شوارع طهران بإنتظار الميليشيات العراقية

شوارع طهران بإنتظار الميليشيات العراقية
آخر تحديث:

بقلم:علاء کامل شبيب

مع تزايد سخونة الاحتجاجات الشعبية الايرانية ووصولها الى”بازار طهران” الذي کان له دور کبير في إصابة نظام الشاه بالترنح ومن ثم السقوط، حيث ذکرت التقارير بأن هذا البازار قد أصابه الشلل من جراء إنطلاق مظاهرات أصحاب المحلات في”بازار طهران” أي”سوق طهران الکبير” حيث أغلقت المحلات أبوابها احتجاجا على انهيار سعر الدولار وتوقف عمليات البيع والشراء. فإن الاوضاع في إيران تسير نحو منعطف بالغ الخطورة خصوصا مع إحتمال إتساع دائرة هذه الاحتجاجات و إزدياد حدتها مع الاخذ بنظر الاعتبار إطلاق شعارات متشددة نظير الموت للديکتاتور مجددا وغيرها ويبدو واضحا جدا بأن هذه الاوضاع سوف تکون لها آثار و تداعيات مختلفة على بلدان المنطقة بشکل عام وعلى الاحزاب والجماعات التابعة لإيران في بلدان المنطقة وبشکل خاص في العراق.

في عام 1988، وبعد وقف إطلاق النار بين العراق وإيران، هاجمت قوات جيش التحرير الوطني الايراني نظام الجمهورية الاسلامية الاسلامية الايرانية وتمکنت من تحرير مناطق شاسعة من إيران حتى وصلت الى مشارف کرمانشاه حيث أعلن الخميني وقتها النفير العام، لکن الذي يجب ذکره هنا و الانتباه إليه جيدا، هو إن “فيلق بدر” کان في طليعة تلك القوات التي هبت لمواجهة هذا الجيش الوطني وعدم السماح له بتحرير إيران من هذا النظام الذي أوصل إيران وشعبها الى أسوأ أوضاع وخيمة صار يضرب بها الامثال.

الشئ بالشئ يذکر، حيث کانت قد أعلنت بعض الميليشيات المسلحة العراقية بعد إندلاع إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، عن إستعدادها للذهاب الى إيران للدفاع عن النظام ضد المنتفضين من أبناء الشعب الايراني، ومن دون شك فإن وصول حمى الاحتجاجات الى طهران وشمولها السوق الکبير لطهران بعد الهبوط المخزي للعملة الايراني، فإن ذلك بمثابة مٶشر على إن النظام سيدخل عن قريب الدائرة الحمراء، ولذلك فمن المتوقع بأن تبادر الميليشيات العراقية التابعة لإيران مرة أخرى عن إستعدادها للذهاب للدفاع عن النظام، ولکن ماذا لو سارت الامور في خط لارجعة فيه، ونقصد سقوط النظام الايراني، عندئذ ماذا ستفعل هذه الميليشيات هناك أو بالاحرى ماذا ستفعل بها الجماهير الايرانية الثائرة بوجه النظام و التي يسيطر عليها حينئذ القوة الغضبية؟

شوارع طهران سوف تنتظر حتما الميليشيات العراقية بشکل خاص، ولاسيما بعد أن تتراجع القوات الامنية الايرانية أمامها و تضطر رغما عنها لإحترام إرادة شعبها، لکن وعند دخول هٶلاء و إرتکابهم مجازر کما هو متوقع وأعين العالم کله مصوبة عليهم، فأي مصير ينتظرهم، أما القتل و التقطيع شذرا مذرا على يد الشعب الايراني أو أن يتم سحبهم للمثول أمام المحاکم الدولية و في أحسن الاحوال کمجرمين ضد الانسانية!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *