياب فهد الطائي قد منحت القارئ أملاً بأن الحياة يجب تمضي إلى أمام على الرغم من ظهور الأشباح الذين يراهنون على ثنائية القتل والترويع.والكاتب قد أصدر عددًا من الروايات نذكر منها «الصبّار الأزرق»، و«ورد الدفلى»، و«ظل بلا ضوء» و«دائرة النسيان» التي فازت بالجائزة الثالثة في مسابقة الإبداع الأدبي في العراق عام 1988. إضافة إلى ثلاثة كتب تخصصية في الصحافة والإعلام العراقيين.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *