عمليات فرض القانون “نهاية حلم” دعاة الانفصال

عمليات فرض القانون “نهاية حلم” دعاة الانفصال
آخر تحديث:

 بغداد/ شبكة أخبار العراق- ذهبت تقارير استخبارية أمريكية في تقديراتها لنتائج استعادة الحكومة المركزية العراقية، الاثنين 16/10/2017، ولايتها التنفيذية على المرافق الحيوية بمدينة كركوك  وباقي المدن الاخرى التي كانت تحت سلطة حكومة إقليم كردستان، بأنها خطوة  تشكل ليس فقط نهاية مشروع الاستقلال الكردي في العراق وإنما أيضاً نهاية للمشروع  الانفصالي المماثل في  شمال سوريا. كركوك الغنية بالنفط والواقعة عملياً خارج خريطة اتفاق الحكم الذاتي لإقليم كردستان، بأنها تشكل عصب الارتكاز الاقتصادي والسياسي لمشروع الحكم الذاتي الذي أطلقه مسعود البرزاني وبنى عليه الاستفتاء الأخير من فوق حلم متوارث بالاستقلال.ان البرزاني أخطأ في رهاناته وهو يُدرج كركوك  في الاستفتاء وباقي المناطق “المختلف عليها”، حيث لم يجد الدعم الكافي من أطراف إقليمية ودولية كان يتصور أنها ستقف إلى جانبه في موضوع كركوك الذي يشكل “إرثا تاريخيا” للقضية الكردية، فضلا عما يمثله من رصيد اقتصادي هائل.ودخول قوات البيشمركة الكردية إلى كركوك بالتوازي مع انسحاب داعش منها، جاء بتنسيق “سري” بين الأكراد وداعش، وهي تسريبات يصعب التأكد من صحتها ودقتها، بمثل ما يصعب التأكد من دقة الوعود الدولية الأخرى التي كان حصل عليها البرزاني.يشار إلى أن الحكومة العراقية المركزية  أصرت على عودة البيشمركة، إلى حدود ما قبل 9/6/2014، وهي التي كانت فيها كركوك خارج حدود الإقليم الكردي. وبالنظر إلى أن أغلبية سكان كركوك هم من التركمان والعرب، ولكونها كذلك تنتج ثلثي نفط الشمال العراقي و40% من إجمالي نفط الدولة، فقد كان متوقعاً أن تستخدم بغداد القوة العسكرية لمنع إلحاق كركوك بمشروع استقلال كردستان وما تضمّنه من استفتاء شعبي تحفظت عليه بغداد والعديد من الدول الإقليمية والعواصم العالمية.إن سيطرة القوات العراقية ضمن عمليات فرض القانون على مطار كركوك والمواقع العسكرية وحقول النفط في كركوك، يعني عملياً استعادة سيطرة الدولة على المدينة. مع ملاحظة أن أي مقاومة كردية بدون إسناد من الطيران الأمريكي، يعني “انتحاراً كردياً”،أن عودة مدينة كركوك للدولة المركزية يعني أيضاً عودة مناطق أخرى في محافظات الموصل وديالى كانت دخلتها قوات البيشمركة في 9/6/2014.وتذهب التقديرات  السياسية إلى أن عودة كركوك للحكم المركزي للدولة لا يعني فقط ضربة سياسية لقيادة مسعود البرزاني وحزبة والاحزاب المتحالفة معه، وإنما أيضاً نهاية لمعنى الحلم الكردي بالاستقلال في شمال العراق، ومثله في شمالي سوريا. فما حصل في كركوك سينعكس على الدعم الأمريكي الذي تقدمه واشنطن للأكراد في شمال سوريا، وأن مشروعهم بالحكم الذاتي هناك ، كخطوة على طريق الاستقلال، يمكن وصفه بأنه ربما انتهى هو الآخر ايضا.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *