قراءة ضد القراءة

قراءة ضد القراءة
آخر تحديث:

بغداد:شبكة اخبار العراق-هل تطرد القراءةُ القراءة؟ هل كثرتها مضرة بالقارىء؟ هل قراءة كتب أقل تعني فهماً أكثر؟ أسئلة طالما ناقشها الكثيرون ممن أولعوا بهذا الهم الجميل, ولكن ماذا يفعل الشاعر مثلاً, أو الروائي, أو المفكّر إلا أن يستمر في الانتقال من كتابٍ إلى آخر طالما توفر هذا الكتاب أو تلك المجلة؟ كذلك ما فائدة أن يقرأ كتابا ما، فإذا ما انتهى منه ضاع هذا الكتاب في بحر المحو، فلا هو بقادر على استرجاع مقولات منه، ولا هو بمستحضرٍ فحوى كثير من موضوعاته التي عانى في قراءتها تعبا وسهرا؟ بل ربما عانى من مشاكل عائلية هو في غنى عنها . قال لي أحدهم وقد بلغ به التذمر مبلغا بأنه في بعض الأحيان ينسى وهو يقرأ رواية ما عنوانها أو اسم مؤلفها! بعض من أعرفهم يوثق ما يقرأ, ولكن هل للتوثيق جدوى؟ هل وضع خطوط تحت عبارات أو مقاطع يكون ذا فائدة خاصة إذا ما كثرت هذه الخطوط أو الهوامش؟ بعض الأكاديميين يستخدمون ما يسمى بالجذاذات لحفظ ما يرونه مهما لبحوثهم, هذا شأنهم, فليس كل القراء أكاديميين, بل ان هؤلاء قد تكون قراءاتهم براجماتية, فأغلبهم لا يطالعون إلا ما ينفعهم في بحث أو ترقية ما وأنا لا أتحدث عنهم بل عن أولئك الذين أصبح الكتاب همهم ومتعتهم الكبرى. أولئك الذين يضعون الكتاب جوار مائدة الطعام محدقين في صفحاته تحديق الجائع, هل نقول لهم رفقا بكم, فأن تقرؤوا قليلاً يرسخ في أذهانكم أجدى من الكثير الذي يغرق في صدى النسيان، فلا تسبحوا في بحر المحو هذا ! ولكن هل سيسمعون النصيحة وتلك الأوراقُ تمد لهم أعناقها من هناك حيث جنة الكتب.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *