فيلم “رجال الآثار”..التضحية بالحياة من أجل الفن

فيلم “رجال الآثار”..التضحية بالحياة من أجل الفن
آخر تحديث:
 بغداد/شبكة أخبار العراق- بعد قائمة طويلة من الأفلام الهوليوودية التي تُرسخ فكرة البطل الأميركي وإمساك أميركا زمام المبادرة في الدفاع عن شعوب العالم, بل كوكب الأرض بشكل عام مثل “يوم الاستقلال”, “2012”, “معركة لوس أنجلس”، يتطرَّق فيلم “رجال الآثار” إلى إنقاذ من نوع آخر، وهو إنقاذ التراث الإنساني الغربي مستمداً ثيمته من قصة حقيقية وثقها  الكاتب “روبرت ادسل”  في كتابه “رجال الآثار: الحلفاء الأبطال, ولصوص النازية “.وهو عن فرقة تُشكلها الولايات المتحدة بأمر من الرئيس روزفلت خلال الحرب العالمية الثانية مهمتها إنقاذ لوحات، وتماثيل ، وتحف فنية نادرة من هوس هتلر الذي يحاول الاستحواذ على  كل تلك النفائس من مختلف بلدان أوربا ليجمعها في متحف في النمسا يحمل اسمه.  وهنا يبرز دور أميركا  “الأبوي” للحفاظ عليها وإعادتها إلى بلدانها الأصلية باذلة من أجل ذلك “الهدف السامي” الكثير من الجهود والدماء،  فهل  جسد الفيلم الحقائق بشكل دقيق؟في بداية الفيلم ينجح خبير الآثار فرنك ستوكس”جورج كلوني” بإقناع الرئيس روزفلت بأهمية المحافظة على التراث الأوربي من آثار الحرب، والعمليات العسكرية التي تُحرق الأخضر واليابس فتدمر خلال المواجهات الكنائس والمتاحف بما تحويه من ثماثيل، ولوحات نادرة لفنانين كبار مثل دافنشي, مايكل انجلو, بيكاسو, رامبرانت. فيشكل خبير الآثار ستوكس مجموعة من الفنانين، ومرمِمي التماثيل والتحف من دول الحلفاء “العدد الحقيقي لهذه المجموعة هو 240 شخصاً من مختلف الجنسيات، بحسب الكتاب “. أما في الفيلم فقد اكتفى “جورج كلوني” الذي أخرج الفيلم ومثل فيه  وأنتجه وأسهم في كتابة السيناريو له بسبعة أشخاص ليؤدوا هذه المهمة الخطيرة، مهمتهم ملاحقة التُحف التي سرقها الألمان، وانتشالها من المناجم التي كدسوها فيها قبل أن يصلها الروس الذين يريدون تعويض خسائرهم البشرية والمادية من جراء الحرب بتلك النفائس، فتسابق المجموعة الزمن بين اكتشاف أماكن سرقات الألمان، التي يحرقونها  فيما بعد بسبب خسارتهم للحرب، وبين الروس الطامعين بالغنيمة، ويساندهم في هذه المهمة بريطاني، وفرنسي، ويهودي “للتأكيد على قضية اليهود واضطهادهم وتصفيتهم من قبل الألمان” . يقتل البريطاني دونالد جيفرين “هيوج بونفيل” الذي يبادر إلى حماية كنيسة بلجيكية تحتوي على كنوز دينية أثرية،ويُقتل أيضاً الفرنسي جان كلود “جان دو جاردان”  بسبب تواجده في ساحة مواجهات لجنود كانوا متخفين بالأشجار. وفي مكان آخر يحاول جيمس جرنجر “مات ديمون” جاهداً الحصول على مساعدة الخبيرة الآثارية كلير سيمون “كيت بلانشيت”، التي تعمل في أحد متاحف باريس،  وترفض في البداية التعاون معه لأنها تعتقد أن الغاية من بحثهم عن الآثار المسروقة هي للاحتفاظ بها بعد استعادتها في متاحف أميركية، لكنه يقنعها فيما بعد بأن هدفه هو حماية تلك الآثار. وإعادتها إلى أماكنها الأصلية، وبالتالي يمكن المحافظة على” نمط الحياة الغربية”، فيعيد لوحة مسروقة إلى منزل عائلة يهودية أبيدت من قبل النازية تنفيذاً للمهمة التي أوكل بها، وهي إعادة ماسُرِق في كل الأحوال، كما ترد معلومات عن قرار الألمان المندحرين  بإحراق وتدمير كل الآثار في حال موت هتلر. فتتعاون معه لإنقاذ التراث الفرنسي الذي ينجح في إعادته في النهاية.الفيلم يثير سؤالاً مهماً في مجريات أحداثه ويطرحه في نهاية الفيلم  على لسان الرئيس روزفلت وهو “هل تستحق قطعة من الفن التضحية  بحياة إنسان؟”  ليجيبه “ستوكس” بعد 30 عاماً في زيارته مع حفيده لإحدى الكنائس التي يتواجد فيها تمثال “مادونا والطفل ” نعم ، وقبل هذه الإجابة يؤكد على هذه الفكرة ، في أحد المشاهد إذ يقول ” إن سحق جيل بأكمله فى الحرب، يمكن أن يُعوَّض ببعثه من جديد، ولكن سرقة اللوحات والثقافة والحضارة، يجعل الإنسان كأن لم يكن، ويحوِّله إلى رماد في الهواء” من الواضح ان “جورج كلوني” تأثر كثيراً بالمخرج”ستيفن سبيلبرغ” فاقتبس مشاهد شهيرة  من أفلامه منها مشهد نزول القوات الأميركية على ساحل النورماندي من فيلم “إنقاذ الجندي رايان”، ومشهد من فيلم “اللون القرمزي”. لم يكن كلوني موفقاً في بعض هذه الاقتباسات، لكن مايُحسب للرجل أنه ومن بين كم كبير من القصص والثيمات التي تعتمد عليها أفلام هوليوود، اختار في فيلمه الخامس، مخرجاً وكاتباً، موضوعاً حيوياً متجدداً فهناك قلق عالمي حقيقي على إنجازات أجدادنا على هذه الأرض.     

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *